نرجس كومباسار وأونور بويوكتبشو ثنائي أمتع الملايين بصداقتهما ومغامراتهما وثرثراتهما المرحة الجميلة التي جذبت الكبار والصغار إلى متابعة حلقات مسلسل «حب للإيجار» .
ومنذ سنوات طويلة، لم يحقق ثنائي كوميدي المركز الأول في الرايتنغ جنباً إلى جنب مع الثنائي الرومانسي في عمل درامي واحد. إنهما نرجس كومباسار الشهيرة بـ«ناريمان» وأونور بويوكتبشو الشهير بـ«لؤي». «سيدتي التركية» رصدت لكم حواراً مشتركاً ممتعاً مع الثنائي الكوميدي الأكثر حديثاً في «السوشيال ميديا» في المسلسل الكوميدي الرومانسي الأشهر الأعلى مشاهدة «حب للإيجار»: نرجس كومباسار وأونور بويوكتبشو..
العواطف
عواطف كثيرة تحكم البشر مثل: الغضب والغيرة والحب والجشع والخوف، فما هي العواطف التي تحرككما؟
نرجس كومباسار: الآن لا يوجد بداخلي سوى قدر كبير من التسامح والغفران بل نبع تسامح كبير، أتعامل به مع كافة المحيطين بي. ولم يكن لديّ هذا الإحساس بنفس العمق سابقاً، إذ تختلف المشاعر والمفاهيم مع فترة النضج عنه في أيام الشباب والمراهقة، فكنت طفلة شقية وعنيدة جداً، وأدبر مقالب كثيرة لزملائي الصبيان. ورغم ذلك كانوا معجبين بي وبشجاعتي وجرأتي، ويهتفون باسمي في الصف قبل بدء الدرس. وكان إذا رغب أولاد الجيران بطعام، أستغل وجود والديّ في الصالون، وأذهب إلى المطبخ، وأرمي لهم من النافذة ما يحبون من فاكهة وحلويات. وبعدما كبرت في الفترة اللاحقة، بدأت أشعر بالغيرة النسوية الطبيعية والطموح الجامح نحو النجاح وإثبات الذات. أما الآن، عندما أنظر لحياتي أشعر انني كنت إمرأة محظوظة جداً لتخلصي من كل العقد النفسية في هذه السن والتخلص من مشاعر الغضب والندم للاستمتاع مع الناس الذين نحبهم ونحتاجهم في حياتنا.
أونور بويوكتبتشو: كل عمر له جماله وله مشاعره الإنسانية القابلة للتطور والتغيير بمرور السنوات. وفي فترة مراهقتي كانت لديّ الكثير من المخاوف على مستقبل بلدي. أما الآن وأنا قاربت على منتصف الثلاثينات، فصرت أكثر هدوءاً واسترخاءً تجاه المستقبل وتجاه نفسي وأكثر نضجاً واطمئناناً. فلا أحد منا يعلم ماذا تخبىء له الحياة في السنوات القادمة.
تعلمت أن الأجدى هو التمتع بما نحظى به من الحياة وعدم التفكير كثيراً في الماضي أو المستقبل المجهول.
الخطوط الحمراء
نقطة التحول الهامة في حياتي
ما هي نقطة التحول في حياتكما؟
نرجس كومباسار: عائلتي لم تكن مهتمة بالفنون إطلاقاً وكانت تحترم مهن الطب والهندسة مثل كل الناس أكثر من الفن لأنها ترى أن للتعليم قيمة أكثر من باقي المجالات الأخرى، لكنني خرجت عن المألوف وعشقت الفنون والرقص والتمثيل منذ طفولتي. ففزت في الصف الثالث بالفنون، وبعد فترة تأهلت للكونسرفاتوار في أنقرة ونجحت بدرجة جيد جداً، لكن للأسف لم توافق عائلتي على الإلتحاق بالكونسرفاتوار الوطني. فوالدي الطبيب كان يطمح إلى أن أحظى بتعليم عال قبل أن أتجه إلى الفنون التي أعشقها، وبكيت كثيراً لتحطم حلمي الأول، لكن والدتي شجعتني على ممارسة الفنون إلى جانب دراستي، فقدمت عروض رقص رائعة مع فرقة الفولكلور الشعبي والباليه والرقص بالزلاجات على الجليد. ورأتني تولين أوكان فشجعتني على المضي قدماً لامتلاكي موهبة رائعة وحضور جذاب. وكانت نقطة التحول في حياتي حين طلبتني وكالة متخصصة بعروض الأزياء وطُلبت لتصوير الإعلانات ونجحت فيهما الاثنين. كما استدعوني للمشاركة في مسلسل يُعرض على قناة trt، وبعد مسلسلي الأول أدركت أنني خُلقت لأكون ممثلة.
