يشهد المهرجان الوطني للتراث والثقافة قصص كفـاح طويل، توثق كيفية المحافظة على الحرف اليدوية، خاصة المأكولات الشعبية، ليتعرَّف زوار الجنادرية من الكبار والصغار على هذا الموروث الشعبي العريق.
وفي جناح منطقة القصيم، تحظى السيدة "أم عبدالله" بإعجاب الزوار، خاصة المهتمين بالأكلات الشعبية، لإتقانها صناعة "الكليجا"، الأكلة الشعبية المشهورة في المنطقة، حتى أصبحت من أهم صانعيها، ولها بصمتها الخاصة في ذلك. وتعد أم عبدالله أقدم سيدة تقدم الكليجا في المنطقة، ويتوافد على ركنها الزوار بالآلاف لشراء ما تبدعه أناملها.
وأثناء جولتنا في جناح منطقة القصيم جذبنا ما تقدمه السيدة أم عبدالله، فسألناها عن كيفية صناعة الكليجا، فقالت لنا: في البداية أود أن أشكر إمارة منطقة القصيم لما تقدمه لنا من دعم، وأنا أشارك في الجنادرية منذ 32 عاماً، وأقوم بتقديم الكليجا التي أجهزها في المنزل بنفسي، بحسب طلب الزبائن، فهناك مَن يطلب الكليجا بالدبـس، أو بالقرفة والهيل، ويحرص الزوار على تذوقها قبل شرائها، وتتميز بأنها خفيفة جداً على المعدة، وأغلب مَن يطلبها تستهويه خلطة زيت الزيتون، وبعد تناولها يعود مرة أخرى ليطلبها من جديد، وهذا بفضل الله، ثم بفضل الدعم الذي أحظى به.
وأضافت: تقدَّم الكليجا في المناسبات، خاصة الزواجات، حيث يحرص أهل العروس على تقديمها لأهل العريس حال وصولهم إلى قاعة العرس، وفي عرف متوارث يهدي أهل العروس الكليجا لأهل العريس أيضاً في "صبيحة ليلة الزفاف"، كذلك تقدَّم وجبة أساسية مع الإفطار، خاصة في فصل الشتاء.
وتابعت أم عبدالله: أحضر معي يومياً 500 قطعة من الكليجا، وتنتهي على الفور، وهذه المهنة أخذتها من أجدادي، وتمكَّنت من تسويق ما أنتجه في بلدان كثيرة، أبرزها أمريكا، حيث يقبل عليها الطلاب السعوديون المبتعثون خاصةً. وأوضحت لنا أنها تشارك في المهرجانات التي تقام في مدن مختلفة مثل الجبيل، والطـائف، وبيشة، وتبوك.
وحول ما يميز الجنادرية عن غيرها، قالت: إن الجنادرية تعد استثنائية كونها تسهم في الحفاظ على تراثنا العريق، وتتميز بتوافد آلاف الزوار عليها من المواطنين والمقيمين والسياح، الذين يسأل كثير منهم عن كيفية إعداد الكليجا.
وتشهد الساحة الخارجية عروضاً مباشرة لأكثر من 50 حرفة يدوية، بالإضافة إلى محلات لبيع الكليجا والتمور، كما يستمتع الزائر بالفنون الشعبية إلى جانب الفقرات والمسابقات التي تقدم للأطفال.