بعد غياب تامّ عن الصّحافة والإعلام استمرّ ما يُقارب العام ونصف العام، إثر حملها وإنجابها توأمين، كانت لهما الأولويّة في حياتها كأيّ أمّ طبيعيّة محبّة، اضطرّت النّجمة التركيّة النّاعمة توبا بيوكستون الشّهيرة بلميس إلى كسر عزلتها الطويلة بحوار صحافيّ فنيّ قويّ، أجرته معها مجلّة "حريت" التركيّة. الحوار الذي أجرته توبا من أجل الترويج لمسلسلها البوليسيّ الجديد "20 دقيقة" الذي يُواجه منافسة شرسة غير عاديّة من مسلسل "الانتقام" الذي تقوم ببطولته زميلتها بيرين سات رصدته لكم "سيدتي التركيّة"، حيث بيّنت الاستطلاعات أنّ بيرين تفوّقت على توبا بنسبة المشاهدة، في الحلقة الأولى من بثّ مسلسليهما، إذ حصدت بيرين 28% من المشاهدين بينما حصلت توبا على 20% من الجمهور، ما جعل المجلّة تسألها حول منافستها مع بيرين وتأثير الزواج والأمومة على نجوميّتها والفنّ:
لماذا أنت مبتعدة عن الإعلام؟
تجيب مبتسمة بتواضع: أنا من نوعيّة الأشخاص الذين لا يُحبّون دائماً الحديث عن أنفسهم. وأتمنّى أحياناً ـ من شدّة حرصي على خصوصيّتي العائليّة والإنسانيّة ـ أن أكون خفيّة غير مرئيّة.
أنت امرأة وفنّانة مدهشة، وجمهورك الكبير في تركيا وخارجها يُحبّك، فهل تُدركين ذلك؟ وكيف تتعاملين مع الشّهرة؟
أحبّ العيش في عزلة وخصوصيّة في عالمي الخاصّ، ولا أحبّ التحدّث عن حياتي الخاصّة، ولاعلاقة لي بالشّهرة، وهي لا تؤثّر بي كثيراً، بل إنّني في بعض الأحيان أكون وحيدة وحزينة بعض الشيء، وأشبه ما أكون بالطفل الوحيد الذي ولد لوالدين عاملين، وقبل أن ينال حقّه العادل في حبّهما ورعايتهما يُرسل من قبلهما في سنّه المبكرة إلى دار حضانة فيزيد شعوره بالوحدة والاستقلاليّة.
فنانة منذ خمس سنوات فقط
كيف هو عالمك الخاصّ؛ غني ومختلف؟
الغنى الروحيّ الداخليّ عندي أهمّ وأجمل من الغنى الخارجيّ؛ لهذا السبب أعشق عملي الفنيّ الذي أمارسه منذ خمس سنوات، ولم أتوقّع منه كلّ هذه الشهرة، كما لم يتوقّع لي أحد الحصول على الشّهرة التي أتمتّع بها الآن. وبالرّغم من نجاحي فأنا لست مشهورة مثل بعض المشاهير، ولا تهمّني الشّهرة ودرجاتها، بل ما يُهمّني أكثر هو أن أستمتع بالعمل الذي أقوم به؛ أذكر أنّ أكبر متعة شعرت بها كانت عند حصولي على أجمل توأمين رأتهما عيناي. لقد عدت إلى التمثيل لإنّني أحببت نصّ ومضمون "20 دقيقة" الذي أهدف عبره إلى جذب تعاطف النّساء.
حين تتعبين من العمل، ما الذي يُهدّئك ويُريحك؟
زوجي أنور صيلاك وحده يُهدّئني بنظرة واحدة فقط من عينيه.
من كنت قبل خمس سنوات، وماذا أصبحت الآن؟
كنت قبل خمس سنوات أعيش حياة منغلقة مع مَن حولي، عكس اليوم، حيث صرت أكثر مرونة وانفتاحاً على النّاس والمجتمع. وإنجابي توأمَيّ بسنّ الثلاثين صدمني، وكلّما نظرت إليهما لا أتمالك نفسي من الدّهشة والصّدمة؛ إنجابي توأمَيّ: مايا وتوبراك أجمل ما حدث لي في حياتي كلّها. ولديّ زوج محبّ رائع، وعمل أحبّه يملأني حيويّة وحماساً؛ تُرى ماذا يُمكن للمرأة أن تتمنّى وتريد أكثر من ذلك؟
كيف تعيشين وأنور صيلاك كزوجين؟ وهل أنتما حقاً رائعين كما تبدوان أمام النّاس والصّحافة؟
نعيش حياة بسيطة، ولم نؤثّر في بعضنا البعض سلباً بل إيجاباً.
أنا وابنتاي
ماذا يعني التوأمين مايا وتوبراك في حياتك؟
إنّهما كلّ شيء في حياتي، منذ رأيتهما والتقيت بهما واحتضنتهما بين ذراعاي لأوّل مرّة، عند منتصف الليل. كان كلّ شيء رائعاً، لا يُوصف لديّ ولدى أنور.
كيف كانت تجربة ولادتك؟
جاءت ولادتي مخيّبة للآمال، لأنّني رغبت في ولادة توأمَيّ بطريقة طبيعيّة. لكنّ حملي بتوأمين أجبرني على الولادة بعمليّة قيصريّة، حرصاً على سلامتهما. لكنّني حرصت على أن أظلّ مستيقظة كي أسمع بكاءهما الأوّل وأراهما تغتسلان لأوّل مرّة.
