يقول المؤلف والسياسي: «افعل ما تستطيع، مستخدماً كل ما تملك أينما كنت»، ربما إن تمّ استخدام هذه المقولة في المجالات العلمية التطبيقية فسنرى عُجاباً ونُذهل من المفاجآت، وهذا بالضبط ماقام به مهندس «ناسا» السابق، الأمريكي «مارك روبر»، حيث تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي أخيراً مقطع فيديو من قناته في شبكة « اليوتيوب»، يظهر فيه المهندس وهو يسبح في حوض سباحة يحتوي على رمال سائلة، وحاز المقطع على أكثر من 10 ملايين مشاهدة في بضعة أيام منذ نشره.
أراد المهندس من خلال هذه التجربة العملية الشيّقة والمثيرة، تحويل العلم إلى أمر ممتع، فقام أولاً بتعبئة حوض كبير بالرمال الصلبة قبل تحويلها، ثم قام بشرح الظاهرة الفيزيائية التي تُعرف بإسم «fluidized beds» أو «الأسِّرة المميعة»، بطريقة سلسة ويسهُل فهمها من قِبل كافة الفئات العمرية، كما أوضح من خلال الفيديو أنّ الشبكة العنكبوتية لم تُساعده في توفير المعلومات عن هذه النظرية، حيث إنّه أراد القيام بهذه التجربة منذ فترة طويلة، إلا أنّه أخيراً استعان بخبرته في الرحلات الفضائية وبعض النظريات الفيزيائية الأخرى.
هذه الظاهرة الفيزيائية المادية تحدث عندما يتم وضع كميّة من الجسيمات الصلبة تحت ظروف مُعيّنة لتتحول إلى خليط بين الصلب والسائل ويتم التحكم بها مثل السوائل، حيث وضع مارك ألواحاً صلبة في القاع وقام باستخدام الهواء من خلال أنابيب الضخ، ونفخ الهواء في الجزء السُفلي من وعاء الرمال، مساعداً على زيادة المسافة بين جزيئات الرمال الفرديّة والحد من الاحتكاك الداخلي والسماح للجسيمات بالتحرك بحريّة أكبر.
تجدر الإشارة إلى أنّ تجربة مارك لم تنجح منذ المرة الأولى، فكما يُقال بأنّ التجارب الفاشلة تؤدي إلى النجاح، فالتصميم النهائي سبقه 25 تصميماً آخر، ولكن جميعها فشلت ونجحت آخر محاولة فقط.