صار بإمكانك طلاء أظافرك بألوان تحبينها، وأن تتوضئي وتصلي في الوقت نفسه، الاختراع ليس تقليعة أو مزاحاً، بل طلاء هللت له النساء العربيات المسلمات؛ لأنه على حد تعبيرهن، سيحافظ على أنوثتهن، «سيدتي نت» تحقق في أمر هذا الطلاء، وتسأل رجال الدين عن شرعيته.
المنتج الذي أطلقته شركة «إنغلوت»، أثلج قلوب الكثير من المسلمات، فهو يسمح للهواء والرطوبة بالوصول إلى الظفر، ومخترعه عالم مسلم من أميركا، أكد تماماً أنه يتوافق مع الشريعة الإسلامية. وما إن سمعت به النساء اللاتي حرمن من طلاء الأظافر، حتى ابتعنه بألوانه الخمسة، وخلدن إلى النوم وهنّ مطمئنات على أنوثتهن، كما قالت بعضهن.
ومنهن فاطمة، موظفة، كانت تصاب باكتئاب؛ لأن فرصتها في طلاء أظافرها عدة أيام وبعذر شرعي، كما تقول، فهي تحب أن ترى يديها جميلتين؛ حتى تشعر بأنوثتها، وتعتبر إزالته المستمرة معاناة، تتابع فرحة: «معاناتي ولت بلا رجعة، فأنا مقتنعة أن الطلاء سيسمح للهواء والماء بالمرور وصولاً إلى الأظافر».
كل الألوان
عائشة علي، مندوبة في شركة للعقارات، سمعت عن المنتج، وتسعى حالياً للحصول على كل الألوان التي تتناسب مع لون بشرتها، فهي برأيها فرصة لمجاراة الموضة، والقدرة على الصلاة في ذات الوقت، تتابع: «استخدام المانيكور فقط خلال الدورة الشهرية، وأحب منظر يدي فيها؛ لذلك أعتبر نفسي قد وجدت الحل السحري».
الطلاء آخر اختراع لمتعهده WojciechInglot الذي توفي قبل أن يفرح بانتشاره عن عمر يناهز الـ57 عاماً، بعد أن أصيب بنزيف داخلي، كما قيل، وقد استخدم فيه بوليمر شبيهاً بالجيل الجديد من العدسات اللاصقة! لكن فرحانة علي، طالبة جامعية، تجزم أن إنغلوت ليس سوى طريقة جديدة للتحايل على الدين، حتى وإن أجازه بعض الفقهاء.
سأخبر صديقاتي
قد تقوم بعض النساء المسلمات بوضع طلاء الأظافر بعد أداء آخر فرض صلاة قبل الخروج، ونزعه عند العودة لأداء صلاة الفجر. بينما لا تكلف أخريات أنفسهن عناء المشقة لوضع طلاء لا يدوم طويلاً، لذلك ترى سحر علي جمعة، طالبة جامعية، أنه اختراع رائع جداً، وبمجرد سؤالها عن رأيها؛ ذهبت لتبحث عن المنتج، وعلّقت ضاحكة: «سأخبر صديقاتي عنه أيضاً».
حسب أقوال الشركة، إن التركيبة الجديدة معقدة ومكلفة، والربح العائد من O2M ليس بكبير، ومع ذلك ستسعى شيرين مقبل المسلمي، موظفة في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية لاقتنائه، وعلّقت: «لم أتوقع يوماً طلاء أظافر يحمل وصف «إسلامي»! فيما أسفت نجلاء الطوخي، ربة منزل، لأن الدين بات مستغلاً في العلامات التجارية المسجلة بامتياز، وتابعت: «وصفه بكلمة (شرعي)، قد يدفع فئة لاستخدامه، وهو نفس المنطق بالنسبة للمايوهات الإسلامية"
صحي
بدأت الشركة بتطوير تركيبة طلاء الأظافر القابل للتنفس قبل 4 سنوات، ضاربة على وتر أنه صحي أيضاً، فقد كانت رغبة المخترع إنغلوت Inglot قبل موته إنتاج نسخة أكثر صحة من طلاء الأظافر التقليدي؛ الذي يحبس الهواء والترطيب عن الأظافر، يعني هو مثل اللبن الخالي الدسم، وهذه الفكرة بالضبط أثرت على سهاد جمعة، موظفة في وكالة للسفريات والنقل، وعندما بحثت عنه، كانت قد اقتنعت به مسبقاً من صديقاتها، وعلّقت «اشتريته ليس لأنه يحمل اسم (إسلامي)، ولكن لمزاياه، والتي بسببها يمكن أن أستغني عن شراء مادة الأسيتون، كما أنه منتج صحي»!
