برعاية وزير الثقافة الأردني نبيه شقم، وبحضور نقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد، تم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان "عشيات طقوس المسرحية"، بمشاركة محلية وعربية شملت كلاً من الأردن الدولة المُستضيفة، والسعودية، الإمارات، البحرين، ليبيا، مصر، تونس، الجزائر وأخيراً السودان، هذه الدورة التي اتخذت من الفنان الكويتي الراحل حسين عبد الرضا شخصية المهرجان ستستمر فعالياتها من 15 – 19 أيلول/ سبتمبر الجاري، وذلك على خشبة مسرح مسرح أسامة المشيني والساحة الرئيسية لمديرية الفنون بمنطقة جبل اللويبدة بالعاصمة الأردنية عمان.
واستهل نقيب الفنانين الأردنيين ساري الأسعد فعاليات الإفتتاح، بكلمة أشاد من خلالها بالجهود المبذولة لإقامة هذا المهرجان، مؤكداً بأن المنظمين يعملون كل عام في صمت، مُقدمين كل ما لديهم لإنجاح كل دورة من المهرجان منذ تأسيسه الأول قبل عشرة أعوام، مُشيراً بالوقت نفسه إلى أهميته من خلال أهدافه وفكرته المسرحية الفريدة على المستويين العربي والمحلي.
ومن جهته رحب مدير المهرجان المخرج فراس الريموني، بجميع الضيوف العرب، مُتمنياً أن تلقى هذه الدورة الجديدة النجاح الذي لقيته الدورات السابقة من قبل، مُؤكداً على هدف المهرجان المستمر منذ بداية تأسيسه، بإعادة الآثار الأردنية المحفوظة في المتاحف العالمية، مثل مسلة ميشع وغيرها، لأنه حان الوقت أن تعود إلى وطنها لتمثل إرثه التاريخي الطويل.
عقب ذلك، تم تكريم جميع المخرجين المشاركين في المهرجان من الدول العربية، وهم كلٌ من السعودي ياسر الحسن عن مسرحية "الشرقي الذي فقد"، الليبي أكرم عبد السميع عن مسرحية "الموعد"، السودانية ازدهار محمد علي عن مسرحية "جدع النار"، التونسي منير العرقي عن مسرحية "المخفوفة بنت بوها"، الإماراتي عبد الله الجابري عن مسرحية "صراخ جثة"، البحريني جاسم العاني عن مسرحية "المهاجر"، الجزائري خالد بلحاج عن مسرحية "حفل اعتزال"، والمصري محمد خميس عن مسرحية "لو كنت".
وكرّم المهرجان لجنة التحكيم، التي ستقوم بدورها بتقييم جميع العروض المسرحية وتوزيع الجوائز في نهاية المهرجان، والمكونة من الفنان محمد العبادي من الأردن رئيساً للجنة، وكل من الفنان الإماراتي عبد الله راشد، والفنان العراقي كريم عبود، والفنان السوداني سيد أحمد، والفنان الأردني علي الشوبكي أعضاءً في اللجنة.
وأشار مدير المهرجان فراس الريموني بتصريح خاص لـ"سيدتي.نت"، أن هذا المهرجان يختلف عن غيره من المهرجانات المسرحية على المستويين المحلي والعربي، كونه يركز على الطقوس المسرحية، وهذا العام تم كسر التقليد المسرحي بنقل العروض إلى الفضاء الخارجي، محاولين كسر الحواجز بين المتلقي والعمل، وحتى يعايش الجمهور تفاصيل العمل بشكل حيّ، وذلك بهدف نشر الثقافة المسرحية بين الناس كلهم، وذلك لما يحمله المسرح من قيم فكرية وأخلاقية.
وأضاف الريموني أنه منذ تأسيس المهرجان وإطلاق دورته الأولى، وهو ينادي بإعادة الآثار الأردنية الموجودة في المتاحف الأوروبية، وبأنه على الرغم من أهميتها في هذه المتاحف بالتعريف على حضارة الأردن، إلا أنه حان الوقت لها بأن تعود إلى وطنها.
أما عن المشاركة السعودية في المهرجان، فأوضح الريموني لـ"سيدتي.نت" بأن هذه هي المشاركة الثانية للفريق السعودي، مؤكداً على حالتهم الإبداعية المهمة، وعلى موهبتهم الشابة، مُشيراً إلى اهتمام المنظمين بتواصل هذه المشاركات المسرحية السعودية، بهدف الإطلاع أكثر على أفكارهم الإبداعية، ولما يجمع بين البلدين من قيم وحياة مشتركة، مُتمنياً ازدياد هذه المشاركات السعودية على مستوى ورش العمل والعروض وغيرها.
وإلى جانب العروض المسرحية المشاركة، يقيم المهرجان عدداً من الندوات الفكرية والنقدية التي تتبع هذه العروض، إضافة إلى ورش العمل المسرحية، بهدف إثراء عروض المهرجان بحالة من النقد العلمي والبناء، وصنع حالة مسرحية لائقة بالمهرجان الذي امتد طوال عشرة أعوام كاملة.
ومن الجدير بالذكر أن فرقة "طقوس" فرقة مسرحية أردنية تسعى إلى بث الوعي المسرحي من خلال الارتداد نحو الفكرة الأولى للمسرح المنبثقة من أنساق الدين والأخلاق مستفيدين من الإرث الحضاري للإنسان وتراكماته المعرفية عبر القرون، والعمل على تكوين نموذج مسرحي بالرجوع إلى الظواهر المسرحية العالمية والعربية، والاستفادة من الموروث الحضاري والمعرفي العالمي والعربي.
وتأسست الفرقة في العام 2001 ، بعدما قدمت عرضا بعنوان "مرثية الذئب الأخيرة" في العام 2000، الذي اعتبر بمثابة البيان التأسيسي العملي للفرقة، التي ضمت مجموعة من المخرجين والممثلين والأكاديميين المسرحيين الأردنيين أمثال عبد الكريم الجراح، فراس الريموني، عدنان مشاقبة، هزاع البراري، عيسى الجراح وغيرهم، وللفرقة العديد من الأعمال المسرحية منها "كارمن" في العام 2001، "سدرا" في العام 2001، "العصاة" في العام 2002، "طقوس الحرب والسلام" في العام 2003، "هانيبال" في العام 2004، وكانت آخر مسرحية قدمتها الفرقة العام الماضي بعنوان "عرار نشيد الصعاليك".
وعقب انتهاء حفل الإفتتاح، تم تقديم مسرحية "كثبان بشرية"، من تأليف وإخراج فراس الريموني نفسه، وتمثيل عدد من الممثلين الشباب في الأردن، ليكون هذا العمل، شرارة الإنطلاق لأيام المهرجان، وما سيشهده من تجارب مسرحية فريدة.