هل ترغمك أمك على أن تصادقي ابنة صديقتها التي هي في سنك.. أم تترك لك حرية اختيار الصديقات؟ خاصة وأن بعض الأمهات يعتبرن أنه من أصول اللياقة واحترام الأم أن تصادق الابنة ابنة صديقة أمها.
ولكن للفتيات آراء أخرى، معاكسة في بعض الأحيان، وموافقة في أحيان أخرى، فـ "شيماء" طالبة في السادسة عشر من عمرها، كتبت تقول: بعد زواج أبي بأخرى أصبحت أمي تعيش في فراغ، وقررت أن تملأ حياتها بصديقاتها القديمات أيام الدراسة، خاصة أن أبي لم يعد يأتي للبيت، وأصبح لديها الفرصة لاستقبالهن على مدار الساعة، راقني الأمر الذي خفف من نفسية أمي المتوترة، ولكن ما لم يرق لي إصرارها على أن أصادق بنات صديقاتها اللواتي هن في مثل سني، فقد أرغمتني من البداية أن أجلس معهن في غرفتي الخاصة، وأن أتبادل مع كل واحدة على حدة رقم موبايلي، وعنوان بريدي الإلكتروني وعنواني على صفحتي الشخصية على الفيس بوك.
بنات صديقات أمي لم يرقن لي، بعكس صديقاتي اللواتي اخترتهن عن طريق المدرسة والجيرة، واللواتي أجد فيهن خير الصديقات، وبيننا أشياء مشتركة، وأسرار كثيرة، ولكن هؤلاء البنات لا شيء يربطني بهن سوى أمهاتنا.
غضبت أمي حين واجهتها، وحاولت مراراً أن أصادق واحدة من هؤلاء البنات اللواتي فرضن علي، ولكني لم أستطع، وأمام غضب أمي تعبت نفسيتي، وأصبحت منطوية على نفسي، وابتعدت حتى عن صديقاتي الأصليات.
إلى هنا تنتهي رسالة وشكوى شيماء، التي حملناها للأستاذ محمد شعلان، الأخصائي النفسي، والذي قال إن أكبر خطأ يرتكبه الآباء هو التدخل في اختيار الأصدقاء لأبنائهم، أو محاولتهم أن يكون أبناء أصدقائهم وصديقاتهم أو زملائهم وزميلاتهم، هم أصدقاء لأولادهم، بدافع حبهم لأصدقائهم وزملائهم، أو مراعاة لمصالح شخصية بين هذه الأطراف التي لا دخل للمراهق أو المراهقة الصغيرة فيها، وهنا تكون الكارثة، مثل من يقدم السم بدلاً من الدواء، فليس دائماً يكون للصديق الجيد ابن بنفس المواصفات، وكذلك الابنة، على الأب والأم أن يراقبا ولا يختارا الأصدقاء والصديقات، ولأن ما نراه مناسباً لا يراه أبناء هذا الجيل كذلك.
مأ رأيك أنت لو واجهت هذه المشكلة؟
أرسلي برأيك وتعليقك إلينا..