يعيشون حياة غير اعتيادية، كسروا فيها جميع القوانين، ودائماً أفكارهم وتعاملهم مع الأحداث، لا تشبه ما يفكر به أي شخص عادي، فبعضهم كان يقتل لغايات السرقة، وآخرون للانتقام وإشباع عقدة نفسية، وبعضهم الآخر –وهو الأخطر- قام بجرائمه لا لسبب معين سوى أنه يريد إشباع غريزة دموية داخله، وربما لهذه الأسباب كانت قصص السفاحين والقتلة، مادة دسمة وشيقة لصنّاع الأفلام؛ حتى ينقلوا حياتهم إلى شاشات السينما والتلفزيون، وإليكم في هذا التحقيق، أشهر السفاحين والقتلة الحقيقيين، الذين تحولت قصصهم إلى أعمال فنية شاهدها الجميع.
إيلين ورنوس.. سفاحة فلوريدا
في قصص المجرمين والسفاحين، يتبادر إلى ذهننا مباشرة صورة رجل مفتول العضلات وخارج عن القانون، أو رجل غريب الأطوار معقد نفسياً، إلا أن «إيلين ورنوس» كسرت هذه الصورة، فهي إحدى أشهر السفاحات في العالم، والتي كانت تعمل في البغاء قبل أن تتحول إلى مجرمة خطيرة؛ حيث قتلت في الفترة ما بين 1989 – 1990 سبعة رجال في ولاية فلوريدا الأمريكية، وتم تنفيذ حكم الإعدام بها في العام 2002 بواسطة حقنة قاتلة.
في العام 2003، تحولت قصة ورنوس إلى الفيلم السينمائي «مانستر»، وجسدت شخصيتها النجمة الأمريكية الفاتنة تشارليز ثيرون، التي عملت كثيراً على شكلها وشخصيتها، والنتيجة أن نالت ثيرون جائزتي الـ«أوسكار» والـ«غولدن غلوب» لأفضل ممثلة عن هذه الشخصية.
إدموند كيمبر.. سفاح منذ الطفولة
إدموند كيمبر، من الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، واشتهر في حقبة السبعينيات، سفاح بدأ حياته الإجرامية بعمر الـ15 عاماً، حينما أطلق النار على أحد جديه، ليتم إدخاله بعدها إلى مصح نفسي خرج منه بعمر الـ21 عاماً، ليبدأ مشواره في القتل؛ حيث ارتكب ستة جرائم جميع ضحاياه من النساء، قبل أن يقتل عشيقته وأخيراً أمه بطريقة بشعة، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد في العام 1973.
بالعام 2017 أنتجت قصته شركة «نيتفليكس»، بمسلسل «عقل الصياد Mind hunter»، وجسد دور إدموند كيمبر، النجم الأمريكي «كاميرون بريتون»، الذي صدم المشاهدين بمدى التشابه بينه وبين السفاح كيمبر، حيث نقل العمل أدق التفاصيل من حياة سفاح كاليفورينا، وردد بريتون نفس الكلام الذي تفوه به كيمبر أمام الصحافة عندما تم القبض عليه.
جيفري داهمر.. السفاح البشع
سفاح أمريكي آخر، لم يكتف جيفري داهمر بقتل ضحاياه الـ15، بل كان يفعل ما هو أسوأ وأبشع بكثير، فهو كان يجذب الشبان المثليين جنسياً، ثم يقوم بقتلهم خنقاً وتقطيع جثثهم، بالإضافة إلى سلخ جلودهم ولحومهم ويحتفظ بهياكلهم العظمية، وكان يأكل لحم ضحاياه بعد أن يفعل كل ذلك، وكانت جريمته الأولى في عمر الـ18 عاماً، قُبض عليه وحكم عليه بالسجن المؤبد، لكنه مات في العام 1994 في السجن، بعد أن قتله شريكه في الزنزانة.
في العام 2002، تم تحويل قصة داهمر إلى فيلم حمل اسمه «داهمر»، وجسد شخصيته الفنان الأمريكي جيرمي رينز؛ حيث يحكي الفيلم أبرز محطات حياة جيفري داهمر وجرائمه المروعة التي ارتكبها بين الأعوام 1978-1991، ويغير الفيلم أسماء الضحايا احتراماً لأسرهم.
تيد باندي.. السفاح الذكي
يعتبر تيد باندي، واحداً من أذكى السفاحين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ومن أكثرهم شراسة، فقد قتل أكثر من 30 فتاة، بعض جرائمه كانت جماعية؛ حيث كان يجذب تلك الفتيات إلى مكان تواجده، ثم يقوم باغتصابهن وتعذيبهم قبل أن يقتلهن بطرقه البشعة، تم القبض عليه في المرة الأولى في شهر آب/ أغسطس من العام 1975 صدفةً بعد الاشتباه به بالسرقة، لكنه هرب من السجن، وقتل 3 فتيات أخريات بعدها، وتم القبض عليه بعد أعوام مرة أخرى، وتم إعدامه بواسطة الكرسي الكهربائي في العام 1989.
في العام 1986، أنتجت شبكة «إن بي سي NBC» فيلماً يعرض قصة حياته بينما كان باندي لا يزال على قيد الحياة قبل إعدامه، وحمل الفيلم اسم «الغريب المتأني The Deliberate Stranger»؛ حيث جسد النجم مارك هارمون دور باندي في العمل، الذي كان مقتبساً عن كتاب للصحفي ريتشارد لارسن، وعندما شاهد بولي نيلسون محامي باندي الفيلم، صرح بأن كل شيء تم عرضه بالفيلم كان دقيقاً للغاية.
زودياك.. القاتل المجهول
من الممكن أن نعتبر أن جرائم «زودياك» هي الوحيدة الكاملة في العالم، حيث إن شخصية هذا السفاح الأمريكي الذي شغل الولايات المتحدة الأمريكية منذ الستينيات وحتى الآن لا تزال مجهولة، ولم يتم القبض عليه، فقد كان عبقرياً جداً ويلعب مع الشرطة الأمريكية لعبة الألغاز، التي كان مستعصياً على المحققين حلها رغم قتله 7 أشخاص بطريقة متسلسلة وادعائه برسائله أنه قتل 37 شخصاً آخرين.
حصل «زودياك» على اسمه من مجموعة الرسائل التي كان يرسلها إلى صحيفة «منطقة الخليج»، وهي صحيفة محلية في «سان فرانسيسكو«، وكان بينها 4 رسائل مشفرة لم يتم حلّ إلا واحدة منها، وعلى الرغم من أن الشرطة قد أغلقت القضية في العام 2004 لعدم وجود أي أدلة، إلا أنها أعادت فتحها في العام 2007، ولا يزال التحقيق فيها مستمراً.
في العام 2007 تم إنتاج فيلم يحكي قصة هذا السفاح الغامض والمجهول، وكان بطولة كل من «جيك جيلنهال، مارك روفالو، روبرت داوني جونيور، أيون سكاي، وديرموت مولروني»، واستند على رواية الجريمة الحقيقية التي كتبها روبرت غراي سميث الذي كتب سيناريو الفيلم أيضاً، وإخراج ديفيد فينشر.