فيما تعيب منور داوود، ربة منزل، على المرأة المسلمة خاصة؛ التي تلتزم بتعاليم الدين بشكل كامل؛ أن تضع طلاء الأظافر هذا وتصلي.
تدليس
الشباب رغم حبهم للتزين، لكنهم رفضوه على حساب الدين، فإياد الغزاوي، موظف في قسم الصيانة العامة بالشركة العربية للسيارات، اعتبر ما يشاع عن استخدام هذا النوع من الطلاء تدليساً وخداعاً للمرأة المسلمة، ومزيداً من التضليل لإبعادها عن الدين.
أما أحمد يحيى خليل، مدير شركة الجيزاوي للشحن البري فيرى أنه اختراع يبيح للمسلمة أن تواكب الموضة دون أن تغضب وجه الله، ويتابع: «لا أرى أن المسألة فيها تشويه أو إساءة؛ فالدين صالح لكل زمان ومكان، وفيه من المرونة ما يجعله قادراً على تقبل كل التغيرات والتطورات».
أخذ ورد
رغم أن القرآن لم يتكلم عن موضوع طلاء الأظافر، إلا أن بعض علماء المسلمين؛ أكدوا ضرورة ملامسة الماء للظفر، لذلك لم يُجزه الكثير من الفقهاء، على اعتبار أنه يشكل حاجزاً يمنع وصول المياه إلى الأظافر أثناء الوضوء، والمانيكور بحسب دار الإفتاء في دبي؛ لا يجوز للمرأة أن تستعمله إذا كانت تصلي؛ لأنه يمنع من وصول الماء في الطهارة؛ لأن الله عز وجل يقول : -«فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ»- (المائدة: من الآية6).
وبرأي إمام مسجد نور الإسلام في الشارقة، الشيخ علي بركات، أن شروط صحة الوضوء المتفق عليها عند جمهور الفقهاء؛ إزالة ما يمنع وصول الماء إلى العضو، يتابع: «إذا توافرت في هذا المنتج شروط تتيح وصول الماء إلى الأظافر؛ فلا ضرر من استخدامه».
فيما اعتبرت فاطمة الحمراني، موجهة لمادة الشريعة الإسلامية، أن المنتج ينبغي تحريمه؛ لأنه يحض المرأة على المجاهرة في التبرج.
تبرج
التبرج بأشكاله لا يحتاج إلى فتوى تجيزه، رأي بدأ به الداعية الشيخ أحمد الكبيسي كلامه، واستدرك: «سواء أكان يسمح بمرور الماء أم لا، (حرام)، وهذه اختراعات يتم التحايل فيها باسم الدين، وينبغي أن نكون أوعى من ذلك، وأكثر حرصاً على تطبيق الشريعة والسنة النبوية الشريفة، وأعتقد أن عدم الانجراف وراءها يحصن، ويحمي المرأة المسلمة».
بيّن الدكتور الكبيسي، أنه لا يصح أن يخلط موضوع العورة بموضوع التبرج؛ فقد تلبس المرأة ثوباً كاملاً وفق ماوصف القرآن، ولكنه يكون مظهراً للمحاسن، إما بتفصيله، وإما بوضع دبابيس من الجواهر واللآلئ فوق صدرها عليه، فتكون متبرجة، وقد تلبس خماراً على رأسها وتلويه على عنقها، ولكنه يكون خماراً رقيقاً يظهر منه الشعر ولون بشرة العنق، فتكون حينئذ غير ساترة العورة.
طلاء أظافر شرعي يغري المسلمات!
- عناية بالبشرة
- سيدتي - مريمة خالد
- 16 أبريل 2013