اليوم الوطني السعودي له مكانة خاصة في قلوب الطلبة المبتعثين، كيف لا وهم سفراء لهذا الوطن والاحتفال به يعكس صورة ايجابيَّة ورائعة عن المملكة وتكاتف أبناء شعبها، فمن خلاله يحرص الطلبة السعوديون المبتعثون على إظهار صورة مشرفة في تمثيلهم لبلادهم والتعريف بها بفخر واعتزاز ووطنيَّة بشتى الطرق الحضاريَّة، كما يحرصون على إظهار اجتهادهم في نيل المعرفة والتسلح بالعلم ومن ثمَّ العودة للوطن من أجل المشاركة في رفعته. فكيف يحتفل المبتعثون باليوم الوطني السعودي؟
«سيدتي» تعرض من خلال هذا التحقيق صوراً عن كيفيَّة الاستعداد والاحتفال بيوم الوطن في بلد الابتعاث.
تعاون عالمي
بدأ أنس العمري (25 عاماً)، الولايات المتحدة الأميركيَّة، حديثه معنا بنبرة الحنين للوطن فقال: مشاعرنا حين يصادف اليوم الوطني ونحن في الغربة أقرب إلى الحزن منها إلى الفرح، حيث ينقصنا الحضن الدافئ لبلدنا العظيم، لكن عزاؤنا الوحيد هو أنَّنا ابتُعثنا لنمثل وطننا خير تمثيل. أما عن الاستعداد للاحتفال به فيتم بالتنسيق بين سفارة المملكة والجامعة، ولا ننكر تعاون جميع الطلاب معنا في الاحتفال بيومنا الوطني من دول الخليج والعالم العربي وجميع الجنسيات العالميَّة الأخرى كونهم ينظرون لهذا الحدث بأنَّه ثقافة تنم عن الولاء للوطن.
استعداد مسبق
أما ريان غوث (29 عاماً) كندا، فيقول: يتم الاستعداد للاحتفال باليوم الوطني السعودي عن طريق النادي السعودي للمدينة، الذي يضم طلاباً وطالبات سعوديين إضافة الى الملحقيَّة الثقافيَّة، وتتم الحفلة بعد عِدّة اجتماعات داخل هذا النادي يتشارك فيها الطلاب والطالبات الأفكار، كما أنَّ هناك إعدادات خاصة تحتاج إلى أسابيع حتى يتم توفيرها مثل إحضار العلم والزي السعودي، وبعض المأكولات والمشروبات السعوديَّة كالتمر والقهوة، وذلك لعدم توفرها في بلد الابتعاث. ثمَّ يتم الاحتفال في مكان عام مع دعوة عامَّة للسعوديين والأجانب ويتم تقديم الفقرات التي يتخللها النشيد الوطني، رقصة المزمار والفقرة التراثيَّة وفقرات أخرى كثيرة، ويُختم الحفل بعشاء يتضمن أشهر الأكلات السعوديَّة والعربيَّة مقدَّمة بأيدي متطوعين سعويين وسعوديات.
التمسك بالزي السعودي
من ناحية أخرى يؤكد ماهر غريب (22 عاماً) فيلاديلفيا، أنَّه إلى جانب الأندية السعوديَّة التي تحرص سنوياً الاحتفال باليوم الوطني السعودي؛ فإنَّ أغلب الأفراد يحرصون على ارتداء الزي السعودي (الثوب، الشماغ أو الغترة) عند الذهاب للجامعة أو المعهد في ذلك اليوم من أجل المشاركة في نشر الفرحة بيوم الوطن.
أما مرام كردي (27 عاماً) دبلن/ إيرلندا فتقول: إنَّه لإحساس رائع حين أذهب إلى الحفل الخاص باليوم الوطني وأجد الجميع يرتدي الثوب والغترة والعقال، حتى أنَّ بعض الفتيات يلبسن العباءات عندها أشعر وكأنَّي في بلدي السعوديَّة.
إيجاد أفكار إبداعيَّة
من جهته أكد علي مدرس من إدارة البيت السعودي لمدينة بتسبيرغ الأميركيَّة، وهو تجمع لطلاب سبعة جامعات في المدينة - أنَّ الاحتفال باليوم الوطني السعودي من أهم المهام التي تحرص إدارة البيت السعودي على الإعداد المسبق لها، وفي كل عام يتم تنفيذ أفكار إبداعيَّة للتعريف بعادات وثقافة بلدنا الغالي. ومن أهم ما تمَّ تنفيذه على مدار السنوات الماضية هو: عروض أزياء من مختلف مناطق المملكة، زفة سعوديَّة تقليديَّة أعطت انطباعاً جميلاً عن الزواج السعودي عند الغرب,، وعروض مسرحيَّة توضح أهم العادات والتقاليد السعوديَّة التي قد تبدو غريبة للأجانب، وتقديم عرض مسرحي بمؤثرات خاصة تجعل الحضور يشعرون وكأنَّهم في طائرة تتنقل بهم بين أهم المدن السعوديَّة ليتعرفوا على أهم المعالم والآثار فيها، واستضافة أشخاص أميركيين عاشوا في المملكة ليشاركوا الحضور تجربتهم وأهم ذكرياتهم فيها.
ولا يخلو أي حفل وطني من تقديم شرح وافي للحضور عن كل ما تقدِّمه الحكومة السعودية لضمان رفاهيَّة مواطنيها وتقديم كل ما يضمن تقدَّمهم وازدهارهم.