يقال في الأمثال: "لكل مجتهد نصيب". فبالاجتهاد والعمل والصبر، يتحقَّق النجاح، وعند النظر في تاريخ الشركات العالمية، وبداياتها قد نتفاجأ كثيراً، حيث إن عديداً منها لم يتوقَّع مؤسِّسوها وأقرب الناس إليهم بأن تنجح هذا النجاح الباهر، حتى إن بعضها غيَّر وجه العالم، وجعل حياتنا أكثر تطوراً.
إحدى هذه الشركات مثلاً، أطلقها صاحبها في مرآب للسيارات، وأخرى أُطلِقت في حجرة للدراسة، لكنها أصبحت فيما بعد من أهم الشركات العالمية. وهنا نلقي الضوء على بعض تلك الشركات التي بدأت صغيرة، لكنها سرعان ما أصبحت من أكبر شركات العالم:
فيس بوك:
انطلق موقع فيس بوك كنتاجٍ غير متوقَّع من موقع "فيس ماتش". كان الموقع في بداية الأمر يعتمد على نشر صورٍ لمجموعة من الأشخاص، ليختار رواد الموقع الشخص الأكثر جاذبية بينهم، فقد كان يتم وضع صورتين إلى جانب بعضهما، ويُطلَب من المستخدمين اختيار الشخص "الأكثر جاذبية". جرى ذلك كله في حجرة مارك زوكربيرغ بجامعة هارفارد، بعدها اتسع الموقع أكثر، وفتح أبوابه أمام جميع كليات مدينة بوسطن، وجامعة آيفي ليج، وشيئاً فشيئاً أصبح متاحاً لعديد من الجامعات في كندا والولايات المتحدة الأمريكية، واليوم تبلغ قيمة فيس بوك السوقية 190 مليار دولار.
جوجل:
لم يكن موقع جوجل يهدف إلى الربح في بداية الأمر، بل كان عبارة عن مشروع بحثي، بدأه لاري بيج، وسيرجي برن حينما كانا طالبين، ويقومان بتحضير رسالة دكتوراة، حيث قاما فرضياً بإنشاء محرك بحث، يقوم بتحليل العلاقات بين مواقع الشبكة ليوفر ترتيباً لنتائج البحث، وسرعان ما تطور الأمر على نحو جدي، حيث قاما بإنشاء شركة في مرآب سيارات بمنزل أحد أصدقائهما، واليوم تبلغ قيمة جوجل السوقية نحو 107 مليارات دولار.
كوكاكولا:
كانت البداية في 8 مايو 1886م، عندما قام الصيدلي جون ستيث بمبرتون بابتكار نوع من الدواء يقوي الأعصاب، ويخفف آلام الرأس، كما يساعد في عملية الهضم، وذلك بإضافة ثاني أكسيد الكربون إلى المياه مع مُحلِّياتٍ "سكر، أو أسبارتام"، ومادة "الكوك" المستخرجة من ورق الكوكايين، ونكهة "الكولا". في عام 1900 تم البدء في تسويق كوكاكولا لأول مرة خارج أمريكا بعد زيارة تشارلز كاندلر إلى بريطانيا، ثم وصلت كوكاكولا إلى كندا، وهونولولو، والمكسيك، وكوبا، وجامايكا، وألمانيا، وبورتوريكو، وفرنسا، واليوم تبلغ القيمة السوقية للشركة أكثر من 90 مليار دولار.
سامسونج:
كانت الشركة، التي تعتبر الآن من أهم علامات المنتجات الإلكترونية، في بداية ظهروها تقوم بتصنيع الأرز والسكر إلى أن قرَّر لي بيونغ شول، مؤسِّس الشركة أن يخترق سوق التقنيات، ويترك مجال الأرز والسكرـ فأصبحت سامسونج تصنِّع أجهزة التلفاز والغسالات والثلاجات، واليوم تعد أكبر منتِجٍ للهواتف النقالة في العالم، وتوظف سامسونج أكثر من 66.000 شخص في حوالي 50 دولة بالعالم، وتبلغ القيمة السوقية لها 182 مليار دولار.
أديداس:
بعد عودته من الحرب العالمية الأولى، قام الألماني أدولف داسلر بتصنيع أحذيته الرياضية بنفسه في مطبخه ببلدة هرزوجنيوراخ، ثم انضم إليه شقيقه رودولف، وأسَّسا معاً مصنع الأخوين داسلر لصناعة الأحذية، وشيئاً فشيئاً ازدهر العمل في المصنع، وفي عام 2008 بلغت إيرادات الشركة 10.799 مليار يورو بعد أن حققت 10.299 مليار يورو في عام 2007، أي نحو 15.6 مليار دولار.
لامبورغيني:
كانت الشركة في الأصل تقوم بتصنيع الجرارات بالاستفادة من الأجهزة العسكرية التي بقيت من الحرب العالمية الثانية، ومن ثم أصبحت واحدة من أكبر الشركات المصنِّعة للمعدات الزراعية في إيطاليا. كانت بداية التحول عندما كان رجل الأعمال فيريتشو لامبورغيني يمتلك سيارة من نوع فيراري حينها، وكانت كثيرة الأعطال، فذهب إلى صديقه أنزو فيراري، مالك شركة فيراري ذائعة الصيت آنذاك، وأخبره بأن سيارته كثيرة الأعطال، فردَّ عليه الأخير: "اصنع أفضل منها إن استطعت". وهو ما دفع فيريتشو إلى صناعة أول سيارات لامبورغيني، لتصبح الشركة فيما بعد من أكبر صانعي سيارات السباقات في العالم.
يشكِّل عامل المنافسة والتحدي والكسب المادي دافعاً قوياً لتطور الشركات وتحقيقها النجاحات، ما يساهم في تطور العالم يوماً بعد يوم.