في منطقة أوقيانوسيا الواقعة في المحيط الهادي تقع جزيرة «أواريجي» الصغيرة البالغة مساحتها ميلاً واحداً، وهي أحد جزر سليمان المكونة من ست جزر رئيسية و900 أخرى صغيرة.
وتتميز الجزيرة بغرابة سكانها الذين يبلغ عددهم 1000 نسمة، وتجمعهم قبيلة واحدة يعيشون في عزلة عن العالم، ويشتهر سكانها بعلاقتهم الوطيدة مع أسماك القرش القاتلة أكثر من البشر خارج الجزيرة، وباقي المخلوقات الأخرى.
ويروي صانع الأفلام الوثائقية الأسكتلندي “غوردون بوكانان” في محطة بي بي سي البريطانية الذي قضى ثلاثة أيام داخل الجزيرة لمعرفة كيف يتعامل سكانها مع أسماك القرش ذي الطرف الأبيض، والتي تعتبر من بين أسماك القرش الأكثر فتكاً بالإنسان: «إن صيد الأسماك يُعد رُوتينا يومياً يُمارسه رجال الجزيرة في الغوص الحر، واصفين علاقتهم مع أسماك القرش التي يتعدى طولها 10 أقدام بـ”المعقدة”. لكنهم يتعاملون معها رغم وحشيتها ويصطادونها لبيعها»، وكان بوكانان، 43 عاماً، قد اصطحب معه موسيس وسوسومو، (مرشدان من القبيلة) في رحلة صيد داخل أعماق المحيط، وطلبا منه خلع ساعته؛ لأنها لامعة وتجذب أسماك القرش، كما حذراه عند مواجهته سمك القرش أن ينظر في وجهها وعينيها.
ويعتمد صيادو الجزيرة على تقنيات صيد قديمة تعتمد على مشاعل الإنارة أثناء عملية الغوص والاصطياد للأسماك بما فيها سمك القرش التي يبذل الصيادون جهوداً كبيرة ويتعرضون لمخاطر كثيرة أثناء اصطيادها؛ لأنها تعتبر مصدراً مدراً للدخل؛ حيث يبيعون زعانفها بنحو 5 دولارات لكل واحدة منها، لتجارة حساء زعانف القرش الصينية.
ويخشى سكان الجزيرة –بحسب المرشدين موسيس وسوسومو- على مستقبل أطفالهم بسبب النقص الحاد في المخلوقات البحرية، والتي تعد مصدر القبيلة الرئيسي للبقاء على قيد الحياة.