أونور بويوكتبتشو: وضعي مشابه لوضع نرجس إلى حد كبير. فعائلتي أيضاً لم تكن مهتمة بالفنون. والدي كيميائي ويحترم العلوم جداً وكان يثني على موهبتي في مادة الرياضيات منذ كنت طفلاً في الثالثة من عمري. وكل سؤال يطرحه عليّ في الرياضيات أعطيه الإجابة الصحيحة بسرعة قياسية تثير إعجابه، لهذا لم يشجعني على التوجه نحو الفنون. واختلفنا لدرجة أننا بقينا فترة لا نتحدث مع بعضنا بشكل طبيعي. وبدأت العمل لأول مرة في مسرح الدولة في سن العشرين، وقدمت مسلسلي الأول «دفتر الثانوية» وحقق دوري فيه نجاحاً مميزاً لفت أنظار الناس وعائلتي إلى موهبتي. وبدأت أكسب مالاً جيداً من التمثيل. وبدأت أعتمد على ذاتي مالياً. واستقليت عن عائلتي. وكانت نقطة التحول الهامة في حياتي هي سفري بسن الـ 22 إلى بريطانيا لتعلم اللغة الإنكليزية. وأقمت فيها خمس سنوات، ولم أعد إلى تركيا إلا في سن السابعة والعشرين، وتعلمت في بريطانيا أصول التمثيل في المسرح الإنكليزي بإحدى الأكاديميات العريقة باللغة الإنكليزية وهذا أفادني أكاديمياً جداً، وكشف لي جوانب أخرى ذات قيمة عن التمثيل والمسرح. كما علّمتني إقامتي في بريطانيا قيمة حياة الكفاح الصعبة للحصول على ما نريد وللعيش بكرامة ومواجهة كافة التحديات وحدي دون مساعدة من أي أحد من أفراد العائلة أو الأصدقاء.
شخصيتهما في «حب للإيجار»
هل راودكما الظن أن مسلسل «حب للإيجار» سيحقق كل هذه الشعبية أو الخوف من هدر طاقتكما وموهبتكما بدور لا يناسب قدراتكما؟
نرجس كومباسار: مشاريعي الدرامية الأربعة الأخيرة لم تحقق النجاح الذي نشدته عند قراءتي السيناريو، وقررت أخذ إجازة طويلة من العمل لاسترداد طاقتي المهدورة لكني طُلبت من شركة إنتاج عرضت عليّ دور «ناريمان» في مسلسل «حب للإيجار» الذي جذبني نصه بقوة، وشعرت أن شخصية ناريمان ستايل كوميدي جديد لم أقدمه سابقاً ويناديني على سبيل التحدي لقدراتي وموهبتي. وبعد أول يوم عمل وتصوير، أحسست ان فرصة ذهبية ورائعة تتاح لي وأن حظاً جديداً ينتظرني فيه. وبالفعل كسر نجاح «حب للإيجار» كل المقاييس في الدراما الكوميدية الرومانسية.
