الثقافات جميعها لابد أن نحتفظ بها في متاحف خاصة؛ حتى لا يتلاشى التاريخ، الذي يمكننا أن نروي عنه بطولاتنا، أو أن نستشهد بدلائل تثبت مدى وجود الحضارة لدينا، وذكرت أستاذة السياحة والآثار مريم جمال أن تلك المتاحف المتواجدة إلى وقتنا هذا تعتبر منبراً للثقافة؛ لأنها تجمع بين الحضارات القديمة والثقافة التاريخية الحاضرة اليوم، ومن تلك المتاحف:
1. متحف الإرميتاج: يقع في روسيا، وهو أحد أفضل متاحف العالم، وواحد من أقدم المتاحف والمعارض الفنية والبشرية والتاريخ والثقافة في العالم، افتتح في عام 185، إذ يقع بجوار قصر القيصر الروسي نيقولا الأول، ويحتوي المتحف على مجموعة تضم حوالي ثلاثة ملايين قطعة، ودخل المتحف موسوعة "غينيس" لأكبر مجموعة من اللوحات في العالم، منها: أعمال مايكل أنجلو، ليوناردو دافينشي، كما توجد فيه أكبر مجموعة من حلي الذهب القديمة من شرق أوروبا وغرب آسيا، بالإضافة إلى قاعات لعرض حضارات وحقب تاريخية مختلفة، فهناك قاعة الحضارات البدائية وحضارات العالم القديم، وقاعات لحضارات الشرق، مثل: الحضارات الفرعونية، والبابلية.
2. معرض لندن الوطني: هذا المعرض من أشهر وأهم المعارض الموجودة في العالم كله في دولة إنجلترا، تأسس عام 1824، وبالمقارنة مع معظم الدول الأوروبية التي تمتلك متاحف تاريخية، فإن إنجلترا كانت من أواخر الدول، التي استطاعت أن تبني لها مؤسسة قوية منعزلة بمفردها عن العالم أجمع أو الدول المجاورة لها، واليوم وصلت إلى أن تكون من الدول التي تمتلك أهم المتاحف التاريخية، ويضم المتحف مجموعة غنية من اللوحات التي يرجع تاريخها إلى 2300 سنة، ورسمت على أيدي أشهر الرسامين في العالم، فهناك لوحات في المعرض الوطني تعود إلى منتصف القرن الثالث عشر، أي تعتبر من وثائق التاريخ، وحالياً يتجاوز عدد لوحات المعرض 2000 عملاً فنياً لعمالقة الرسم في العالم، مثل: بيكاسو، وليوناردو دافينشي.
3. متحف المتروبوليتان: يقع في نيويورك، وتم تأسيسه عام 1870، ويعتبر من أشهر وأضخم متاحف العالم، ويحتوي على آثار من جميع الحضارات، حيث أنه من أكبر متاحف الولايات المتحدة، والأكبر في مدينة نيويورك، إذ تبلغ مساحته أكثر من مليوني قدم مربع، ويضم أكثر من 3 ملايين قطعة من الفن الحديث والقديم من مختلف دول العالم، كما يضم أيضاً قطعاً من الآلات الموسيقية والعسكرية المتنوعة تعود إلى فترات زمنية من تاريخ البشرية متنوعة، وفي البداية، اقتصر المتحف على الفن الأوروبي، والقليل من الفن الأمريكي، ولكن مع مرور الزمن، اتسع المتحف ليضم مجموعات كبيرة من القطع الفنية والتحف.
4. متحف الشارقة: يلقب بمتحف عاصمة الثقافة الإسلامية، حيث أن هذا المتحف يضم كل جوانب الحضارة الإسلامية، وهو صلة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويقرب المسافات بين الأجيال، ونجح هذا المتحف في أن يكون حلقة تواصل، لاسيما بسبب تنوّع زواره من العرب وغير العرب المسلمين منهم، بالإضافة إلى رحلة استكشافية لبعض المجموعات البحثية الأجنبية، وأشارت الإحصائيات الأخيرة إلى تزايد الزوار من شرق آسيا، حيث استقبل المتحف 15 ألف صيني للشهر الماضي، ومما لا شك فيه هو أن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يجذب هذا العدد الكبير من الزوار، بفضل مقتنياته التي تصل إلى 5000 قطعة من مختلف حقب الحضارة الإسلامية، تتوزع في سبع صالات عرض.