فرح وسعادة غامرة، شهدتها السعودية بعد صدور الأمر السامي بتمكين المرأة من قيادة السيارة، وتشكيل لجنة من الوزارات المعنية لدراسة هذا الأمر، ما يفتح باباً جديداً ومجالاً آخر أمام المرأة السعودية، كانت تنتظره بلهفة منذ عقود، على أن يُطبَّق القرار بعد 10 أشهر.
وحول ذلك، قالت الدكتورة ملك طلال النوري، عميد الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة عفت، وسفيرة "مبادرة تعليم وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة": إن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية قرار حكيم، ويأتي في وقت مناسب، حيث إن جميع الجهات مستعدة لتنفيذ هذا القرار. وأضافت: "صحيح أن القرار تأخر سنواتٍ، لكنه جاء في وقت مناسب جداً وحكيم، خاصة بعد ازدياد نسبة الابتعاث الخارجي، ورجوع المبتعثين والمبتعثات، الذين عاشوا طوال سنوات في الخارج، ومارسوا أمور حياتهم بشكل طبيعي جداً، مثلاً نجد أن السيدة السعودية تعوَّدت على قيادة السيارة، والذهاب بأبنائها إلى المدرسة، وإنهاء مهامها وغيرها من الأمور التي تستدعي التنقل سواء كانت مبتعثة، أو مرافقة لمبتعث، تلك الشريحة تعتبر الشريحة الأساسية لتنفيذ هذا القرار نظراً للتعوُّد على ممارسة هذا النمط من الحياة، الذي لا يُعد جديداً عليهم".
وتابعت الدكتورة ملك النوري حديثها لــ "سيدتي " قائلة: "الآن الوطن مستعد لهذه المرحلة، خاصة أنها تتوافق مع الرؤية السعودية 2030، التي أكدت على أهمية دور المرأة، ومشاركتها في تطوير المجتمع وتقدمه، لذا فإن هذا القرار يأتي في وقت مناسب لتحقيق التنمية الاقتصادية، وزيادة الإنتاجية، والاستدامة السياسية والاجتماعية، وهي جميعها أمور ستفتح مجالات عمل عدة ومهمة أمام المرأة السعودية، كما أنها ستزيد من نسبة العاملات في كافة المجالات، ولا يخفى عليكم أن كثيراً من النساء كن يرفض وظائف معينة لبعدها عن مكان إقامتهن، والكلفة العالية والمعاناة للوصول إلى مكان العمل، أما اليوم، بعد صدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، فالأمر قد اختلف، وأتوقع حدوث نقلة اقتصادية هائلة، فالاقتصاد سينمو بشكل ملحوظ وقوي، وسنجد في الأشهر العشرة المقبلة كثيراً من التحضيرات، مثل تعليم المرأة قيادة السيارة، وتوعيتها بما يخص ذلك".
واختتمت حديثها قائلة: "فتيات اليوم بالتأكيد يدركن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهن، خاصة بعد صدور هذا القرار، كما شاهدن كيف تمكنت المرأة من خوض مجالات عديدة في العمل، وكيف فتحت الأبواب أمامهم لإثبات نفسها وما تتمتع به من قدرات، لذا من المهم لكل فتاة أن تسعى إلى تحمل تلك المسؤولية مع الحفاظ على تعاليم ديننا الحنيف وتقاليد مجتمعنا لتكون المرأة السعودية مثالاً يحتذى به في العالم أجمع".