مرحبا خالة حنان:
عمري 39 سنة، وحيدة، بدون أشقاء، أعيش مع والدتي بعد انفصالها عن أبي.. أرغب في سرد قصتي؛ لعلّي أجد الحل والقدرة على اتخاذ القرار المناسب.
قبل خمس سنوات، وعن طريق أحد مواقع التواصل الاجتماعي، تعرفت على رجل هاوٍ لتصوير المناظر الطبيعية، وكان هذا محور حديثنا وبداية التعارف، فكنا نتحدث عن الدول والأماكن السياحية والسفر.
شد انتباهي نضوج فكره، فلم يتعامل معي كأنثى، ولم يحاول التقرب أو التحدث بطريقة غير لائقة، فزاد إعجابي فيه، فأصبحت أتواصل معه باستمرار. عندما رآني لأول مرة في مكان عام، لاحظت أنه أعجب بشكلي، وكان سعيدًا برؤيتي.
كان عمره قبل خمس سنوات حينما تعرفت عليه 40 سنة، فبدأ يخبرني عن نفسه ومكان عمله ومرتبه الشهري ودراسته، وفي أي منطقة يسكن، وكان صريحًا ويجيب بشكل تلقائي. بعد مرور عدة أشهر من التواصل؛ كان يلمّح لي بأنه يريدني بالحلال، ويريد أن يودع العزوبية، ولكن مرت فترة طويلة ولم يتحدث مرة أخرى بموضوع الارتباط، ولما سألته: ماذا حصل؟ قال وهو ناقم وغاضب إنه أخبر والده فاعترض بشدة، لم يخبرني بالسبب؛ حتى لا يحرجني، ولكني أعرف السبب؛ وهو أنني من أصول سمراء، وهو من عائلة ترفض أن تصاهر عائلة من ذوي البشرة السمراء، أو حتى الحنطية، وتعتبره أمرًا مخجلاً، وأنه سوف يعرّضهم للسخرية من باقي أقاربهم.
أحسست بحزن شديد، وأخبرته برغبتي في الابتعاد عنه، فكان يتضايق من هذا الأمر، ويقول إنه في حيرة شديدة، ولا يعلم ماذا يفعل مع والده المتعصب، وبالفعل ابتعدت فترة، ولم أستطع، فعدت أتواصل معه ولا أزال، وقد أخبرني أنه في كل فترة وأخرى يكرر طلبه لوالده، لكنه رافض حتى النقاش بالموضوع، وقد مضى الآن خمس سنوات ولم يتغير شيء، ما يجعلني مترددة من اتخاذ القرار بالابتعاد.
إنه إنسان مناسب، ويوجد تقارب فكري، ونفس التوجهات والعادات، يحبني ويهتم بأموري، شديد الطيبة، منظم، ملتزم بعمله، محترم، كريم، مثقف، خجول، ولا يجيد التعبير عن مشاعره، فيلزم الصمت، يعتبر فرصة لا أستطيع التخلي عنها بتاتًا، وعليّ إيجاد حل أو طريقة، خاصة أنني أرغب وبشدة أن أكوّن أسرة وأنجب أطفالاً من شخص بصفاته، ولكني أخاف أن يضيع عمري وأكون وحيدة.
(أماني)
الحل والنصائح من خالة حنان:
1- أفهم يا حبيبتي قناعتك بهذا الشاب، لكني لا أفهم أنكِ بعد خمس سنوات من الانتظار لا تزالين تعتبرينه فرصة!!
2- أين هي الفرصة يا ابنتي؟! تعلقتِ به منذ أن كان عمرك 34 عامًا، وها أنتِ الآن في الـ39، فماذا تنتظرين بعد؟! ومتى ستحققين حلم الزواج والأمومة؟!
3- ما قمتِ به قد حدث ولا مجال للأسف والندم، رغم أني لم أكن لأوافقك أبدًا على هذا النوع من الانتظار، ولست مقتنعة بأن الشاب لا يستطيع أن يتزوج ولو سرًا، ثم يفرض الأمر الواقع على أبيه، أو على الأقل يطلب مساعدة أحد من عقلاء عائلته أو أقاربه.
4- كما أن حكاية هذا التشدد لأن بشرتك سوداء غير مقنعة، وعليكِ أن ترفضي ذلك أنتِ أولاً، وأن تدافعي عن نفسك بثقة واعتزاز، وتفرضي احترامك على الشاب نفسه، لا أن تنتظري الزواج منه كمتسولة!!
5- أرجو ألا تضايقك صراحتي، فالمجتمعات لا تتغير بالقوانين، بل مع أفراد أقوياء؛ يفرضون شروطًا جديدة بشكل عالمي، طالما الأمر ليس ضد القانون ولا يؤذي أحدًا، بل يلغي عادات بالية ومجحفة.
6- نصيحتي العملية أن تتفقي معه، بالاستعانة بعقلاء من جانبه وجانبك، يضغطون على الأب كي يوافق، أو أن تتزوجا سرًا لفترة، ولكن بعلم من أهلك وبعض أهله؛ ليرضخ والده بعد ذلك إذعانًا مع الوقت، وإلا اتركيه وفكري بواقعية وحكمة، وادعي الله بأن يرزقك خيرًا منه. وفقكِ الله وأسعد قلبك.
وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص khala. hanan@sayidaty. net
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة
يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.
أهله يرفضونني لأني سمراء!
- شباب وبنات
- سيدتي - نت
- 18 ديسمبر 2017