ودور «ناريمان» ليس دوراً خيالياً بل دور واقعي. ومجتمعنا مليء بهذا النموذج الذي نصادفه كل يوم وكنت مستمتعة بأدائي لها جداً. فهي على الرغم من بعض عيوبها وغرورها، امرأة مرحة وممتعة مليئة بالحياة. وتجيد إسعاد نفسها والحفاظ على جمالها وصحتها بطريقتها الخاصة وحب ملايين المشاهدين لها أسعدني. وللعلم كان دور ناريمان دوراً صعباً لأنها شخصية متقلبة ليست عادية لكني نجحت في هذا التحدي وأديته كما هو مكتوب.
أونور بويوكتبتشو: عندما عُرض عليّ دور «كوراي سارغين ـ لؤي» في مسلسل «حب للإيجار» أعجبني جداً ووجدته دوراً جديداً على الدراما التركية وعليّ أنا شخصياً وأحببته لطيبته ومرحه وثقته الزائدة بنفسه لدرجة الغرور. وأنبأني حدسي الداخلي بأنه دور صعب ليس سهلاً على أي ممثل، فقبلته بعد القراءة الأولى. وتقمصت الشخصية من بداية البروفات الأولى دون مساعدة من أحد، وبعد مرور 23 أسبوع على عرض المسلسل، أصبح حديث الشارع والناس في تركيا. وقبل مسلسل «حب للإيجار» وإثر عودتي إلى تركيا من بريطانيا، شاركت في بعض المسلسلات والمسرحيات الطويلة وفي دوبلاج أعمال للأطفال، وعملت لفترة مدرساً لكن العائد المادي لم يكن كافياً لي، فقلت في نفسي «يكفي. لا بد أن أعمل بوظيفة مستقرة وآمنة مادياً ومعنوياً، حتى قدمت دور «كوراي ـ لؤي» في «حب للإيجار». فنجح الدور بصورة لا تصدق من قبل الكبار والأطفال، حتى قال لي العاملون فيه: أين كنت قبل «حب للإيجار»؟ نجاحي في «حب للإيجار» جعلني أدرك أن الرزق ينتظر الإنسان في مكان وزمان ما، لا يعرفهما، ويأتيه حين يحين الوقت.
أنا سعيدة بدون حب
ما هو الشيء الأكثر جنوناً الذي فعلتماه من أجل الحب؟
نرجس كومباسار: أعترف بإني لم أفعل شيئاً مجنوناً من أجل الحب. لقد أحببت وتزوجت زميلي الممثل محمد أربيل وتطلقنا لكننا مازلنا صديقين، ونشترك في تربية ابنتنا الوحيدة ياسمين، وأنا الآن سعيدة دون حب، وأجيد الاستمتاع بحياتي دون حب أو رجل في حياتي.
ارتكبت حماقات عديدة في حياتي لم يكن سببها الحب، لكني أؤمن كثيراً بأن الحب جميل جداً.
أونور بويوكتبتشو: أنا أمتلك في داخلي بيئة رومانسية خصبة. لكني لم أعثر على امرأة عاشقة ومخلصة تحرّك قلبي بقوة لدرجة أن أفعل أشياء مجنونة لأجلها ولأجل حبي لها. أتمنى أن أحب امرأة من هذا النوع.
صعوبة الدور
شخصية «ناريمان» صعبة ليست سهلة لجمعها تناقضات كثيرة وكذلك شخصية «كوراي ـ لؤي» فهل انتابتكما مخاوف قبل قبولكما أدائهما على الشاشة؟
نرجس كومباسار: الممثلة الحقيقية يجب أن تكون شاملة وقادرة على تنويع أدائها بتقديم شخصيات مختلفة غنية بالتفاصيل الإنسانية الحقيقية، و«ناريمان» شخصية حقيقية موجودة في كثيرين حولنا. وهذا ما شجعني على قبولي الدور دون خوف، وأعطيت الشخصية الكثير من الصدق والواقعية، فأحبها الناس كثيراً وانجذبوا إليها وكانت إحدى الشخصيات الرئيسية في مسلسل «حب للإيجار».
