"انقذوا أبي".. هذه هي صرخة الشابّة التّونسيّة مريم عبر حملة أطلقتها في فرنسا لجمع التبرّعات لوالدها المحتاج لإجراء عمليّة جراحيّة مكلفة هناك.
والدها واسمه فوزي بن صالح وعمره 62 عاماً هو ميكانيكي أصيب في تونس بمرض منذ مارس 2017 وشخّص الأطبّاء مرضه بأنّه سرطان الدّم، وخضع لحصص علاج كثيرة ولكن حالته لم تتحسّن وقد تابع العلاج في تونس ولكن المرض هاجمه من جديد وساءت حالته، وتبيّن أنّه مصاب بمرض عضال آخر، وأصبح من الضروري زرع نخاع العظم له، وقد قبلت شقيقته ليلى التبرّع له بهذا النخاع بعد أن أثبتت الفحوصات والتّحاليل التّطابق بينهما.
سافر فوزي في شهر فبراير الماضي عند شقيقه المقيم في فرنسا، لأن عملية زرع النخاع العظمي غير ممكنة في تونس لمن يفوق عمرهم الخمسين.
لكن عمليّة زرع نخاع العظم مكلفة جداً، وتقدّر بنحو 400 ألف يورو، وفوزي لا يتمتّع بأيّ تغطيّة اجتماعيّة في فرنسا، ولذلك بادرت ابنته وهي طالبة جامعيّة بالقيام بحملة عبر مواقع التّواصل الاجتماعي في فرنسا لجمع التّبرّعات ، وفق ما ذكرته جريدة" الباريزيان" اليوميّة الفرنسيّة.
وقد نشرت مريم نداء استغاثة فوالدها يمرّ بفترة صحيّة حرجة ولا بدّ من إجراء هذه العمليّة الدّقيقة له في أسرع وقت قبل فوات الأوان.
ردود الفعل متباينة
وقد أثارت هذه الحملة ردود فعل متباينة وجدلاً في مواقع التّواصل الاجتماعي، فبقدر تعاطف التونسييّن والعرب المهاجرين مع هذه الفتاة بقدر تحفّظ بعض الفرنسيّين، الذّين عبّروا في مواقع التّواصل الاجتماعي عن تذمّرهم وقد كتب أحدهم يقول: "إن فرنسا ليست البقرة الحلوب"، وخاطب آخر مريم في لهجة تغلب عليها السّخريّة: "اطلبي المال من ماكرون" (الرّئيس الفرنسي)، في حين أن الكثير من الفرنسيّين قالوا في تعاليقهم إن من واجب تونس أن تعالج هذا الرّجل، أو أن تدفع تكاليف علاجه في فرنسا، واحتدّ النقاش والجدل ووصل إلى حدّ اتّهام بعض الفرنسيّين بالعنصريّة، ولكن هناك من عبر عن تضامنه ووعد بالإسهام، ورأوا أنّه من الطبيعي أن تسعى ابنة إلى إنقاذ والدها؛ بل هناك من طالب أن تتم معالجته مجاناً حتّى ولو أنّه لا يتمتّع بهذا الحق، ولكن هناك من خالفه وقال: "إن يعالج في فرنسا نعم ولكن على تونس أن تدفع التّكاليف".