ما إن صدر قرار وزارة الثقافة والإعلام بالموافقة على فتح صالات سينمائية في السعودية، حتى عمّت الفرحة في الوسط الفني الدرامي، وأصبح حلم السينمائيين السعوديين حقيقة، ورأوا في القرار الفرصة التي انتظرها المجتمع طويلًا، وفرصتهم لممارسة هوايتهم وتطبيق دراستهم حول صناعة السينما، للانعتاق من الماضي إلى حاضر يبشر بالمزيد من الانفتاح على الفن السابع. "سيدتي" رصدت في هذا التحقيق تطلعات بعض العاملين في السينما حول القرار، وحاجتهم لتوفير مناخ أكاديمي يحقق لهم الهدف، ويساعدهم على النهوض بالفن السينمائي.
الممثل والمنتج محمد بخش تحدّث عن صناعة السينما من منظور فني فقال: " بالطبع قرار السماح بعودة السينما وإنشاء صالات عرض سينمائية أسعدني، كما أسعد جميع الفنانين والجمهور المتعطش لمشاهدة أفلام سينمائية في مدينته وحيث يقيم. لكن، نحن في حاجة إلى توفير المناخ العلمي الذي يؤهّل لصناعة سينما حقيقية، وليس مجرد إنتاج أفلام "تيلي سينما"، وهي أفلام تصوّر بكاميرا فيديو ويتم تحويلها بتقنية الغرافكس إلى صورة سينمائية، فالفرق كبير بين هذه النوعية من الأفلام، والسينما الاحترافية بكاميرا 35 ملم والبعد السابع. وهذا يتطلّب فتح معاهد تدرّس المواهب فن صناعة السينما، من إخراج وتصوير وهندسة صوتية.. إلخ. وهذا لا يحتاج وقتًا كبيرًا. يمكن من خلال فروع جمعيات الثقافة والفنون، استقدام مدرسين أكاديميين يتولون تدريس الشباب والمواهب من الجنسين.
المخرج عبد الخالق الغانم، درس الإخراج السينمائي في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وتخرّج من المعهد عام 1980 يقول عن قرار إنشاء صالات عرض سينمائية وعودة عروض الأفلام: " عندما أصدرت وزارة الإعلام قرار السماح للسينما كنت من أسعد السعوديين، فالخبر أسعدني جدًّا، فهو أمنيتي منذ تخرجت من المعهد ورجعت إلى السعودية، وأنا أنتظر أن يكون لدينا سينما، وكنت أتمنى العمل في مجال الإخراج السينمائي، فنحن نعرف جيدًا أنّ السينما رسالة حضارية تتناقل بين الشعوب، وتنقل ثقافات وحضارة البلد إلى العالم. ونحن لدينا رسالة إسلامية مهمة جدًّا، ويمكن نشرها من خلال السينما".
وعن الاستعدادات المطلوبة لصناعة سينما سعودية قال الغانم: "وجود صالات عرض وصناعة سينما، يحفّزنا ليكون لدينا معاهد فنية لتخريج كوادر فنية متخصصة ومتسلحة بالعلم، وكذلك سيؤدي ذلك إلى عمل حركة ونشاط درامي سينمائي، وأتمنى من وزارة الإعلام دعم إنتاج أفلام وتشجيع الشباب من الجنسين على عمل أفلام سينمائية ذات قيمة فنية وفكرية".
المخرج والمنتج السينمائي ممدوح سالم يقول: " قرار السماح بإنشاء صالات السينما سيكون له مردود اقتصادي وثقافي واجتماعي، فعلى صعيد الجانب الاقتصادي سيتم توفير عدد لا بأس به من الفرص المهنية، فمن المتوقع توفير ما لا يقل عن 30 ألف وظيفة وفرصة عمل، وكذلك سيُسهم في جلب الاستثمارات الأجنبية وعائد مالي متوقع أن يصل إلى 90 مليار ريال من الناتج المحلي بحلول عام 2030.
أما اجتماعيًّا فستكون المنظومة الثقافية اكتملت بعد قرار السماح لدور السينما، وسيعيش المجتمع حياة اجتماعية طبيعية، وبالتالي ستنتعش صناعه الأفلام في السعودية، نظرًا لأهمية حجم السوق السعودي، والعدد الكبير من المواهب وصنّاع السينما، بخاصة أنني بحسب علمي، أنّ العديد من الشباب السعوديين الموهوبين يدرسون فنّ صناعة السينما والإخراج في جامعات أمريكية، عدا عن الذين سبق وأن تخرّجوا من معاهد وجامعات عربية وأوروبية درسوا فيها صناعة السينما، مثل المخرج عبد الله المحيسن وغيره.
