يقال إنّ هنالك قدرات يمتلكها الرجل وتفتقدها المرأة، أو إنها لا تتقنها مثله؛ كحفظ السر، أو إجادة فنون الصمت، أو حفظ الطريق إلى المنزل، إلا إنّ النساء يدافعن عن أنفسهن، ويثبتن أنهن يمتلكن قدرات قد يعجز الرجل عن إتقانها مثل: الصبر، وسرعة البديهة، «سيدتي نت» أخذت آراء رجال ونساء حول الموضوع، فكان منهم من أيّد ذلك، ومنهم من عارض.
في السعودية: حسب البيئة
الوضع مختلف، فالمرأة لا تقود السيارة، ومن يجلس إلى جانب السائق أو في المقعد الخلفي يتوه في عالم آخر، تتابع: «ذهبت مع شقيقتي إلى مكتبة تبعد شارعاً واحداً عن بيتنا، وعند العودة تهنا، ولم نتصل على أشقائي خشية أن يضحكوا علينا، ومررنا من المسجد الذي كنا نقصده دائماً لأداء صلاة التراويح، ولكن أيضاً فشلنا، وعندما تأخرنا اتصل شقيقي فأخبرته سمعت ضحكات كل من في المنزل من خلال الهاتف، وقال: «لا تتحركا سنأتي لاصطحابكما»، وما هي إلا دقائق وحضروا مشياً على الأقدام، وقالوا:«هذا مسجد الحي الذي يقع خلف المنزل مباشرة؟»
وتعترف الإعلامية سميرة مدني بقدرات الرجل، ولكنّ هنالك أموراً تتقنها هي ويفشل بها هو، مثلاً النساء يستطعن أن ينجزن أكثر من عمل في آن واحد، بينما الرجل لو أتى من عمله وطلبت منه زوجته الذهاب إلى مكان يتذمر، ويقول: «أنا متعب». عكس المرأة التي تلبي طلبات أسرتها بعد عودتها من العمل.
في الإمارات: أزاحوا «الحرمة»
المتعارف عليه أن قدرات الرجل أقوى، بسبب تركيبته الجسمانية، التي تنشط ذاكرته فهو يحفظ الأرقام والأماكن تاركاً لها الموضة والديكور؛ لذلك يفتخر محمد زيدان محاسب، بقدراته على حفظ الأشياء، فالمرأة كما يدّعي تنسى المواعيد، يستدرك: «تاهت مني زوجتي في أحد الأسواق فاضطررت لإبلاغ الشرطة، وعثروا عليها بعد 3 ساعات، والسبب عقلها أو ربما الجينات الوراثية؛ لذلك لا تستطيع المرأة الاستغناء عن الرجل».
أصيبت عائشة محمد خميس، ربة منزل، بعصبية من كلام زيدان، فعقل المرأة برأيها يفوق عقل الرجل بدرجات، تتابع: «الرجل طوال اليوم خارج بيته بينما هي تعمل وترى حال العيال بدون الرجل، من هذا الذي يدّعي أنها تضل الطريق، كله كلام «خرطي»، فالرجل لا يعرف إلا شلته، وفوقها هي التي تصرف عليه».
وروت لنا عائشة قصة عندما كانت بإجازة في تركيا، وطلعوا إلى أحد الأماكن الأثرية، وحين العودة إلى البيت طلع زوجها في «باص» ثانٍ، ونزل في مكان آخر، وهناك أدرك أنه ضائع»!
في الكويت: نساء متابعات لتفاصيل الموضة
تجمع النساء أنهن رومانسيات، ويهتممن بمشاعر الآخرين؛ ما يسيطر على تفكيرهن برأي د.أفراح ملا علي، ولهذا تجد الكثير منهن شاردات الذهن، ويستغرقن وقتاً طويلاً في التفكير بأمور هامشية وأخرى مهمة، وبالتالي ينعكس على إضاعتهن للطريق في المشاوير الاعتيادية. واعترفت قائلة: «بكل صراحة أنا لا أجيد الذهاب وحدي بسيارتي إلى عملي ومنزلي، وأما الأماكن الأخرى فلابد أن أستعين بصديق مثل أمي أو شقيقاتي؛ والأطرف من ذلك عندما أتصل على أسرتي لإنقاذي أجدهم يضحكون، ويستغربون من ورطتي»!
ولا تشك المحامية حوراء الحبيب أن غالبية الفتيات يأخذن فترة طويلة أثناء بداية قيادتهن لمركباتهن وكشفت أنها في بداية قيادتها مركبتها كانت تسير ببطء شديد؛ ما يسبب إزعاجاً للآخرين من قائدي المركبات الأخرى وعلّقت: «أضعت أكثر من مرة الطريق أثناء عودتي لمنزلي أو اتجاهي لأي مكان آخر رغم ذهابي مع أسرتي لتلك الأماكن مرات عدة».
