تزيد على هذا الكلام التربويَّة لمياء أحمد، التي لا ترى مشكلة في وعمل الرجل والمرأة، إنَّما المشكلة الأساسيَّة في الشخص نفسه، قد يكون الرجل منفصلاً تماماً عن النساء، لكن طبيعته الخيانة، فالمسألة تعتمد على تعود المجتمع على هذا النوع من الاختلاط، وعلى أخلاقيات الشخص نفسه.
مروة أشعري، موظفة بالقطاع الخاص، في الشركة التي يعمل فيها زوجها، تقول: أقل موقف يحصل بينه وبين إحدى الزميلات؛ الخبر يصل إليّ بسرعة البرق، فالنساء يحببن نقل الكلام وإثارة البلبلة، وقد يصل احتكاكه بهنَّ أحياناً إلى خارج حدود العمل، من أجل تلطيف أجواء العمل كما يزعم، في حين تعاملي مع زملائي في العمل لا يتعدى الخط الأحمر، فهم على علم بأنني متزوجة.
أما أسماء منديلي، التي جاء رأيها مخالفاً؛ فقالت: يجب أن نبحث عن الأسباب والدوافع التي جعلته يبحث عن علاقات أخرى لتشبعه وتعوّضه عن النقص الذي أثر في علاقتنا.
ولخّصت إيمان سنان الموضوع بحكم تجربتها وقالت: لكن لو تمكنت الزوجة من إسعاد زوجها؛ فلن يتمكن في لحظة بأن يفكر في غيرها!.
الصراحة والثقة
تحدثت أروى عبد الله، موضحة: مسألة الاحتكاك تختلف من شخص لآخر، حسب ضرورات المهنة، وهنا لابد من التفاهم بين الزوجين، وعلى الزوجة أن تشرح لزوجها بكل وضوح ومن دون لوم أو هجوم أو تجريح عن ملاحظاتها تجاه تصرفاته، والوصول لحل وسط يرضي الطرفين.
وعبّرت آمنة علاء الدين، عن رأيها قائلة: الموضوع متشعب وله أبعاد كثيرة، لكن إذا نظرنا للموضوع من زاوية الثقة، فذلك يعتمد على ماضي كلا الطرفين، والمرأة الذكيَّة هي التي تعرف مفاتيح زوجها، ومع العشرة ستتفهم حركاته وتصرفاته، وستعرف ما إذا طرأ تغيير مفاجئ عليه أم لا؛ لذلك على الزوجة أن تحرص على فهم طبيعة الرجل، ومدى حبه للاختلاط بالنساء ولفت انتباههن، ومن وجهة نظري؛ لا مانع من «الكبسة» عليه في مكتبه بشكل فجائي.
ردة فعل الشباب
ياسر الترجمي، يرى أنَّ الرجل المتزوج الذي يسلك مثل هذه السلوك مع زميلاته في العمل؛ هو إنسان غير سوي، أما أن تعمل زوجته في مكان مختلط؛ فقال: لا أتوقع ذلك لأنَّها ملتزمة.
وافترض حمزة نور، أن احتكاك زوجته في مكان عملها بزملائها بشكل غير لائق، مصيره الطلاق. وأوضح أنَّ بعض الرجال يتعمدون الاحتكاك بالنساء في العمل؛ مستغلين خوفهنَّ من الشكوى، حفاظاً على سمعتهنَّ، ولعدم ثقتهنَّ في النظام الذي من المفترض أن يأخذ بحقهنَّ.
الالتزامات الزوجيَّة
من ناحية أخرى، عبّر لنا المحامي ياسر الغامدي، عن رأيه موضحاً أنَّ العمل المختلط أصبح أمراً شبه شائع لدينا، مع القول، أنني أفترض أنَّ الاختلاط هو الأساس في تعاملات البشر، وفطرة فطر الله الناس عليها، فمتى كانت بيئة العمل مختلطة، يتبادر إلى الذهن أنَّ العلاقات بين الزملاء والزميلات تحديداً مؤطرة بإطار أمور العمل ولا تذهب إلى أبعد من ذلك، وقد يختلف ذلك بين الزملاء فيما بينهم، وبين الزميلات فيما بينهنَّ.
والتصور الطبيعي يرسم أنَّه متى كان الزوج في بيئة عمل مختلطة؛ فهذا لا يعني إخلاله بالتزاماته تجاه زوجته التي تشاركه حياته الشخصيَّة، كونها الأحق بشخصه وإعجابه وعاطفته ومشاعره تجاهها كأنثى، حتى وإن وجد في زميلاته في العمل من تفوق زوجته جمالاً أو أنوثة، فالحديث هنا عمن اختارها وارتضاها زوجة له، وليس عن الأهواء.
وهذا بالطبع يجري على الزوجة الموظفة في بيئة عمل مختلطة، فالتزاماتها تجاه زوجها تأتي بوضع حدود في تعاملاتها مع الزملاء فيما يخص شؤون العمل، وأرى أنَّ على الزوجة الموظفة حملاً أكبر من الرجل في انتباهها ومراعاة تصرفاتها الشخصيَّة، فالحقيقة الاجتماعيَّة السائدة حالياً لدينا تذهب إلى أنَّ تصرفات الرجل تفسر لصالحه".