مرحبا خالة حنان،
أنا شابة، عمري 19 سنة، أعيش في أوروبا، جامعية، وغير محجبة، تقدم لي شاب من معارف العائلة، ويريدني أن أضع الحجاب، موضوع الحجاب ممكن، ولكن أنا لم أقرر وضعه في الوقت الحالي، مع العلم أني أصوم وأصلي، وأعتبر نفسي إنسانة ذات تربية دينية.. لا ألبس القصير ولا المفتوح من الثياب، أو الملابس الضيقة.
من جهة أهلي، هناك ضغط وتحميل للمسؤولية بالموضوع... لذلك أنا لا أعرف أتعامل مع الموضوع. لكن بصراحة لا أحب أن يجبرني أحد على وضع الحجاب، ويجوز مع الأيام أن أضعه لحالي... لكن أشعر أيضًا أني لا أستطيع أن أعد أي أحد بشيء.
أنا جديًا بحاجة لمساعدتك، وبأسرع وقت؛ حتى أعرف كيف أتعامل مع الموضوع قبل موعد الزيارة. وشكرًا جزيلاً لجهودك.
(رجاء)
الحل والنصائح من خالة حنان:
1- الحقيقة يا ابنتي أني أتلقى رسائل عديدة من بناتي اللاتي يعشن في بلدان أوروبية، ويجدن أنفسهن أمام قضية الحجاب. ومع أني أكرر أن الحجاب في الغرب أصبح موضوعًا عاديًا ومقبولاً من مختلف الأوساط، ورغم الضجيج الإعلامي حوله؛ إلا أن الأمر ليس بتلك الصورة «المخيفة» أو «العنصرية» التي يتخيلها البعض، وهذه الملاحظة من فئات عديدة تعيش في الخارج، وتلتزم بحجابها، وتمارس حياتها العادية.
2- أحببت يا حبيبتي أن أنقل لكِ تلك الملاحظة؛ كي لا تخافي ولا تجزعي من أن الحجاب سيجعلك شخصية أخرى في عيون الآخرين، هذا إذا ما قررتِ ارتداءه، ولهذا أقدّر لكِ صراحتك، وأشجعك على مصارحة العريس بهواجسك؛ كي تصلي إلى قرار عاقل وحكيم من دون شعور بأي ضغوط من أحد.
3- الآن عليكِ أن تسألي نفسك: لماذا لا أريد وضع الحجاب؟ وأن تقابلي هذا السؤال بسؤال آخر: ماذا سيحدث لي إذا وضعت الحجاب؟
4- اكتبي على صفحة بيضاء السؤالين متقابلين، وأجيبي بنقاط محددة عن كل منهما، ثم قارني بين إجاباتك، وسوف تشعرين بأن المشكلة ليست بتلك الخطورة التي تفترضينها، خاصة أنكِ تعتبرين نفسك شبه ملتزمة، وتعرفين أيضًا أن الحجاب هو اللباس الشرعي للمرأة المسلمة؛ فرضه الله عليها، لكنه لم يجبرها على الهداية، كما لم يجبر أي أحد.
5- دوري يا حبيبتي أن أساعدك؛ لتكتشفي حقيقة مشاعرك من جهة، وتراجعي رؤيتك للحياة من جهة أخرى، ومع صغر سنك؛ إلا أن هذا الأمر سيساعدكِ أكثر من أن يشجعك أحد على الحجاب، أو يشجعك على التمسك برأيك، فالحجاب ليس مشكلة، لكن المشكلة في تهربنا أحيانًا من رؤيتنا لحياتنا؛ ماذا نريد منها؟ وماذا نريد أن نحقق؟
6- إذا كان هذا العريس خلوقًا وطيبًا وكريمًا، ويتحلى بمعظم صفات فتى الأحلام، فربما يكون ذلك إشارة لتشجيعك على الالتزام الكامل، لهذا أكرر أن عليكِ مواجهة نفسك، وفي الوقت نفسه مصارحة العريس بأنك تحتاجين وقتًا لاتخاذ القرار، فالصراحة والصدق مع النفس أفضل بكثير من التردد والتخبط. وفقكِ الله ورعاكِ.
وللنساء والزوجات اللاتي يبحثن عن رأي صادق وحلول لمشاكلهن «خالة حنان» عادت لتدعم كل النساء وتقدم لهن الحلول، راسلوها عبر إيميلها الخاص khala. hanan@sayidaty. net
حقوق نشر المشاكل وحلولها محفوظة
يمنع نشر أي مشكلة أو حل من دون إرفاقها بالعبارة الآتية:
(عن خالة حنان: مجلة سيدتي).. وأي نقل لا يلتزم بهذه الإشارة يقاضى قانونيًا.