«بالفعل هذا صحيح، لا تسأل امرأة عن طريق، ولا تذهب معها إلى السوق» جملة بدأ بها فالح الشامري –رب أسرة- كلامه مستغرباً من النساء اللاتي يحفظن التفاصيل الأخيرة لأزياء صديقاتهن في المناسبات الاجتماعية، أو الأحاديث النسائية ويجهلن في الوقت ذاته الوصول إلى المجمعات التجارية والأسواق
في مصر: نساء يعترفن بالضياع والخوف
الجنس الخشن قوي، ويعرف جغرافيا الأماكن وتقديرات المسافات والأحجام، بينما تعجز المرأة في ذلك، وهو رأي يؤيده هيثم البنداري، دكتور صيدلاني، لكنه لا يربطه بالذكاء يتابع: «اتفقت مع زوجتي على أن تنتظرني في مكان قريب من منزل أحد أقاربي، ووصفت لها هذا المكان وانتظرتها، وعندما هاتفتها وجدتها تنتظر في مكان آخر بعيد جداً عن المكان المحدد، وذهبت إليها بعد أن وصفت لي مكانها، وعدنا إلى بيتنا دون أن نزور أحداً بعد مشقة بالغة».
زوجته أماني عوض، مدرسة، لا تنكر أن تحديد الأماكن صعب عليها، فهي لا تغير طريق العودة إلى بيتها.
فيما يجد أحمد أسامة، موظف بشركة اتصالات، أن هذا افتراء مبالغ فيه؛ لأنه لا يستطيع معرفة جغرافيا الأماكن إلا إذا زارها أكثر من مرة، يعلّق: «عادة أسأل المارة؛ حتى أستطيع الوصول».
وتعترف إيمان حسام، موظفة بشركة كمبيوتر، بأن جغرافيا الأماكن لا تدخل في تركيزها؛ لخوفها من أي مفاجآت تطرأ على السير في الطرق مثل قطاع الطرق أو اللصوص أو غير ذلك.
في لبنان.. لا تسكتن على اتهاماتهم!
يعذر الخبراء المرأة اللبنانية إن تاهت أو لم تتمكن من تحديد الأحجام والمسافات لكثرة الضغوط عليها، لكن ماهر يوسف، موظف بنك، يعتبر النساء بشكل عام أقل ذكاءً، ولا يركزن سوى على التفاصيل الصغيرة في حياتهن كالماكياج والموضة والشعر... يتابع: «لا يهمني إذا عرفت رأيي خطيبتي، وكم من مرة عرّفتها على طريق عودتها من الجامعة إلى المنزل، ولكن في كل مرة تدخل في زواريب مختلفة وتضيع».
كغيرها تستغرب نبال رحّال، ربة منزل، اتهامات الرجل للمرأة منذ بداية الكون، فهي غير قادرة على التركيز وحفظ الأرقام والمسافات والشوارع والطرقات... تستدرك: «أستغرب لسكوت بعض السيدات من اتهام أزواجهن لهن بعدم التركيز».
يتساويان
هنالك أمور حسب إثباتات الدراسات، يبدع بها الرجل أكثر من المرأة، برأي الاختصاصية النفسية سلوى العوين من عيادات سلوى للاستشارات النفسية، تتابع سلوى: «مقاييس الإحصائيات تختلف باختلاف البيئة، فتضطر المرأة لحفظ سر؛ لأنّ الإفصاح سيؤذي أسرتها، وكذلك الرجل قد يمتلك صبراً لا تقوى عليه المرأة».
فيما كشف الدكتور عماد مأمون حمزة، استشاري مخ وأعصاب، من القاهرة، حسب الدراسات التشريحية أن عدد الخلايا في عقل الرجل يزيد عمّا في عقل المرأة بحوالي 4 %، في حين تزداد شبكات الاتصال في عقلها، يتابع الدكتور عماد: «هذا لأن النساء أكثر تأثراً بالتجارب من الرجال وأكثر احتفاظاً بها، فالمناطق المتعلقة باللغة هي عند المرأة أكبر من الرجل بنحو 13 % استقبالاً و23 % إرسالاً، في حين أن المناطق المتعلقة بالقياس والأبعاد والتجسيم هي عند الرجل أكثر، وبهذا نجد في الحياة العملية أن المرأة تميل لشرح المشاكل في حين يميل الرجل للصمت».
أجرت «سيدتي» استبياناً على 500 عينة عشوائية في البلدان العربية المشاركة، سألتهم عن أهم الأمور التي لا تعلق بذهن المرأة، وبعد الجمع بينها كانت النتائج كالآتي:
39 % تحديد الطرقات والاتجاهات.
25 % المساحات والأحجام، والأرقام
22 % كمية النقود التي في محفظتها.
14 % أعياد الميلاد ومناسبات الأصدقاء