تُظهر الأزياء مدى أناقة الإنسان، وشخصيته، ومستواه الاجتماعي والثقافي والمادي، وتختلف الأزياء من بلد لآخر، ويعد تصميمها أحد الفنون التطبيقية المتخصصة، وجزءاً من السلوك الإنساني، على أن فن تصميم الأزياء لا يختص فقط بالأحياء، بل إن للموتى نصيباً كبيراً منه أيضاً، لإظهار المتوفى في أبهى حلة، حتى إن بعض الدول مثل اليابان تقام فيها مسابقات أزياء سنوية لـ "تلبيس الأموات" بهدف إحياء التراث القديم، حيث إن القدماء كانوا أكثر اهتماماً بما سيوضع عليهم بعد موتهم. وفيما يلي نرصد لكم حقائق حول أزياء الأموات وبعض تلك النماذج:
فساتين الزفاف:
في القرن الـ 18 لم يكن سهلاً على كثير من الأسر الحصول على ملابس أنيقة للأموات، حيث كانت تكلفة الخياطة باهظة جداً، لذا كانت عديد من النساء يخبِّئن فساتين زفافهن لإلباسهن إياها بعد وفاتهن والظهور في أجمل وأبهى حلَّة، وكانت المرأة تقوم كل فترة بجعل ذاك الفستان يناسب الوزن الذي اكتسبته، لكي يكون ملائماً لها في حال وفاتها.
بدلة اليشم:
هي بدلة احتفالية مصنوعة من قطع اليشم لدفن أعضاء العائلة المالكة في سلالة هان الصينية. واليشم من الأحجار الكريمة، ويُتَّخذ للزينة، وجلب الحظ. في عام 1983 تم العثور على بدلة اليشم في قبر تشاو مو، الملك الثاني للجنوب، وتميَّزت بلونها الأحمر المطرز بالذهب، وتألَّفت من 1،203 قطع من اليشم، و2،580 غراماً من خيوط الذهب.
الشرائط الملفوفة:
المومياوات المصرية، كانت أجسادها الميتة تُلف بعشرات الأمتار من قماش الكتان لتُصنع منها ملابسها في حياتها الأخرى الأبدية، وكانت تُقرأ عليها التعاويذ مع ممارسة طقوس معينة قبل الدفن، كما كان يتم تزيينها بالحلي والذهب والمجوهرات الثمينة، لكي ترافقها إلى الحياة الأخرى، وتعيش حياة هانئة بعد الموت.
الكفن المطرز:
ذروة الأزياء المصرية القديمة في ذاك الوقت كان الكفن المطرَّز، وقد تم اكتشاف بعض تلك الأكفان، وتبيَّن أنها مصمَّمة على شكل خنفساء مع خياطة حبات صغيرة ملونة، تمثل الإلهين المصريين: أوزوريس، وأنوبيس، اللذين كانوا يعتقدون أنهما الأوصياء على جسد الشخص وروحه في الآخرة.
البدلات الرجالية:
أما في العصر الحديث، ومع ظهور البدلات، وتحولها إلى علامة مميزة للرجال، فقد تم اعتمادها لدفنهم أيضاً، لذا نجد أن كثيرين يحرصون على شراء بدلات ثمينة لترافقهم في مثواهم الأخير لفترة طويلة جداً، وهناك أنواع من البدلات مخصصة للموتى، ويمكن تعديلها على الجسم ثم ربطها معاً.
في الواقع كثيرون لا يهتمون اليوم بالملابس التي سيتم دفنهم فيها، عكس القدماء حيث كانوا حريصين جداً على ذلك، وهذا ما نلاحظه في عديد من المومياوات المكتشفة حديثاً.