عندما تطلب من أي شخص تخيل الفتاة السعودية.. يتذكرها فوراً تلبس العباءة! وتختلف نظرة كل فتاة لمفهوم العباءة، وتصنيفها لها، فهناك متألقات يحرصن على ارتداء عباءاتهن على أحدث خطوط الموضة بمعايير معينة، وماركات مُخَصَّصَة بِتَصميم مصممات شهيرات.
«سيدتي» عبر اعترافات الفتيات السعوديات بما يخبئنه تحت عباءاتهن، والوقوف على أذواقهِن في اختيارها، ومفهوم المرأة السعوديَّة للعباءة.
الملابس الرجاليَّة أكثر راحة!
تقول وفاء حمد (29 عاماً)، تعمل في أحد الأسواق التجاريَّة: «اضطررت مرة إلى ارتداء قميص زوجي، ومن ثم خرجنا للعشاء وأنا مرتدية قميصه، فشعرت أنَّه مريح جدًا، فأصبحت دائماً ما أعتمد ارتداء ملابسه حين أخرج للتسوق؛ لكي أكون على راحتي».
ومثلها تفعل ربة المنزل بشاير حاتم (36 عاماً) وقالت: «زوجي كثير السفر إلى البلدان الباردة، ولديه الكثير من الجاكيتات، لهذا حين تنخفض درجة الحرارة، أفضّل ارتداء الجاكيتات الخاصة بزوجي تحت العباءة».
من برا ها الله ها الله!
فيما تقول نور حسين (24 عاماً) تَعمَل مُساعِدة طبيب أسنان: «كانت هناك واحدة من صديقاتنا في الجامعة ترتدي تحت عباءتها القسم العلوي من «اللانجيري» مع البنطلون الجينز، أو «اللغينغ»، وأحيانًا تأتي بالجينز مع الجزء العلوي من البيجامة، والغريب أنَّها كانت أنيقة في مظهرها الخارجي، فهي هكذا تطبق المثل «من برا ها الله ها الله ومن جوا يعلم الله».
لا أهتم!
وتقول فرح عبد الله (23 عاماً)، متخرّجة حديثًا: «أرتدي أي بلوزة مع بنطلون جينز، وأحياناً كثيرة تكون الملابس غير ملائمة، فلا أولي ملابسي تحت العباءة الكثير من الاهتمام، خاصة عندما أكون ذاهبة لأماكن لا أضطر إلى إظهار ملابسي تحت العباءة».
وتفعل مثلها أريج محمد (25 عاماً) ربة منزل: «أخرج للمشاوير السريعة بملابس النوم، فبدلاً من تضييع الوقت في ارتداء الملابس التي لن يراها أحد، أفضّل ارتداء العباءة فوق ملابس المنزل».
أناقتي لنفسي
فيما تخالفهن الفِعْل الطالبة الجامعيَّة حسناء العلي (22 عاماً) حيث لا تستطيع العلي الخروج من منزلها إلا في كامل أناقتها داخلياً وخارجياً.
وتوافقها الرأي فاطمة خلف (24 عاماً)، التي تدرس تصميم الأزياء، معلّقة: «معظم عباءاتي من نوع «البِشْت»، التي تُظهِر ما أرتدي تحتها؛ ما يلزمني التفكير فيما أرتدي من ملابس؛ لأنَّ كل شيء سيظهر.
أذواق الفتيات في العباءات
* هل تُفَضِل الفتيات ارتداء العباءات الملونة، أم يبقى الأسود هو سيد الموقف؟
هنا تقول عايشة الهادي (27 عاماً): «لم أقتنع أبداً أن أرتدي عباءة ملونة، حتى لو كانت بالألوان الغامقة كالبني والكحلي، فأشعر أنَّ هذه الألوان تُخرِج العباءة من أناقتها».
من جانِبها تعلّق الطالبة بنان العيسى (23 عاماً) على مصممات العباءات قائلة: «أشعر بأن العباءات المصممة حالياً غير مناسبة للبيئة السعودية، من حيث المبالغة في تصميمها، وبعضها يكون شفافاً من الأكمام، فمن غير المنطقي أن نرتدي مثل تلك العباءات في مجتمعنا المحافظ».
فيما تجد ربة المنزل مودة الشميمري (27 عاماً) تميّزها في اختيارها تصميم العباءة بنفسها فتقول: «لا أستطيع ارتداء عباءة إلا إذا كانت مُصممة خصيصاً لي، فدائماً ما أتابع العباءات في الأسواق، وعروض الأزياء لأستوحي منها أفكاراً، ثم أطورها في عباءة خاصة بي».
وتوافقها الرأي سارة سِنْدي (28 عاماً) التي تعمل في أحد معامل التصوير الفوتوغرافي قائلة: «أحرص أن أقتني عباءة من ماركة معروفة خليجياً».
أما المصممة السعوديَّة وفاء الميمان فقالت: «أنا ضد تطقيم الفتاة في السعوديَّة للحقيبة والإكسسوارات مع العباءة، إذ يبدو مظهرها غير عصري، ولا يليق بوقار العباءة، فالعباءة عباءة، أيضاً يجب ألا تكون العباءة ملونة ومليئة بالشغل، لابد أن يكون تطريزها أسود في أسود».
اجتماعياً: سلوك خارج عن القيم
أما عن رأي المتخصصة اجتماعية د.مها الحريري فتقول: «أناقة العباءة في الاحتشام، وأعدّ من ترتدي قميصاً للنوم أو ملابس داخلية وخلافه فتاة تتّبع سلوكاً شاذاً يخرج عن القيم، فمن المعروف أين يُلبَس قميص النوم، وكذلك لكل مناسبة عباءتها».
العباءة ستر المسلمة
يقول الشيخ الدكتور عقيل العقيل، أستاذ شريعة في إحدى الجامعات الحكومية: «إن الأصل في العباءة السَتر للمسلمة أمام الرجال كما أمر به الشارع، وفي بلادنا وُفِّرَت الفرصة للفتيات أن يتسترن، فإذا أرادت الفتاة مواكبة الموضة فلتتبع ذلك فيما ترتديه داخل العباءة».
السعوديات الأكثر إنفاقاً
تشير الإحصاءات خلال السنوات الأخيرة إلى أن المرأة السعودية هي الأكثر إنفاقًا على الأزياء عالمياً بنسبة تفوق قريناتها من الفرنسيات، والألمانيات، والجنسيات الأخرى، حيث توجه المرأة السعودية 10% من إنفاقها الاستهلاكي إلى الأزياء والأحذية، في حين لا تتجاوز نسبة الإنفاق الاستهلاكي لدى المرأة الفرنسية 4.5 %، بينما الألمانية، والبريطانية لا تتجاوز نسبة إنفاقهن على الأزياء 6 %، فيما تعد المرأة الأميركية هي الأقل بنسبة 4 %، هذا ويقدر مجموع ما تنفقه المرأة السعودية سنوياً على الأزياء نحو 5 مليارات ريال فيما بلغ حجم الإنفاق على الأزياء في الخليج نحو 12 مليار دولار.
تفاصيل أوفى حول الموضوع في عدد "سيدتي" 1663.