قام الرّئيس الفرنسي مانويل ماكرون أثناء زيارته الرسميّة الأخيرة إلى تونس بجولة مع زوجته بريجيت في أسواق المدينة العتيقة لتونس العاصمة، برفقته بعض الشخصيّات التونسيّة والفرنسيّة.
مرّ الرّئيس راجلاً أمام المتاجر الكثيرة في سوق "العطّارين" مصافحاً هذا ومبتسماً لذاك، كما تحادث مع بعض الحرفييّن وصادف في طريقه مجموعة من الشبّان الجالسين في مقهى شعبي، بعضهم يترشّف كأس شاي والبعض الآخر يدخّن "الشّيشة"( النرجليّة).
توقّف الرئيس الفرنسي مبتسماً بجانبهم، وبادر بمصافحتهم واحداً واحداً، وتبادل مع بعضهم أطراف الحديث. سألهم عن أحوالهم وأجابوه بأنهم تلاميذ، وأنهم يعدّون أنفسهم لامتحان"البكالوريا" (الثانويّة العامّة)، وكانوا يتحادثون معه بكل أريحية وتلقائية.
ضجّة
هذه اللّقطة أثارت ضجّة في تونس، على مواقع التّواصل الاجتماعي، فهناك كثيرون من المعلّقين انتقدوا الشبان ولاموهم لوماً شديداً لأنّهم بقوا جالسين على كراسيهم، ولم يقفوا احتراماً لرئيس دولة ضيف، وهناك قلّة وجدوا لهم أعذاراً مختلفة.
وما لفت الانتباه أكثر هو مواصله شاب من بينهم الحديث مع الرّئيس وهو يدخن "الشيشة"، وأكثر من ذلك نفث في وجه الرّئيس دخان "الشّيشة" وهو يتحادث معه، وهذا ما رأى فيه الكثيرون من المعلّقين قلة ذوق وقلة احترام، وقد وجد البعض في تلك اللقطة فرصة لسخريّة مرّة كقول أحدهم: لم يبق للشاب إلا أن يطلب من الرئيس أن يأتيه كما يفعل النادل بقبس من نار لتزداد النرجلية ولوعاً!.
اعتذار
ولما انهال على الشاب سيل من اللّوم الشّديد والنقد وحتى التّجريح وانتشرت تعليقات على غرار: "هذا الشاب لايمثلني" وأصبحت صورته متداولة بين النّاس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بادر الشاب واسمه شاهين بن خليفة، بتقديم اعتذاراته على حسابه الشّخصي في الفيس بوك قائلاً إنّه ورفاقه كانوا يُدخنون "الشّيشة" لحظة عبور الرئيس بجانبهم، وأنّ هذا العبور كان بالنسبة له لحظة لا تنسى، مؤكّداً على أنّ رد فعله وتصرفه كان عفويّاً.
وقد حرص شاهين على تدوين اعتذاره على حساب الرّئيس الفرنسي نفسه في الفيس بوك، (والذّي نشر فيه الرئيس الفيديو) واعداً إياه ببداية ناجحة ومشرفة بعد اجتياز "البكالوريا"، كما شكره على الأمل الذي نقله له ولبقية زملائه أثناء تبادل الحديث معهم.