هل استعنت بحاضنة لهما في فترة رضاعتهما الأولى؟
لا، لم أستعن بحاضنة لرعاية توأمَيّ، ولم أحصل على أيّ مساعدة في العناية بهما. وقد يستغرب النّاس ذلك، لكنّني فعلته، فقد أردت وزوجي أنور أن نعتني بالتوأمين من دون أيّ مساعدة، وبدأنا المغامرة بجلوسي على المقعد الأماميّ في سيارة أنور والتوأمين بين يديّ، حيث بدأت أبكي من شدّة التأثّر، بعد خروجي من المستشفى، ثمّ استعدت وزوجي الهدوء ودخلنا بوعي وحبّ اختبار الأمومة والأبوّة الأوّل في حياتنا.
هناك كثير من الناس يخشون هذه اللحظة ويخافون من التعامل المباشر مع طفل مولود حديثاً، فكيف واجهتما هذا الأمر؟
نحن لسنا مثل أولئك الآباء والأمّهات على الإطلاق؛ وزوجي أنور يقدّم لي مساعدة كبيرة في تربيتهما ورعايتهما، ولا أعني المساعدة المعنويّة بالحبّ والتّشجيع والكلمات، بل المساعدة الحقيقيّة الفعليّة، فحين تصرخان في منتصف الليل، ويحسّ أنور أنّني تعبة وقد لا أقوى على النّهوض، يذهب ويعدّ لهما الحليب لأرضعهما، ثمّ يُساعدني في تهدئتهما. نحن نحرص دائماً لأجلهما على البقاء في المنزل وإطعامهما وملاعبتهما حتّى أنّ أحد أصدقائنا شبّهنا بأسرة الأسد.
هل أنت إحدى مهووسات الأمومة؟
لا لست أمّاً مهووسة أو مسيطرة، بالرّغم من أنّ حياتنا تغيّرت جذريّاً في ثمانية أشهر، إثر ولادتهما. وقد دفعني انشغالي بتصوير مسلسلي الجديد "20 دقيقة" إلى الاستعانة بحاضنة وإدخالها بيتي، بالرّغم من رفضي الفكرة سابقاً. لكنّني طلبت منها بإصرار أن تكتب لي تقريراً وافياً عن توأمَيّ مايا وتوبراك، تذكر فيه كلّ التفاصيل الصّغيرة والكبيرة المتعلّقة بهما، وإرسال صورتيهما مع رسائل نصيّة على هاتفي النقّال طوال غيابي عنهما في العمل، وهي ملتزمة بما طلبت منها حرفيّاً، لأنّني كأمّ لا أطمأن ولا أرتاح حتّى أعرف كلّ شيء عن ابنتي.
هل ولدت لديك مشاعر جديدة نحو زوجك أنور إثر إنجابك؟
نعم، أمومتي جعلت مشاعري تجاه زوجي أنور صيلاك أكثر إثارة واختلافاً، لأنّني بعد رؤيتي وجهه كرجل، رأيت وجهه الآخر كأب، وكان وجه الأب أكثر إثارةً لي من وجه الرجل الذي اخترته ليكون دائماً في حياتي.
مسلسل 20 دقيقة تجربة جديدة
ما الذي جذبك إلى مسلسل "20 دقيقة" الذي أبعدك عن بناتك؟
أنا تردّدت في البداية في قبوله والاتّفاق عليه، ولم أكن أريد القيام بالعمل، لكنّني حين قرأت النصّ ووجدته جديداً ومثيراً ويتناول حياة امرأة سعيدة وأمّ محظوظة بطفليها، تخسر حياتها فجأة خلال دقائق معدودة، قبلت العمل. إنّه مسلسل مثير حقّاً بالنسبة إليّ.
إلى أيّ درجة عملك مهمّ بالنسبة إليك؟
أنا إنسانة طموحة، ومن الطبيعيّ أن أبحث عن مهنة مميّزة أحتاجها أنا ويحتاجها النّاس أيضاً للخروج بشيء ما.
ما طبيعة دورك فيه؟
طبيعة دوري جديدة ومميّزة، والجمهور وحده يُحدّد مداها بمنحها ما تستحقّ من تقدير ودرجات ممتازة أو جيّدة، تبعاً لنِسَب المشاهدة لتأديتي دور امرأة متّهمة بجريمة قتل وهي بريئة منها، وتدور في حلقة مفرغة بدون حلّ قريب أو واضح في الحلقات الأولى منه.
وكيف يتمّ التّخطيط لهروبها من السّجن بالضبط؟
الفيلم الأصلي المأخوذ عنه مختلف عن المسلسل الذي كتبه كريم وبينار اللذان كتبا بأسلوب رائع مسلسل "إيزل"، ولهما تفسيراتهما الخاصّة للعمل بنسخته التركيّة.
أنا وبيرين سات
هل أنت راضية عن نفسك حالياً؟
أنا سعيدة بحياتي كزوجة وكأمّ وكممثّلة، وأستمتع بكلّ تفاصيل حياتي، وأحاول قدر استطاعتي فعل الخير والمساهمة في تنمية مجتمعي من دون مبالغة، فسعادة العطاء تستمرّ مدى الحياة أكثر من النجوميّة والشّهرة.
هل أصبحت بيرين سات منافسة لك؟
لا توجد منافسة بيني وبين بيرين سات.
لكنّ المقارنة بينها وبينك مستمرّة في الإعلام والصّحافة؟
هذا الأمر يعود للآخرين لا لي.
هل اجتمعت مع بيرين سات يوماً؟
لا، لم تحدث أيّ مناسبة تجمعنا، ولم ألتقِ بها .