الممثل والمنتج السينمائي بندر أبو داود، له مشاركات عديدة كمنتج وممثل سينمائي، أنتج بعضها في أمريكا باللغة الإنكليزية. عن قرار عودة السينما وافتتاح صالات عرض في السعودية يقول: " هذا القرار أثلج صدري وصدور كل السينمائيين السعوديين، وبحكم تجاربي أعلم أهمية السينما في حياة الشعوب ونقل ثقافتها، فالكثير من الناس تعرّفوا على ثقافة وشوارع وحواري وحضارة مصر من خلال أفلامها، والأمر نفسه ينطبق على أمريكا والهند، فقد تعرّفنا على أسلوب حياتهم من أفلامهم. وكل ما أتمناه هو وجود معاهد أكاديمية تخدم النشاط السينمائي، وتعدّ كوادر متخصصة، فمن خلال الأفلام السعودية يمكن خدمة الوطن وإلقاء الضوء على حضارتنا وتطورنا، وعاداتنا وتقاليدنا. وأبارك لكل السينمائيين السعوديين والجمهور المتعطش لمشاهدة أفلام سعودية. فهذا القرار الحكيم يحفّزني لأقترح تخصيص مهرجان سنوي برعاية وزارة الثقافة والإعلام، باسم: "مهرجان السينما للأفلام السعودية الحديثة".
وعن نشاطه السينمائي يقول: " لقد أنتجت في أمريكا أربعة أفلام سينمائية، إثنان قصيران، وهما Legal star (النجمة قانونية) و Out of the war (خارج الحرب)، واثنان طويلان، وهما Between us (بيننا) و Love is blind (الحب الأعمى)، وبعد عودتي أنتجت مسلسلًا كوميديًّا باسم "عائلة خمسة وعليها"، وفيلم "ذكريات سوداء"، والأخير حقق جائزة ضمن مهرجان السينما في جدة، وحاليًّا بدأت التجهيز لإنتاج وتصوير فيلم طويل خلال شهر فبراير 2018. وهو فيلم رومانسي تدور أحداثه حول ثلاث نساء لا يعرفن بعضهنّ، ويلتقين خارج السعودية، وأتمنى أن يكون من أوائل الأفلام السعودية التي تُعرض على الجمهور السعودي في المدن السعودية".
الممثل عبد العزيز الشمري يقول: " لا شك أنّ القرار حكيم وفيه رفعة للاقتصاد الوطني رغم تأخره، لكنه جاء ليُسهم في عجلة التنمية من خلال التأسيس لصناعة سينما، ونظرة تنموية شاملة في المملكة. ومن وجهة نظري أرى أنّ السماح بإنشاء دور سينما والعروض السينمائية، سيوفّر الكثير من المال والجهد، وبدلًا من سفر السعوديين إلى البحرين ومصر وغيرهما من البلاد لمشاهدة أحدث الأفلام السينمائية، يصبح في مقدورهم متابعتها في السعودية. وأجزم أنه خلال السنوات القليلة المقبلة ستشهد السعودية صناعة سينمائية متميزة، فلا ينقصنا ما يجعلنا نقف في مصاف الدول الرائدة في صناعة السينما، لدينا المواهب المتميزة والمال الوفير، فقط ينقصنا معاهد لتخريج سينمائيين أكاديميين يتسلحون بعلمهم لتقديم سينما راقية، وفق ضوابط لا تخرج عن عاداتنا وتقاليدنا.
الممثل والمخرج والمنتج السعودي فهد عليا الحاصل على ماجستير صانع أفلام من جامعة New York film academy يقول: " من طموحي أثناء دراستي في أمريكا لفن صناعة السينما، أن تصل السينما السعودية والخليجية إلى العالمية، وذلك من خلال تجاربي وتجارب زملائي الشباب الذين يدرسون صناعة السينما في أمريكا، وهم كثر. وبحكم دراستي وتخصصي أعتقد أنّ أبناء جيلي ممّن درسوا فن صناعة السينما محظوظون بقرار عودة السينما وافتتاح صالات عرض سينمائية، وهذا يعني أنّ دراستي لم تذهب هباءً، لأنني في النهاية مواطن سعودي وسأعود إلى وطني لخدمة صناعة السينما، ودعم الشباب الموهبين الذين لم يجدوا الفرصة للدراسة في الخارج، بخاصة إذا أيقنّا أنّ السينما سلاح ثقافي فني، يمكن له رفضع حضارات ليس لها حضارة، وهدم حضارات عريقة".
أحمد جابر الغامدي: "كل الشكر لوزير الثقافة والإعلام على هذه الخطوة المباركة، التي أفرحت الشعب السعودي، وهي الموافقة على عودة السينما وصالات العرض، وهي خطوة ممتازة لتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي، عبر تطوير قطاعي الثقافة والترفيه، وكما أنها ستوفر عددًا هائلًا من الوظائف في مجال صناعة السينما والترفيه، وأتمنى على الوزارة تبنّي الشباب الصاعد ودعمهم.
السينما في كل بيت، وفي الأجهزة الذكية. والآن سيصبح لدينا الشاشة التي حلمنا بها منذ زمن، وحان الوقت للمنتجين ليقولوا: ها نحن بمواهبنا وقدرتنا على صناعة سينما هادفة، ترتقي بالفكر والثقافة وتسهم في صناعة محتوًى يرتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية والاجتماعية.
ومن "سيدتي نت " أوجّه رسالتي للشباب، وأقول لهم فيها: الدخول في السينما أمر مهم، لا تتأخر في صناعة فيلمك وتترك الساحة خاوية وخصبة لمن يخالفونك، أُدخل واصنع فيلمك و نافس، إسحب البساط قبل أن يُسحب من تحتك، وعن نفسي بدأت التفكير في صالة عرض خاصة بي تحت اسم "سينما المملكة الإعلامية".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي