يقول الصحافي والكاتب الأمريكي «فرانك براون»: «المبدع هو رجل أكثر بدائية، أكثر تحضراً، أكثر جنوناً»، فالجنون يخلق بعض الأحيان أفكاراً لا مثيل لها فينتج عنها أعمال آسرة تسر الناظرين إليها، وذلك ينطبق تماماً مع الفنان البريطاني « كارل وارنر»، الذي اشتهر بلوحاته الفريدة من نوعها والتي تستند عناصرها على أنواع الأطعمة بدلاً من الريشة والألوان، حيث يقوم بوضع بعض الأنواع من الأغذية المتبقية في النفايات، بطرق محددة ليحاكي من خلالها الأشياء المحيطة حولنا من غابات وجبال وأنهار وبحار وسفن ومبانٍ، فيخلق مشاهد طبيعية خلابة تشبه الواقع إلى حد كبير.
ووفقاً للموقع الإلكتروني الخاص بالفنان، أنّ تلك اللوحات يستغرق العمل على إحداها، يومين إلى ثلاثة أيام؛ ليتم مزج العناصر وإضافة بعض مواد التثبيت عليها، إلا أن التخطيط لها قبل البدء، يستغرق أكثر من ذلك، لذا فهو يقضي الكثير من الوقت في محلات السوبر ماركت محدقاً في أنواع الخضار، كما أخبر في حديثه مع منظمة «SUA»» الفنية الأمريكية، قائلاً: «أنا أميل إلى رسم المناظر الطبيعية التقليدية جداً باستخدام تقنيات التركيبية الكلاسيكية، كما أحتاج إلى خداع المشاهد؛ ليعتقد بأنّه مشهد حقيقي للوهلة الأولى، وبالنسبة لي أفضل جزء هو حين يُدرك الفرد أن ذلك المشهد في الواقع مصنوع من الطعام فتظهر ابتسامته».
يُذكر أن «وارنر» بدأ حياته المهنية بالذهاب إلى كلية ميدستون للفنون بهدف أن يصبح رساماً، حيث كان يمتلك موهبة جيده تجاه الرسم، إلا أنّه سرعان ما اكتشف أن أفكاره الإبداعية تتلاءم مع التصوير الفوتوغرافي، فأصبح مصوراً إعلانياً ناجحاً في منتصف التسعينات، وأنشأ اليوم استديو يحمل اسمه في لندن، ونظراً لشهرته الواسعة فقد استعانت بخبراته الفنية بعض شركات الأطعمة، وقامت باستدعائه ليصمم الإعلانات الخاصة بهم.
شريط الصور أعلاه يُظهر بعض اللوحات التي قام بها، شاهدوها وأخبرونا أياً منها لفتت انتباهكم بشكل أكبر؟