الرجل السعودي "مدلل عيني مدلل"!

5 صور

أجرت إحدى الجامعات الأستراليَّة دراسة خاصة حول الرجل السعودي، ووضعه داخل أسرته، قبل الزواج أو بعده، واصفة أنَّ الرجل السعودي المتزوج أكثر رجال العالم دلالاً، فزوجته تخدمه تماماً كما لو كانت خادمته، حتى وإن كانت موظفة، فعند عودة كل منهما للمنزل فالزوجة تعمل داخل المنزل بينما يرتاح الزوج أو يشاهد التلفاز، وأضافت أنَّ المجتمع السعودي يحترم الذكور أكثر من الإناث، فـ99.5% من الذكور منذ ولادتهم يشعرون بأنَّهم أفضل من النساء، و98.5% من السيدات ممن لديها أخ أو زوج تشعر بأنَّ له مزايا لا تتوافر لديها رغم إباحتها شرعاً. 

«سيدتي نت» وبحسب الدراسة أجرت استطلاعاً مع عدد من الرجال السعوديين لمعرفة حقيقة وضعهم ومدى صدقيَّة الدراسة.

بين ثلاث نساء
بداية يرى نزيه مكوار، مذيع في راديو بانوراما إف إم، أنَّ الرجل وخلال حياته يتعايش مع ثلاث سيدات نساء، هنَّ الأم والأخت والزوجة، وقد يجتمعن جميعهنَّ في حياته، وطبع الأنثى الحنان والعطف، لذلك هو في دائرة الأمان، والمرأة هي مصدر الثقة والدلال في حياة الرجل، خاصة الأم مهما بلغ من العمر، والأخت التي تعدّه رجل البيت الثاني، وأحياناً الأول في غياب أو وفاة الأب، والزوجة لأنَّه أمانها ورجلها. لذلك من وجهة نظري فالرجل دائماً مدلل.

التنشئة ونظرة المجتمع
أما قصي مختار، فأوضح أنَّ الرجل السعودي كأي رجل، يتأثر بمجتمعه ومحيطه وتربيته، وحياته منذ الصغر هي أساس توجهاته وأفكاره التي تبنى على أساسها آليات اتخاذ القرارات في سن الرشد. ولا شك بأنَّ هناك فئات في مجتمعنا تولي للرجل مهام «لا منزليَّة» ـ إذا صح التعبير ـ منذ الصغر، فيربى على فهم أنَّ الأعمال داخل المنزل أنثويَّة أو غير رجوليَّة، رغم أنَّ ذلك الاعتقاد غير صحيح، ورغم ما قلته لكنني لا أعمم وأرى بأنَّ الكثير من الرجال في وسطي الاجتماعي ـ على الأقل ـ لا يمانع من المساعدة ويتولى مهام منزليَّة مع زوجته أو والدته أو أخته. لكن الإنسان رجلًا كان أو امرأة، إذا وجد من يقوم بتدليله بلا كلل أو امتعاض، ويقوم بأعماله بدلًا عنه، فلن يكره ذلك وسيحبذ الراحة على القيام بها، ووضعي الشخصي قبل وبعد الزواج لم يتغيَّر فلا أمانع من تلك الأعمال من حيث المبدأ وإن قصَّرت في القيام بها فهو بسبب إنهاكي بعد يوم طويل في العمل.

تعاون وليس دلالاً
لكن الدكتور علاء كبارة، أوضح أنَّ المسألة هي في الأساس عمليَّة تكميليَّة وليس القصد منها انتفاع أحدهما من الآخر، ونحن لا نستطيع أن نجزم بدلال الرجل السعودي الكامل، فعندما يستيقظ الرجل من النوم ويعتمد على غيره في ترتيب فراشه أو عندما يطلب من والدته أو أخته أو زوجته شراء الملابس له لا يعني بالتمام أنَّه مدلل، فربما هي أفضل منه في هذا الشأن، لذلك لا نستطيع أن نعمم ونقول إنَّ الرجل السعودي مدلل، بدليل أنَّ من درسوا في الخارج كان عليهم أن يقوموا بكل أعمالهم بمفردهم وتجدهم بعد الزواج يستمتعون بمساعدة أهلهم في أعمال المنزل التي من الممكن أن تكون في رأي الكثير من المدللين ليست من واجباتهم. فهو ليس دلالاً، لكن من وجهة نظري هو نوع من التكافل والتعاون الذي تعود عليه الإنسان وكان محبباً إليه.

ثقافة ذكوريَّة
في حين أوضح الكاتب محمد قربان قائلاً: للأسف ثقافتنا ذكوريَّة، تعززها التقاليد والموروثات الشعبيَّة أكثر من الدين، فالذكر السعودي لا يفكر في مساعدة شقيقاته ووالدته في الأمور المنزليَّة، ولا في الأمور التي تحتاج رجلاً كاحتياجات المنزل والمشاوير الضروريَّة، مخالفين بذلك هدي النبي، صلى الله عليه وسلم، في مساعدة أهل منزله في كل شيء، وهذه التنشئة والتقديس الخفي لذكورة الرجل تستمر حتى عندما ينتقل لبيته المستقل ظناً منه أنَّ شريكة عمره الحالية هي امتداد لدلاله السلطوي في منزل والده سابقاً.

نعم نحن رجال مدللون
وأشار أشرف الجابري قائلاً: عندما تستيقظ من النوم وتجد ملابسك جاهزة ومكوية، وفطورك جاهزاً، وحين ترجع من الدوام وتجد سفرة الغداء جاهزة والبيت نظيفاً، فبالتأكيد نحن رجال مدللون، ونادراً ما تجد رجلاً سعودياً يتنازل ويساعد في التنظيف أو الغسيل، وإن كان بعضهم يلبي احتياجات البيت، وأحياناً يساعد في الطبخ، لكن الغالب أن الأم أو الأخت أو الزوجة هي من تقوم بمعظم وظائف المنزل.

الاتكاليَّة لا تعني الدلال
أما الدكتور هيثم البار فأوضح أنَّ الرجل قبل الزواج، قد يساعد في كل شيء من تنظيف وطبخ وتوصيل وغيرها، لكن بعد الزواج يحدث العكس، وهنالك من يترفع عن كل هذه الأشياء مع أمه وأخواته وبعد الزواج ينخرط فيها مع زوجته. وبالنسبة لي أساعد في التنظيف والغسيل، وأطبخ بعض الأكلات، لكن الزوجة تظل هي ملكة البيت، رغم أنَّ الزواج هو شراكة، ولا شراكة من دون مساعدة، والمساعدة والتفهم بمثابة رسائل حب كبيرة بين الزوجين، وبرأيي أنَّ أي رجل إذا كان في بيت يسوده الحبُّ، سواء قبل أو بعد الزواج، فهو مدلل والعكس صحيح، فلا علاقة للدلال بعدم المساعدة، بل هذا قد يعدّ نقيصة أو عقوقاً في حق الأم.

دلال أمي وضعني في مأزق
لؤي أحمد شاب في مقتبل العمر، قال: منذ الصغر وجميع طلباتي مجابة من قبل أمي، إذ لا تقبل مني أداء أي شيء في المنزل بصفتي رجل البيت الثاني، لدرجة أنَّها تأمر أخواتي البنات اللاتي يكبرنني في السن بخدمتي وإجابة مطالبي حتى وإن كان إحضار كأس من الماء، الأمر الذي واجهت بسببه صعوبات كبيرة، خاصة بعد ابتعاثي خارج المملكة، فدلال أمي وضعني في مأزق.