لاقى المرسوم الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز معلناً ومقرراً فيه تعيين 30 امرأة في مجلس الشورى صدىً عالمياً في مختلف وسائل الإعلام، خاصة البريطانية والأمريكية، حيث أجمعت معظم الصحف على مدى أهمية القرار ومدى التغير الإيجابي الذي سيحدثه عندما يتيح للمرأة فرصة المشاركة في الحياة السياسية وصناعة القرار وإيصال صوت المرأة للحياة البرلمانية بشكل أكثر فاعلية ما يسهم في دعم قضاياها المختلفة.
إذ إن القرار الذي منح المرأة السعودية "كوتا" في المجلس بنسبة 20% من إجمالي عدد أعضائه، أي 30 امرأة من أصل 150 عضواً، هو الأول من نوعه في تاريخ المملكة العربية السعودية، والذي سيغير الكثير من الأمور السياسية والاجتماعية في حياة المرأة السعوية. "سيدتي نت" تجولت في تصريحات الصحافة العربية والعالمية لترى كيف يترقب العالم التطورات الجذرية التي تشهدها المملكة في 2013م.
الصحافة السعودية
تصدَّر قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز معظم عناوين الصحف المحلية الصادرة، فقد ذكرت «الحياة» في عنوانها الرئيس، إن المرأة السعودية دخلت التاريخ السياسي والخدمي من أوسع أبوابه، ولفتت النظر إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز، رفض في خطابه أمام مجلس الشورى تهميش المرأة في المجتمع السعودي في كل مجالات العمل وفق الضوابط الشرعية.
أما صحيفة «الشرق الأوسط» فكان عنوانها "الملك عبد الله يدخل المرأة مجلس الشورى، واعتبرتها بادرة تاريخية، موضحة أن الملك استجاب لرغبة المرأة بعضوية المجالس البلدية وفاجأها بمقعد الشورى، وأثبت سباقه للزمن في الإصلاح السياسي.
كما احتفت الصحف السعودية مثل صحيفة «المدينة» و«الرياض» بالقرار، ونشرت كل منهما نص خطاب الملك في العيد الوطني للسعودية على الصفحات الأولى، فيما اهتمت الثانية بعرض ما تمتعت به المرأة في عهد الملك عبد الله.
الصحافة العربية
صحيفة "القدس العربي" احتفت بالخبر على طريقتها في المقال الافتتاحي، معتبرة أن تلك خطوة مهمة، وإن جاءت متأخرة كثيراً، بسبب معارضة المؤسسة الدينية المتشددة، موضحة أن الخليج يشهد حراكاً ديمقراطياً، خاصَّة فيما يخص الانتخابات.
أمَّا صحيفة "اليوم السابع "فقد نشرت المرسوم، مشيدة بالخطوة المبشرة وتصريح الملك عبد الله الذي نص على أنه يحق للمرأة أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية من الدورة المقبلة، ولها الحق فى المشاركة فى ترشيح المرشحين وفق ضوابط الشرع.
الصحافة العالمية
على الصعيد العالمي صرَّحت "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن صوت المرأة أصبح مسموعاً في نقاشات مجلس الشورى السعودي، مشيرة إلى أن المرأة السعودية ستشارك اعتباراً من الآن في مناقشة القوانين والقرارات المهمة لبلادها، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المملكة، كما قالت الصحيفة الأمريكية: إن القرار الجديد أشاع أجواءً من التفاؤل في المملكة، وقد نقلت "نيويورك تايمز" عن الوزير السعودي السابق إياد مدني قوله: إن شمول المرأة في المجلس يمثل تأكيداً على مشاركتها في العملية السياسية.
أما "فايننشال تايمز" البريطانية فقد وصفت القرار الملكي السعودي بأنه الأكثر أهمية في مجال منح المرأة السعودية مزيداً من الحقوق، مشيرة إلى أن مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى يمثل خطوة مهمة في سعي النساء السعوديات للحصول على حريات أوسع.
وقالت "الغارديان" البريطانية التي نشرت تقريراً موسعاً عن القرار الملكي السعودي إذ نقلت عن الناشطة وجيهة الحويدر قولها: إن إشراك المرأة السعودية في مجلس الشورى من شأنه المساعدة على تغيير نظرة المجتمع للمرأة، وقالت "الغارديان": إن قرار إشراك المرأة في عضوية مجلس الشورى سيمنح المرأة فرصة لتمثيل نفسها، وسيصبح صوتها مسموعاً أكثر في المملكة.
أما "ديلي تلغراف" فاهتمت بذكر تفاصيل حثيات وتبعات القرار فكتبت أن السلطات السعودية بدأت على الفور بتنفيذ القرار الملكي، حيث بدأ العمل في إعداد قاعة خاصَّة بالنساء في مبنى مجلس الشورى بالعاصمة السعودية الرياض، كما بدأ العمل من أجل تثبيت نظام تواصل خاص يضمن للنساء المشاركة في كافة جلسات المجلس وإبداء آرائهن ومواقفهن، مع البقاء في الأماكن المخصصة لهن، كما بدأ العمل لتجهيز قاعة خاصة بالنساء لأداء الصلاة في وقتها، أسوة بالرجال من أعضاء المجلس، عندما يتم رفع الجلسات لأداء الصلاة، وقالت "ديلي تلغراف": إن القرار الملكي السعودي بإشراك المرأة في مجلس الشورى يعبر عن رغبة في التغيير.