من الطبيعي جداً عدم استخدام شعر الإنسان مجدداً فمكانه الدائم بعد قصِّه داخل سلة المهملات، على أن بعضهم ابتكر طرقاً فريدة للاستفادة من الشعر البشري، بعضها طرق عملية ولها فوائد كبيرة، لكنَّ أغلبها ذات أفكار سخيفة، وفي كلتا الحالتين تستحق أن نعرضها لكم لتتعرَّفوا عليها:
كرسي الشعر:
شعر الإنسان أقوى من الألياف الزجاجية، ووجد رجل يدعى رونالد طومسون وسيلة للاستفادة من هذه القوة بابتكار منتج فريد من نوعه، فقد استفاد طومسون من عمله مصمِّم قصَّات شعر، وحفظ كل الشعر الذي قام بقصِّه، ثم أعاد استخدامه في صناعة كرسي متين. وقد تم تصنيع نموذج الكرسي من كيلوجرامين من الشعر. وقال طومسون عنه: "إنه متعدد الاستخدامات، ومقاوم للماء، وغير موصل للكهرباء، وخال من التآكل، ومقاوم للحريق، وقادر على منافسة المنتجات الأخرى".
مجوهرات الشعر:
انتشرت في العصر الفيكتوري ظاهرة فريدة من نوعها، وهي صنع مجوهرات من شعر الأموات، خاصة الأقارب والأحباء، لتبقى ذكرى منهم، وتدل على الاتصال بهم، وهناك متحف يضم أكثر من 2000 قطعة من المجوهرات المصنوعة من شعر الإنسان، كل قطعة منها تحكي قصة ما، وغالباً ما يكون اسم، وتاريخ ميلاد، وتاريخ وفاة صاحب الشعر على القطعة.
صلصة الصويا:
بدأت شركة صينية الاستفادة من مساحيق مصنوعة من شعر الإنسان بصفتها عنصراً جديداً لصلصة الصويا. يرجع ذلك إلى غنى الشعر البشري بالبروتين، تماماً مثل فول الصويا، والقمح، والنخالة، فالمسحوق والسائل المصنوع من الشعر يحتويان على حمض أميني، يستخدم لصنع صلصة الصويا، وبالفعل تم شحن المكوِّنات إلى مصانع صلصة الصويا في جميع أنحاء البلاد.
سماد طبيعي:
تم استخدام الشعر البشري سماداً للأعشاب، وبالفعل تم مقارنة أسمدة الشعر بالأسمدة الكيماوية. وتنتج شركة اسمها سمارت تلك الأسمدة العضوية الخالية من المواد الكيماوية، ويُقبل عليها المزارعون لتجنب استخدام الأسمدة، أو مبيدات الأعشاب التي تحتوي على مواد كيميائية قاسية. أسَّس الشركة فيل مكروري، مصفف شعر سابق، حصل على الفكرة بعد طول تفكير في كيفية الاستفادة من الشعر المتراكم في صالونه.
البخور:
في الهند القديمة كان يتم استخدام الشعر في إنتاج البخور لإرضاء الشياطين والأرواح، بإحراق الشعر البشري بعد خلطه بالزنجبيل، والأوراق العطرية، أو اللثة العطرية للحصول على رائحة لطيفة، كما تم ابتكار نوع آخر من البخور عن طريق خلط الشعر مع بعضه لطرد الشياطين.
جدير بالذكر أن الشعر البشري استخدم طوال قرون في مكافحة الآفات في الولايات المتحدة والهند والصين، ومن الغريب أن بعضهم كان يستخدم الشعر لصنع الملابس، وهناك أفكار أخرى باستخدام الشعر في تنظيف الانسكابات النفطية حيث لوحظ أن فراء الحيوانات يمكن أن يحبس ويحمل النفط المسكوب، وعلى ما يبدو أننا سنشهد تطوراً كبيراً في الاستفادة من الشعر مستقبلاً.