«أطفالنا أكبادنا» هذا العبارة طالما رأيناها توشح عدداً من الأنشطة التي تهتم بالطفولة، تلك المرحلة العمرية الأهم التي تتشكل فيها أفكار وعواطف الطفل، ولكن على الصعيد الفني يبدو أن الفنانين والمنتجين اتفقوا على وضع حواجز «إسمنتية» بينهم وبين تقديم «مسلسلات للطفل» تساهم في تربية وتنشئة سليمة وتنمية الجانب الإبداعي للطفل، ورغم «زحمة» الأعمال السعودية المنتجة في السنوات الأخيرة، إلا أننا نلاحظ انعدام عمل خاص بـ«فلذات الأكباد»، مما دفعهم للتعلق بالأعمال الأجنبية المستوردة، والتي تحمل قيماً أخرى مختلفة. عن «دراما الطفل» وغيابها رمينا تساؤلاتنا بلسان أطفالنا على عدد من نجوم الدراما السعودية، فكانت رؤيتهم على النحو التالي:
البداية كانت مع الفنان تركي اليوسف، والذي قال: إذا نظرت إلى المسألة على المستوى العربي، لوجدت ندرة في أعمال الطفل، وهي من أصعب الأعمال، ولاحظ أن عدم وجود أعمال للطفل ليس مسؤولية الفنان وحده، بل مسؤولية أدوارها موزعة على المنتجين والقنوات الفضائية والمؤلفين، ومن الصعب أن تجمع الممثلين وتصور وتسلمه القنوات الفضائية ليوضع في الأرشيف، لماذا لا تبادر القنوات الفضائية وتطلب عملاً للأطفال؟ ونحن جاهزون.
وفي السياق نفسه، حمل الفنان عبدالرحمن الخطيب المنتجين بالدرجة الأولى سبب هذا الإهمال، وقال: عدم وجود منتجين يحملون الثقافة وهموم الوطن هو السبب، فالمنتجون السعوديون، سواء كانوا جهلة، أو مثقفين، حتى لو أنتجوا، فإن إنتاجهم لا يساوي 5% مما أنفق عليه، إضافة إلى عدم وجود مسؤولين في المحطات الفضائية يحملون الهم الثقافي وقال الخطيب عن دور مؤسسة «أساطير» في دعم حركة «الطفل»: أنا على قدر استطاعتي وحجم مؤسستي الصغيرة ابتكرنا شخصيتين كرتونيتين سعوديتين، هما: سعود، وسارة، وسوف تكون لهما مسلسلات وطنية وثقافية واجتماعية.
اللوم على شركات الإنتاج
أما المؤلف الدرامي الفنان سعد المدهش فقد ألقى باللائمة على مؤسسات الإنتاج، واعتبر أن الاهتمام بالأطفال آخر اهتماماتها، وقال: الموضوع مهم، ويحتاج مناقشة كبيرة، خصوصاً إذا علمنا أن 65% من مجتمعاتنا الخليجية أعمارهم تحت 15 سنة، وأنا سبق أن كتبت عملاً مخصصاً للطفل اسمه «مفتاح السعادة»، وسلمته لإحدى القنوات الفضائية، فطلبت مني البحث عن راعٍ ومعلن، ومن الظلم أن يكتب الشخص عملاً ويترك على الرفوف.
قنوات الأطفال لا تملك ميزانيات كافية.
من جهته، تحدث الفنان فهد الحيان بأسى عن الموضوع، وأكد أن القنوات الفضائية تبحث عن المعلن بالدرجة الأولى، وقنوات الأطفال المتخصصة لا تملك الميزانيات الكافية لتقديم عمل يرقى لمستوى الطفل، وعند سؤالنا عن جهوده التي قام بها من أجل الطفولة، قال الحيان: أنا أملك نصوصاً كلفتني مئات الألوف، وأشرف عليها تربويون وأساتذة جامعات، وللأسف، لغياب الدعم أصبحت حبيسة الأدراج.
علياء السعيدي مدربة متخصصة في الإدارة والتمكين الشخصي ترى أن الطفل العربي يواجه تجاهلاً تاماً لميوله ورغباته، بل وأحياناً لحاجاته الأساسية إذا سلمنا أن الترفيه أحد أهم الحقوق المشبعة للحاجات، وبالتالي من خلال الترفيه يبني الطفل قدراته الفكرية ويشبع احتياجاته النفسية.