أونور بويوكتبتشو: في أوروبا وأميركا يلعب الممثل دور سفاح، وفي عمل آخر يؤدي دور رجل عاشق أو مجنون أو طباخ أو دكتور. أديتُ شخصيات مختلفة حققت حضوراً جميلاً لكن أدائي لدور «كوراي ـ لؤي» كان مختلفاً وقوياً على الشاشة وكان نقطة تحول هامة في حياتي كممثل.
نحن مختلفان عن ناريمان ولؤي
في مسلسل «حب للإيجار»، تظهر «ناريمان» و«كوراي ـ لؤي» بعض التهور والمبالغة المرحة في سلوكياتهما تجاه الآخرين فإلى أي حد يشبهانكما؟
نرجس كومباسار: أنا مختلفة عن ناريمان كثيراً لأنها امرأة تخفي ما تخطط له، وتتدخل في حياة الآخرين، وتريد إدارة حياة عمر وابنتها بأدق التفاصيل. لكن حقيقةً، أعتبر ان خصوصيات الآخرين خط أحمر وأحترمها كثيراً. كما أنني بحياتي الخاصة مرحة وطبيعية وبسيطة دون مبالغة وواضحة جداً لا أخفي شيئاً عن المقربين مني.
أونور بويوكتبتشو: «كوراي ـ لؤي» شخص واضح أكثر من اللازم، لا يستطيع كتمان أي سرّ، وهو مندفع ومغرور. لا أشبه «كوراي» على الإطلاق وأتميز عنه بإني أكثر صبراً منه.
النساء في «حب للإيجار» كن يحببن «كوراي ـ لؤي» أكثر من الرجال مثل ناريمان ورولا وياسمين، لماذا؟
نعم، هذا صحيح. كل النساء يحببن أن يكون لديهن صديق طيب ومرح مثل «كوراي ـ لؤي» في حياتهن. وهو يوليهن اهتمامه ويصغي إليهن أكثر من باقي الرجال في حياتهن، لكنه يعتبر عمر صديقه أيضاً ويحب المزاح معه من فترة لأخرى.
شجاع وجريء
ألم تتردد في أداء شخصية «كوراي ـ لؤي» لئلا تلتصق بك وصمة عار إنه أو إنك مثلي جنسياً؟
لا. يجب أن يكون الممثل شجاعاً وجريئاً حتى يختبر قدراته كممثل في أداء شخصية صعبة لكنها حقيقية. وقد أحب جميع المشاهدين الأتراك والمقيمين في تركيا «كوراي ـ لؤي» كثيراً. ويأتي إليّ الناس من رجال ونساء وأطفال لالتقاط الصور التذكارية معي، ويُثنون على أدائي الذي أمتعهم جداً على مدار عامين كاملين.
هل أنت مثلي الجنس؟ سؤال يطرحه كثيرون في «السوشيال ميديا»، فبماذا تجيبهم؟
لا، بالتأكيد لست مثلي الجنس. ولا نستطيع أن نظن أن «كوراي ـ لؤي» كذلك لمجرد أنه بارد تجاه النساء، ولا يميل عاطفياً لأحد ضمن أحداث مسلسل «حب للإيجار». هناك رجال حياتهم غنية ترضيهم لدرجة لا يشعرون أنهم في حاجة لنساء في حياتهم وليسوا مثليين.
الطهي عشق في حياة «ناريمان» و«لؤي»
كيف تتصرفان في المطبخ؟
نرجس كومباسار: الطهي بالنسبة لي حالة عشق وتأمل، حين أدخل المطبخ لإعداد أكلات شهية لعائلتي وأصدقائي الذين أحبهم، وسعادتهم بالأطباق التركية اللذيذة كالمعكرونة والمشاوي والسلطات، تسعدني وترضي غروري كإمرأة.
أونور بويوكتبتشو: أنا أيضاً أعشق الطهي وأجيده للغاية، ومعظم وجباتي مميزة بزيت الزيتون والخضروات، وأبرع كثيراً بصنع الكايك، وأعد طبق «الباستا» بطريقة خاصة مختلفة ومميزة. .
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي