مماراسات اجتماعية تسبب أضراراً كبيرة لعيني مولودك!

عين الطفل يجب الاهتمام بها منذ ولادته، لكن بعض الأمهات يقعن تحت تأثير عادات خاطئة موروثة؛ للحفاظ على عين الوليد؛ اعتقاداً منهن أنها تقيه من الميكروبات والأمراض، لكنها في الحقيقة تسبب له أضراراً خطيرة!

حول هذه العادات الخاطئة يقول د. إيهاب سعيد أستاذ طب العيون بجامعة القاهرة: بعد مرور أسبوع من الولادة، وخلال الاحتفالات المعروفة بـ «السبوع» تصر الجدة على تكحيل عينيه ظناً منها أن الكحل يزيد من كثافة وجمال حاجبيه وأهدابه معتقدة أن الكحل تماماً «كالخمسة والخميسة» التي تبعد الحسد عن المولود، ويغيب عن الجدة أنها مع الكحل تنقل إلى جفني الطفل بعض الجراثيم المسببة للرمد المخاطي الصديدي، خاصة وأن العين في الأيام الأولى تكون محرومة من سلاحها الدفاعي ضد الميكروبات، وهي الدموع التي لا يبدأ إفرازها إلا في الأسبوع الثاني من الولادة.

ويضيف: ومع مرض الحصبة تزداد العادات الخاطئة التي تختلف من منطقة إلى أخرى، وبعضها قد لا يضر مثل إجبار الطفل على ارتداء الجلباب الأحمر أو وضع ورقة حمراء على المصباح، وربما كان لمثل تلك العادات حكمة، لعدم قدرة مريض الحصبة على النظر في وهج النور، ولكن ما لا أجد له تفسيراً حقاً بل يكون ضاراً فعلاً، هو أن تمتنع أم الطفل المصاب بالحصبة عن غسل وجهه طوال مدة ظهور الطفح الجلدي، بل إن بعض الأمهات يرفضن وضع القطرة في عين الطفل؛ لاعتقادهن أن وصول الماء للعين في حالة الحصبة يسبب الخطورة للعين وللطفل، وليتهن يعلمن أن الخطر يكمن في عدم الغسل.

التقرّح ولبن الثدي
مع إصابة المولود بالرمد المخاطي الصديدي يزداد حرص الأم عليه، حيث تخشى على عينيه من الهواء والبرد فتقوم بربط عينيه ولف رأسه بكثير من اللفائف، وهي لا تعلم أن رباط العين يزيد من تجمع الإفرازات، ويساعد على تكاثر الجراثيم بالعين، ويهدد بكثير من المضاعفات.

وأذكر أن مولوداً أصيب بقرحة نتيجة للإهمال في علاجه من حالة رمد مخاطي صديدي، وقد شد انتباهي لهذه الحالة عدم استجابة القرحة للعلاج رغم تأكدي من أن الأم تقوم بتنفيذ العلاج على الوجه الأكمل، وزادت القرحة في عنادها، وبسؤال الوالدة اتضح لي أنها تعطي العلاج فعلاً بطريقة منتظمة، ولكنها أضافت له وصفة بسيطة أرشدتها لها جارتها التي نصحتها بأن تقطر في عين طفلها بعض قطرات من لبن ثديها عدة مرات يومياً اعتقاداً منها أن لبن الثدي يساعد على التئام القرحة، ويقلل من حدوث سحابة القرنية، ولم تكن تعلم أن اللبن يساعد الميكروبات على النمو والتزايد.

تحتفظ الأمهات بالقطرة الحمراء، وزيادة في الرعاية تزيد من وضع هذه القطرة عدة مرات لابنها ولمدة طويلة، وقد ينتج عن استخدامها لمدة طويلة صبغ الملتحمة باللون البني القاتم؛ الذي يصعب التخلص منه بعد ذلك.

قطرات الليمون
بعض الأمهات يضعن الليمون في أعين أطفالهن ظناً منهن أنه من المواد المطهرة للعين من الميكروبات؛ التي يتعرض لها الأطفال، والحقيقة أن الليمون يسبب تهيجاً للغشاء المخاطي بالملتحمة، وقد ينتج عنه التهاب للجفون كما يسبب تقرحات بالقرنية.