"لا سينما في السعودية"، لسنوات طويلة ظلت تلك الجملة تتردد كثيراً في الساحة الفنية والاجتماعية، والتي تؤكد عدم وجود للسينما السعودية على أرض الوطن، وعلى الرغم من ذلك، تمكنت المرأة السعودية من الوصول إلى السينما العالمية لتمثل وطنها بصورة مشرفة في المحافل السينمائية العالمية والعربية، لتؤكد على وجود السينما السعودية، راسمة أول خارطة المشهد السينمائي السعودي بأيدي المخرجات السعوديات.
اليوم بعد السماح بفتح دور سينما، اعتباراً من مطلع 2018، وجب علينا أن نتحدث عن مخرجات الوطن، اللواتي وضعن أسماءهن في ساحة السينما السعودية، ليكون لهن سبق التواجد باسم الوطن.
هيفاء المنصور أول مخرجة سعودية ترشح لجائزة الأوسكار
تمكنت المخرجة السعودية هيفاء المنصور من أن تضع السينما السعودية لتكون محل تنافس عالمي في أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، وذلك ليس غريباً عليها، فهي نبعت من عالم الكلمات والأشعار، حيث أن والدها هو الشاعر والمفكر السعودي عبد الرحمن المنصور، وشقيقتها الفنانة التشكيلية هند المنصور، وقد اختيرت كأقوى وأبرز امرأة سعودية تأثيراً عام 2014 من قبل موقع "أريبيانبزنس".
جاء دخولها لساحة الإخراج السينمائي بقوة، وتميزت بحضور أعمالها، حيث شاركت في العديد من المهرجانات العالمية بأفلامها، وحصلت على جوائز عديدة، منها: جائزة الخنجر الذهبي لأفضل فيلم وثائقي في مهرجان مسقط السينمائي، وتعتبر تلك الجائزة أول ذهبية في تاريخ السينما السعودية، وهي أول مخرجة سعودية تفوز بجائزة "أي دبليو سي" السادسة للمخرجين عن فيلمها "Miss Camel"، كما شاركت في العديد من المهرجانات والمؤتمرات المحلية والدولية المتعلقة بالسينما، وعرفت أفلامها بنكهتها الجريئة والقوية في النقاش حول مواضيع مهمة وحيوية داخل المجتمع السعودي، إضافة إلى أن فيلمها "وجدة" تم اختياره من قبل إدارة مهرجان فينسيا الدولي للمشاركة في مسابقة "آفاق"، مما يعد نقلة نوعية للسينما الخليجية والسعودية الواعدة، والفيلم من إنتاج شركة "ريزر فيلم" الألمانية، بالشراكة مع "روتانا"، وهذا هو التعاون المشترك الأوروبي الأول في دول الخليج العربي، حيث تمكنت من خلاله من تقديم فيلم عالمي بنكهة سعودية خالصة المحلية، وحصد "وجدة" ما يقارب الــ20 جائزة، حتى وصل ترشيحه مؤخراً لجوائز الأوسكار، ويعتبر أول فيلم سعودي يتم ترشيحه للأوسكار، ومن أفلامها: "من؟"، وفيلم "الرحيل المر"، وفيلم "أنا والآخر"، بالإضافة لفيلم "نساء بلا ظل".
سميرة عزيز أول مخرجة سعودية في عالم بوليوود
كاتبة وروائية، ملكت إبداع الإخراج، وحس الكتابة، هي إعلامية، ومخرجة، وكاتبة سيناريو، وروائية، وشاعرة، كما أنها أول مخرجة سعودية دخلت السينما الهندية لتقدم عملاً من تأليفها وإخراجها في بوليوود، وهو فيلم "ريم"، كما أنها أول مالكة لبيت إنتاج سعودي في بوليوود في الهند، وهي أول سعودية تحصل على جائزة النساء الناجحات في فئة رمز ثقافي كبير من الشرق الأوسط في دبي، وهي أيضاً أول روائية سعودية تكتب باللغة الأردية.
درست صناعة الأفلام من هوليوود والمخرجين الهنود في فترات زمنية مختلفة، وأنجزت أيضاً تعليم الدراسات العليا في مواد الاتصال الجماهيري وإخراج الأفلام من Livewires - معهد الإعلام في مومباي في الهند، وتحضر للدكتوراه في الجامعة العثمانية في حيدر أباد في الهند، كما أنها فازت بمنصب مدير الاتحاد الدولي للرياضة العالمية التابعة للأمم المتحدة، ونالت جائزة المرأة العظيمة السادسة "جوائز المرأة 2016 - الشرق الأوسط".
شهد الأمين الفائزة بجائزة أفضل فيلم روائي قصير
حصلت على درجة البكالوريوس في إنتاج الفيديو ودراسات السينما من جامعة غرب لندن، لتأتي بقوة لعالم السينما السعودية، بدأت كمخرجة مساعدة في إعلانات وأفلام وثائقية، ثم اتجهت إلى نيويورك، ودرست كتابة السيناريو، وأخرجت أفلاماً قصيرة، منها: فيلم "نافذة ليلى"، ثم فيلم "حورية وعين"، تنتمي الأمين في أعمالها الفنية إلى مدرسة الأفلام الواقعية، نالت عدداً من الجوائز عن أفلامها المتميزة، والتي كان من ضمنها: فوز الفيلم السعودي "حورية وعين" بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مسابقة "أفلام الإمارات" المخصصة لمخرجي دول الخليج ضمن مهرجان أبو ظبي السينمائي.
ريم البيات وجائزة أحسن إخراج من مهرجان مدريد السينمائي
بصمة شابة في عالم السينما السعودية وصلت إلى العالمية، حيث بدأ توجهها للإخراج بالدراسة، فحصلت على الشهادة الوطنية في التصوير من معهد الفنون في بريطانيا عام 2005م، وشهادة الإخراج السينمائي من بريطانيا عام 2008م، ومؤخراً تمكنت البيات من تحقيق إنجاز جديد للسينما السعودية بفوز فيلمها الروائي القصير "أيقظني" بجائزة أفضل إخراج في مهرجان مدريد السينمائي الدولي عن فئة الأفلام القصيرة، وقد نالت عنه أيضاً جائزة أفضل إخراج في مهرجان ميلان السينمائي. وأخرجت ريم العديد من الأفلام الوثائقية، التي رشحت لجوائز دولية، حيث تم اختيار فيلمها "دمية" في مهرجان الربيع العربي في باريس، ومدته 6:35 دقيقة، ويحكي في قالب فني تجريبي قصة فتاة صغيرة، اسمها أصيلة، تجبر على الزواج.
هند الفهاد وجائزة أفضل فيلم خليجي
مخرجة شغوفة بعالم السينما والفن، تجد تميز أعمالها في نصرة المرأة السعودية، التي تؤكد قدرتها على دخول أقوى الساحات العالمية، هند الفهاد صاحبة فيلم "بسطة" الحاصل على جائزة "المهر الخليجي" للفيلم القصير كأفضل فيلم خليجي في مهرجان دبي السينمائي في عام 2015، وجائزة الفيلم الروائي القصير في مهرجان أفلام الشباب في جدة مطلع العام 2016.
أما الفيلم الثالث للمخرجة الفهاد، فهو "ثلاث عرائس وطائرة ورقية"، الذي عُرض عام 2012 في مهرجاني أبو ظبي السينمائي للمرة الأولى، و"التراث للأفلام"، إضافة إلى فيلم "مقعد خلفي"، الذي كان عرضه الأول عام 2013 في مهرجان الخليج السينمائي.