التجربة، هي مجموعة أفعال وعمليات للحصول على معرفة أعمق وأدق حول أمر ما، أو الوصول إلى حلولٍ لمشكلة مستعصية، وعلى الرغم من استخدام الحيوانات بديلاً للبشر في كثير من التجارب، إلا أن تلك الأبحاث التي تُطبَّق على البشر دائماً ما تعطي نتائج أكثر وضوحاً ومعلومات أدق حول جسم الإنسان ومدى مقاومته، لكن بسبب خطورة الأمر والقضايا الأخلاقية المترافقة، تم منع استخدام البشر في التجارب العلمية، على أن ذلك لا يعني أن تجاوزاتٍ لم تحصل، وهو ما رصدناه لكم اليوم، حيث تم استخدام البشر في عديد من التجارب العلمية على مر التاريخ:
جراحة لعلاج الجنون:
في عام 1907، تم البدء في تنفيذ إجراءٍ، أُطلق عليه اسم "الجراثيم الجراحية"، حيث إن أحد الأطباء، ويدعى الدكتور هنري القطن، كان يظن بأن الجنون هو أحد أشكال العدوى، ومرض عضوي، وعلى هذا الأساس، قام وفريقه بإجراء آلاف العمليات الجراحية على المرضى، وغالباً دون موافقتهم كما ذكر في معظم المواقع العلمية التي تناولت تلك التجربة، واستخرجوا الأسنان واللوزتين، وأزالوا الأعضاء الداخلية التي كانوا يعتقدون بأنها تسبِّب المشكلات.
حقيقة الوعي بعد فقدان الرأس:
في القرن الـ 17 بدأت فرنسا في استخدام طريقة جديدة للإعدام، وهي المقصلة، وتتكوَّن من شفرة حديدية حادة، تسقط من الأعلى، وتهوي على رقبة الجاني، فتقطعها، وعلى الرغم من أنه تم اختراعها كنوع سريع ورحيم للإعدام، إلا أنها تحولت فيما بعد إلى أداة للتجارب، فقد ظهر جدلٌ حول ما إذا كان رأس الشخص يظل على قيد الحياة بعد الإعدام أم لا؟! وهو ما فتح باب التجارب على تلك الرؤوس، ما أدى إلى تسريع الإعدامات للتأكد من تلك المعلومة المخيفة.
العلاج بالماء المغلي:
وفي عام 1840، قام طبيب، يدعى والتر جونز، بتجربة الماء المغلي كعلاج لالتهاب التيفوئيد، واختبر هذا العلاج على عديد من العبيد المصابين بهذا المرض على مدى شهور عدة، حيث كان يجرِّد المريض من ملابسه، ومن ثم يقوم بسكب جالونات من الماء المغلي فوق ظهره، والأغرب من ذلك أنه كان يوصي بتكرار هذا "العلاج" كل 4 ساعات! بالطبع الأمر يمكن وصفه بدقة بأنه تعذيبٌ أكثر من كونه علاجاً.
تيار كهربائي مباشرة إلى الدماغ:
ومن التجارب المخيفة أيضاً، تلك التي قام بها الطبيب روبرتس بارثولو في عام 1847، حيث جاءت إليه مريضة، تعاني من قرحة في الجمجمة، وقد كانت القرحة كبيرة جداً، ما جعل أجزاءً من دماغها تظهر، هنا قام الطبيب بوضع أقطابٍ مباشرةً في دماغها، وتطبيق تيارات كهربائية متفاوتة لمراقبة ردود أفعالها، وقد كرَّر تجربته هذه 8 مرات خلال 4 أيام، ما أدى إلى تدهور حالة المريضة، ودخولها في غيبوبة، فأُجبِر الطبيب على ترك وظيفته والاتجاه إلى التعليم الأكاديمي.