تمكن علماء من تنمية عظام بشرية بصورة طبيعية في المختبر لأول مرة، في اختراق يمكن أن ينبئ بنهاية عمليات زرع العظام أو «التطعيم العظمي» التي تكون عادة عمليات مؤلمة.
ويخضع ملايين الأشخاص في أنحاء العالم سنوياً لجراحة التطعيم العظمي، التي تتطلب في أحيان كثيرة إزالة جزء من ورك المريض، واستخدام العظم المأخوذ لاستبدال مفاصل وتصليح عظام مكسورة، أو في جراحة دمج الفقرات وخاصة لضحايا الحوادث والألغام.
وأعرب الآن علماء بريطانيون عن الأمل في أن يوفروا على المرضى هذه العمليات الخطيرة، بعد أن تمكنوا من تنمية عظام طبيعية باستخدام خلايا من نخاع العظم نفسه.
ونجح الباحثون بقيادة جامعة غلاسكو الأسكتلندية في تحفيز خلايا جذعية للتحول إلى عظم، مستخدمين اهتزازات متناهية الصغر لا تزيد على 1000 نانو ذبذبة في الثانية.
ولكن العامل الحاسم في إنتاج عظم ينمو داخل الجسم هو استخدام خلايا جذعية ذات مصدر طبيعي، هو نخاع العظم نفسه.
ويمكن أن تنمو هذه الخلايا الجذعية إلى غضروف، أو أربطة أو أوتار أو عضلة. واستخدم علماء في السابق مركباً كيماوياً لتحويل الخلايا الجذعية إلى عظم. ولكن هذه المركبات الكيمياوية تثير مخاوف من آثارها الجانبية السلبية على المريض، إذا لم يُدخَل مزيج الخلايا الجذعية الذي يحويها في جسم الإنسان.
وبدلاً من هذه المركبات الاصطناعية، استخدم العلماء في جامعات غلاسكو وستراثكلايد وغرب أسكتلندا وغولواي طريقة طبيعية، تعتمد على إحداث اهتزازات متناهية الصغر لتحفيز الخلايا الجذعية على التحول إلى خلايا تنتج عظماً.
وقال البروفيسور ماثيو دالبي أستاذ هندسة الخلية في جامعة غلاسكو: «ان هذه خطوة مثيرة تقرّبنا من جعل هذه الطريقة متوفرة للاستخدام في العلاجات الطبية».
ويمكن في المستقبل أخذ الخلايا الجذعية من نخاع العظم باستخدام الحقنة، حيث يستطيع مانح واحد أن يعطي هذه الخلايا إلى عدة مرضى، أو يمكن أخذها من المناطق الشحمية في الجسم بطريقة أقل إيلاماً.
ومن المتوقع أن تبدأ الاختبارات السريرية الأولى على بشر في غضون ثلاث سنوات، بالعمل مع أطباء مختصين بجراحة العظام وإعادة بنائها.
وتساهم في تمويل البحث منظمات إنسانية، تساعد ضحايا الألغام وغيرها من مخلفات الحروب غير المنفجرة، وخاصة في المناطق التي شهدت نزاعات عنيفة.