تكريماً وتقديراً لكل ما بذله وحققه عالم الفيزياء الإنجليزي الراحل "ستيفين هوكينغ"، الذي غادر عالمنا في الأيام القليلة الماضية، سيتم دفن رفاته بجانب قبر عالم فيزياء آخر، لا يقل عظمة وتأثيراً عن هوكينغ، وهو السير "إسحق نيوتن"، الذي عاش ومات خلال القرن السابع عشر، وإلى جوارهم أيضاً عالم التاريخ والجولوجيا البريطاني الشهير "تشارلز داروين"، بالإضافة إلى عدد من قبور علماء آخرين، لا يقلون تأثيراً في علومهم، وذلك في كنيسة "ويستمنستر" في المملكة المتحدة.
وبحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أن المتحدث الرسمي باسم الكنيسة المعروفة بضمها لعدد من قبور أهم العلماء في التاريخ الإنساني في مختلف المجالات، أكد المتحدث باسمها، أن رفات الراحل "ستيفين هوكينغ"، ستدفن في قبر يجاور قبر العالم السير "إسحق نيوتن"، وذلك خلال صلوات عيد الشكر في وقت لاحق من هذا العام الجاري 2018.
ومن جهته أكد كبير القساوسة في كنيسة "ويستمنستر" جون هول، أنه من المناسب تماماً أن يتم دفن رفات البروفيسور "ستيفن هوكينغ" في الكنيسة، ليكون بجوار كل هؤلاء العلماء المتميزين، إذ أنه سيتم ترسيخ ذكرى مشاهير العلماء بدفنهم بجوار عالم الفيزياء الألمانية الأشهر "آلبرت أينشتاين" منذ حقبة السبعينات من القرن الماضي.
وكان السير إسحاق نيوتن، أحد أهم وأشهر علماء الفيزياء في التاريخ، قد دُفن في كنيسة"ويستمنستر" خلال العام 1727، كما أنه تم أيضاً دفن عالم التاريخ والجيولوجيا البريطاني الشهير الذي أثار جدلاً لا ينتهي بما يخص نشأة الكون، "تشارلز داروين" إلى جوار نيوتن خلال العام 1882، وفيما بعد، ضمّ تراب هذه الكنيسة نفسها، عالمين آخرين بجوار نيوتين، هما عالمي الفيزياء "إرنست روذرفيلد" الذي دفن فيها خلال العام 1937، و"جوزيف جون طومسون"، الذي دفن بعد روذفيلد بثلاثة أعوام خلال العام 1940.
ومن الجدير بالذكر أن عالم الفيزياء البريطاني الشهير "ستيفن هوكينغ"، كان قد توفي في ساعة مبكرة من صباح يوم الأربعاء الموافق 14 آذار/ مارس الجاري عن عمر ناهز الـ 76 عاماً، وكانت شهرة "هوكينغ" قد ظهرت على الساحة الدولية خلال العام 1988، بعد أن أصدر كتابه الشهير "تاريخ موجز للزمن"، الذي يعد واحد من أكثر الكتب تعقيداً من بين تلك الكتب التي حظيت باهتمام جماهيري واسع، إذ ظلَّ على قائمة "ذا سانديه تايمز The Sunday Times" لأفضل الكتب مبيعاً لمدة لا تقل عن 237 أسبوعاً متتالية.
ومنذ عام 1974 عمل "هوكينج" على المزج بين أهم نظريتين في الفيزياء الحديثة، وهما "نطرية النسبية العامة" لآلبرت أينشتاين، والتي تتعلق بالجاذبية والظواهر واسعة النطاق، و"نظرية الكم" التي تركز على الجسيمات دون الذرية، ونتيجة لهذا البحث طرح "هوكينج" نموذجاً للكون.
وكان "هوكينغ" قد حصل على لقب أستاذ مقعد هنري لوكاس للرياضيات في جامعة كامبريدج، بعد وصوله في عام 1962 كطالب يسعى للحصول على الدكتوراه، وهو المنصب ذاته الذي كان قد شغله العالم "إسحق نيوتن" ذات يوم.