يعتبر فن النحت أحد أوائل الفنون إذا لم يكن أولها على الإطلاق، فهناك العديد من النماذج من النحت في الحضارات القديمة باختلاف أشكالها، ومنها في الحضارات الفرعونية والرومانية واليونانية، التي نجد فيها فن النحت من أكثر الفنون انتشاراً وتعبيراً عن الجو المحيط مع اختلاف غرض الاستخدام، وعادة كان المقصود من هذه النماذج النواحي الدينية للتعبير عن الآلهة المختلفة الخاصة بتلك الحضارات، وتخليد الحكام والملوك، وهناك العديد من تلك النماذج التي تمثل المرأة، ومنها:
تمثال نفرتيتي
أحد أشهر الأعمال الأثرية المصرية القديمة، وهو تمثال نصفي مدهون من الحجر الجيري، وعمره أكثر من 3300 عام، وقد نحته النحات المصري تحتمس عام 1345 ق.م تقريباً للملكة نفرتيتي زوجة الفرعون المصري إخناتون، وعثر عليه فريق تنقيب ألماني عن الآثار بقيادة عالم المصريات لودفيج بورشاردت في تل العمارنة في مصر عام 1912، ووضع التمثال في عدة مواقع في ألمانيا منذ العثور عليه، بما في ذلك منجم ملح في ميركس-كيسلنباخ، ومتحف داهليم في برلين الغربية، والمتحف المصري في شارلوتنبورغ، والمتحف القديم في برلين، ومنذ 2009 استقر التمثال في متحف برلين الجديد إلى الآن.
تمثال فينوس
من أشهر التماثيل الكلاسيكية القديمة المنحوتة من الرخام، سمي بذلك نسبة إلى ميلوس، وهي إحدى جزر اليونان، المكان الذي نُـحت فيه وضـاع فيه قبل أن يكتشف مجدداً في ميلوس، وقد اكتشف في عام 1820 من قبل أحد المزارعين اليونانيين داخل أحد الكهوف, التمثال كان مكسوراً إلى نصفين, مفقود الذراع وبدون قاعدته, إحدى الروايات تعتقد أن أحد الذراعين المفقودين كانت تمسك بالغطاء المخملى الذي يغطى نصفها الأسفل، بينما تمسك اليد الثانية بمرآة تتأمل فيها فينوس جمالها، لكن أغلب الروايات تذكر أن بجانب التمثال تم اكتشاف يد ممسكة بتفاحة لربما أنها التفاحة التي أعطاها باريس إلى أفروديت "فينوس" كما تخبرنا الأسطورة.
تمثال نهضة مصر
تمثال كبير من حجر الجرانيت، ويعد رمزاً لمصر الحديثة وأهم أعمال الفنان المصري النحات محمود مختار على الإطلاق، ويمثل التمثال فتاة مصرية تقف بجانب تمثال أبي الهول، وتضع يدها على رأسه، وهي رمز لمصر، وهي تنظر إلى المستقبل، وجاءت فكرة نحت تمثال ليمثل نهضة مصر في تلك الفترة السياسية الهامة من تاريخ مصر إلى الفنان محمود مختار في عام 1917، فبدأ خلال 1918- 1919 في نحت تمثال كبير يبلغ حجمه نصف حجم التمثال الحالي، وعندما أكمله عرضه في عام 1920 في معرض الفنون الجميلة السنوي في باريس، ونال إعجاب المحكمين والرواد من المهتمين بفن النحت.
تمثال افروديت
وضع في متحف اتينا الوطني الاركيولوجي، والذي يمثل آلِهة الحب والجمال في اليونان القديمة، كما كانت مشهورة في مناطق كثيرة على أنها آلهة الحرب، وخصوصاً في اسبارتا وثيبيس وقبرص، وكانت آلهة للبحر وحامية البحارة.
كانت النساء ومازلن يمثلن عاملاً هاماً من عوامل الفن، واستمد منهن الكثير من الفنانين والحضارات القديمة والحديثة الوحي في تقديم فنهم، فأي تلك التماثيل تمثلك كامرأة؟
يستقر التمثال على جزيرة الحرية الواقعة في خليج نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بتصميمه النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي، وعرض على الخديوي إسماعيل أن يتم وضع التمثال في مدخل قناة السويس، التي كانت مفتتحة حديثاً في 16 نوفمبر من نفس العام، لكن الخديوي إسماعيل اعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي؛ نظراً للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع، ثم قامت فرنسا بإهدائه إلى الولايات المتحدة الأمريكية في 28 أكتوبر عام 1886 كهدية تذكارية، بهدف توثيق الصداقة بين البلدين بمناسبة الذكرى المئوية للثورة الأمريكية "1775-1783".