الهاتف الذكي أحد الابتكارات التي زوّدت البشرية بالنفع الكثير، إلا أنّ التعلق المفرّط به أصبح عادة شائعة لدى الكثيرين، حيث ذكرت دراسة أُجريت من قبل منظمة "كومون سينس" المتخصصة بوسائل الإعلام والتكنولوجيا ونشرتها صحيفة "CNN" الأمريكية أنّ 40% من المراهقين يعانون من إدمان الهواتف الذكية.
كما ذكرت دراسة أخرى صادمة، نُشرت نتائجها في موقع "دايلي انفوجرافيك" الإلكتروني أنّ 40% من الأشخاص حول العالم يتفقدون هواتفهم أثناء استخدامهم دورات المياه، و شخص واحد من بين عشرة أشخاص يستخدم هاتفه في دورات المياه!.
وتفاعل أحد روّاد الأعمال السعوديون والكاتب والمدون/ محمد جبلي مع الموضوع واقترح فكرة قد تُساعد الأفراد الذين يعانون من إدمان الهواتف الذكية، وذلك من خلال استبداله بسلوك بديل أكثر ايجابية وإن كان غريباً بعض الشئ، ألا وهو قراءة الكتب البسيطة أثناء استخدام دورات المياه!.
يخبرنا الجبلي عبر السطور التالية عن تجربته فيقول: "قمت بشراء مجموعة من الكتب التي تصلح لوضعها في دورة المياه "أعزكم الله"، والعجيب أنّه خلال مدة قصيرة أنهيت قراءة أربعة منها ومن ثمّ قمت بشراء المزيد، في البدايةً أخذتُ كتاباً واحداً فقط وأصبحت في كل مرة أدخل الحمام اقرأ صفحات قليلة حسب المدة التي أضطر لبقائها ثم أطوي جانب الصفحة التي وصلت إليها وأخرج، النتيجة وجدت نفسي أنهي الكتاب تلو الأخر، وكانت النتائج الإيجابية هي:
1. تقليل فترة المكوث في دورة المياه لأنك عندما تستخدم الهاتف تجد أنك لاشعورياً تتنقل بين البرامج والمواقع الاجتماعية المختلفة ولا تدري أين النهاية، فكل شيء يجذبك للأخر ولكن عندما تقرأ الكتاب أنت تعلم أنّه عند انتهاء الصفحة لن تجد إلا صفحة أخرى.
2. قراءة أشياء جديدة تزيد من خبراتك ومعلوماتك.
3. انتهاء الإدمان من استخدام الجوال في دورة المياه، فعندما تذهب لدورة مياه في مكان خارج منزلك لن تجد أنك مندفع لاستخدام الهاتف، وقد تشعر أنك تبحث عن كتاب!.
وعن مواصفات الكتاب لوضعه في دورة المياه يقول:
1- اختيار الكتب التي تأتي على هيئة مقالات أو مواضيع قصيرة بحيث تستطيع في كل مرة قراءة موضوع أو مقالة والخروج فوراً.
2- اختيار الكتب الغير دينية والتي لا يوجد فيها لفظ الجلالة، وغالباً الكتب المترجمة ستجدها مناسبة.
3- اختيار الكتب ذات الغلاف السميك حتى إنّ أٌصيبت بالماء بالخطأ لا تتأذى كثيراً.
4- استخدام بعض الأغلفة والمنتجات المساعدة لهذا النوع من القراءة.
إحصاءات
وبالرغم من أنّ الفكرة غريبة في مجتمعاتنا العربية، إلا أن ثقافة القراءة في دورات المياه، عادة تتمّ ممارستها في الدول الأوروبية منذ فترةٍ بعيدة، فوفقاً لصحيفة "هافنغتون بوست" أنّ 63% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم 34 فأقل، يقرأون الكتب والمجلات والصحف أثناء الحمّام، وذلك وفقاً لمسح استقصائي أٌجري في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 1987م تأسس "معهد القراءة في دورة المياه" في الولايات المتحدة الأمريكية.
واستطلعت "سيدتي نت" بعض الآراء الشبابية فكانت كالتالي:
غمدان محمد، رجل أعمال، 43عاماً، يرى أنّ محبي القراءة قد يقرأون في أي مكان و بلا قيود، فيقول: "أنا أحب قراءة الشعر والتاريخ، لذا لا أجد حرج من هذه الفكرة، فالقراءة هي الفارق الوحيد لبناء شخصية الفرد وإضافة أبعاد كثيرة لها وبدونها يكون الإنسان سطحي وأجوف".
مريم أفندي، رسامة تشكيلية، 28عاماً، تقول أنّها تقوم بإكمال قراءتها في دورة المياه خاصةً لو كانت في خضم حماس الأحداث ومتشوقة، إلا أنّها تقرأ الكترونياً.
جلال محمد، الموظف العام، 40 عاماً، يقول أنّه منذ الصغر هاوٍ للقراءة، ومن الظريف أنّه عندما يصعب عليه شي في حفظ واستذكار الدروس، يحفظه في دورة المياه واستمرت معه هذه العادة حتى الآن.
معوض العنزي، ضابط عسكري، يرى أنّ هذه الفكرة وُجدت بالعالم الغربي وذلك لأن الكتب المنشورة لديهم لاتحتوي على أذكار أو أمور دينية، كما يعتقد أن الغالبية في العالم العربي لا يقرأون في أوقات فراغهم فهل سيقرؤون في دورات المياه!، وذكر أن لهذا الفكرة أمر سلبي وطريف في آن، فربما يكون الشخص منسجماً مع القراءة و يطول بقائه في دورات المياه أيضاً!