يفتح مجال الموضة أبوابه تدريجيًّا للنساء المكتنزات اللواتي بتن يشاركن في عروض الأزياء ويتعاملن مع أشهر الماركات، بدفع من مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد اشتهرت إيسكرا لورنس، وهي عارضة أزياء بريطانية ترتدي مقاس 42-44، بفضل موقع «إنستغرام». وباتت عقود العمل تنهمر عليها من كل حدب وصوب.
ولفتت لين ويبر المديرة التشغيلية لماركة مارينا رينالدي التي تتعامل مع نساء ممتلئات -مقاس 40 وأكثر- إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تقدم «وسيلة تواصل أوسع انتشارًا وتسلط الأضواء على النساء مهما كن مختلفات».
وفي بريطانيا، تعاني 57% من النساء من وزن زائد، في مقابل 63% في الولايات المتحدة، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، ويتراوح المقاس الوسطي للنساء في الولايات المتحدة بين 46 و48.
وإيسكرا لورنس التي يتتبع حسابها على «إنستغرام» أكثر من 4 ملايين شخص، هي الوجه الإعلامي لماركة «ايري» للملابس الداخلية التابعة لمجموعة «أميريكن إيغل» للملابس الجاهزة، وهي تشارك اليوم في عروض أسبوع الموضة في نيويورك.
لكن الأمر لم يكن دومًا بهذه السهولة بالنسبة إلى إيسكر التي هزئ بها وكيل أعمال في لندن قبل 6 سنوات، مؤكدًا لها أنها لن تحصل يومًا على فرصة للعمل في نيويورك.
وتعتزم إيسكرا تسخير شهرتها لمكافحة الإملاءات المفروضة على مجال الموضة التي تعتد معايير تعجز غالبية النساء عن بلوغها.
وهي ترفض إدخال أي لمسات تحسينية على صورها، فالمفهوم هو عينه في نظرها، «مجرد أوهام»، وفقًا لوكالة فرانس برنس؛ حيث تؤكد أن الجسم المكتنز «ليس عيبًا؛ فقد أقنعنا المجتمع والإعلام بكل بساطة بأنها مشكلة!».
ويعاني 30 مليون شخص على الأقل، نساءً ورجالاً من كل الفئات العمرية، من اضطرابات غذائية في الولايات المتحدة، بحسب الجمعية الوطنية لفقدان الشهية المرضي والأمراض الأخرى ذات الصلة به.
وقالت لورنس: «أتلقى كل يوم رسائل من فتيات على إنستغرام يؤكدن لي أنهن تجنبن بفضلي الوقوع في مشكلات غذائية أو الاستسلام لأفكار انتحارية».
فيما باتت عارضة الأزياء الأميركية آشلي غراهام التي ترتدي مقاس 48 على قدم المساواة تقريبًا مع كبار العارضات مثل كندل جينر وجيجي حديد.
وفي شباط/فبراير 2016، كانت أول عارضة مكتنزة تظهر على غلاف العدد المخصص لملابس البحر من مجلة «سبورتس ألستريتد» الشهيرة، وفي شباط/فبراير 2017، شاركت في عرض مايكل كورس في نيويورك في خطوة لا تزال نادرة في مجال الموضة.