قلق وترقب وتوجس، كانت حالة المقيمين في دولة الإمارات بعد ما تداولته بعض المواقع على الإنترنت عن احتمالية حدوث زلزال كارثي في المنطقة، وقد قامت الجهات المختصة على الفور بتكذيب الشائعات، وتعريف الناس أن الكوارث الطبيعية لا يمكن توقع زمن حدوثها، وقد زاد من قلق الناس الهزة الارتدادية التي شعر بها سكان الخليج والتي كانت من توابع زلزال ايران.
ردود فعل الناس أثناء الهزة الارتدادية تراوحت ما بين الرعب والتوجس واللامبالاة، ومنهم من تصرف تصرف بهدوء واتزان، بينما جنح البعض الآخر إلى اللحاق بغريزته، والتصرف حسبما تمليه عليه من ردود أفعال قد تكون بعيدة تماماً عن المنطق.
استعرضت "سيدتي نت" ردود أفعال مختلفة للناس إثر حدوث الهزة االتي صارت حديث الناس لغاية الآن، حيث يتخوف الكثيرين من حدوث هزة أخرى أكثر شدة من سابقتها، وبدأ أمين كيالي، موظف مبيعات، يصف ما شعر به وقت الهزة وقد كان وصفه لا يخلو من سخرية عندما قال: كنت جالساً أتناول طعامي في الميغامول عندما بدأت الطاولة تهتز أمامي، غصصت بالطعام وكدت أختنق وقتها من الصدمة، ولم أجد الماء أمامي للأسف فرحت أفكر بالماء ونسيت الهزة. أما عبدالله معطي "مندوب مبيعات" فيؤكد أنه لم يشعر بالهزة نهائياً، وكان متجهاً نحو أحد المولات لابتياع بعض الأغراض، يقول: كنت أمشي في الشارع وتفاجأت بأعداد الناس الذين اتجهوا إلى الشارع، خصوصاً الجنسيات الآسيوية والجنسيات الأفريقية.
وثمة من شعر بالهزة بقوة، فاتجه نحو النافذة ليراقب رد فعل الناس في الشارع، هذا مافعله عمران البديش "مدير محل" ويكمل: عدت بعدها لأكمل احتساء المتة، فقد انتهت الهزة سريعاً ولم أشعر بداعٍ للخروج من المنزل، حيث أني كنت عائداً من العمل تواً وأشعر بالنعاس، لذا فضلت النوم خصوصاً أني أسكن في الطابق الأول، وبناءنا لا يحتوي الكثير من الطوابق.
أما حياة فتاح "صاحبة صالون تجميل في الشارقة" فتصرفت بكل هدوء، معللة ذلك بتكرار حدوث مثل هذه الهزات، تقول: كانت الفتاة التي تعمل عندي في الصالون مفزوعة وهي تسألني ما الذي يحصل عندما كنت جالسة أتصفح الإنترنت في الصالون، فأخبرتها بكل هدوء إنها مجرد هزة أرضية وانتهت، فبدت مذعورة جداً، وأصرت أن نخرج من الصالون ونذهب إلى الشارع، وتفاجأت بأعداد الناس الذين تركوا بيوتهم وخرجوا بأولادهم وأوراقهم الثبوتية وجلسوا في الشارع لا يعرفون أين يذهبون.
علا الدن "ربة منزل" أكدت أنها لم تشعر بالهزة نهائياً حيث كانت تغفو وقت الظهيرة، وتقول: اتصل بي زوجي ليطمئن علي، ويسألني إن كنت شعرت بالهزة، فأخبرته بأني نائمة ولم أشعر بشيء وعدت لأكمل نومي بعدها من دون أن أكترث للأمر، وتعلل موقفها بأن الناس كثيراً ما تضخم الأمور ليكبر الفزع بانتشاره بينهم، فالهزة مرت وانتهى الأمر.
بدوره يشرح لنا خالد السيد "موظف" ما حصل له، يقول: شعرت بالهزة في البداية وكنت جالساً في مكتبي أعمل، فرحت أتلفت حولي لأتأكد من الأمر، لأجد أن أغلب الموظفين وقفوا مدهوشين وهم لا يعرفون ما يفعلون، وبعدها غادر البعض منهم مكاتبهم متجهين إلى خارج البناء بينما بقي البعض الآخر ليتابع عمله غير مكترث بما حصل، أما أنا فقررت الجلوس ومتابعة عملي وأنا أشعر بالدوخة، لكنني بعد أن تلقيت اتصالاً من صديق لي يؤكد لي فيه أن الأمن في دبي يخلون المباني لأن هناك احتمال أن تليها هزة أخرى أكثر شدة، لم أستطع الاستمرار فأسرعت لأجلس على شاطئ البحر الذي كان يغص بالناس حينها.
وفي حين كان الآخرون مذعورين حولها، كانت فاطمة كياري "موظفة في شركة دعاية وإعلان" تسمع الموسيقا واضعة السماعات في أذنيها، وتقول: شعرت بالكرسي يهتز بي وأنا جالسة على مكتبي أسمع الموسيقا، فخطر لي أنها زميلتي التي تجلس إلى جواري في المكتب تمازحني، لكنني تذكرت بعد لحظات أنها في إجازة فتنبهت إلى أن علي الشعور بالذعر حينها، تلفت حولي لأجد باقي موظفي الشركة يخرجون ليتجمعوا أمام المصعد، فرميت سماعاتي ولحقت بهم.
لكن خالد السيد سالم "مخرج" أخذ خياله منحاً مختلفاً في تحليل الأمور، يقول: يقع مكتبنا في الطابق الأخير، لهذا لم أفكر بانتظار المصعد الذي كان زميلي يرجوني لأرافقه إليه، فأخبرته أني أفضل أن يقع فوق رأسي سقفاً واحداً على أن يقع فوق رأسي البناء كله وأنا حبيس المصعد، فاقتنع برأيي وبقي جالساً معي.
ويعبر عبدالرحمن الفندي "مدير شركة" عن استغرابه من سلوك الناس عند شعورهم بالذعر، يقول: الغريب أن الكثير من الناس عندما حصلت الهزة هربوا ليقفوا في الشارع بين الأبراج من دون أن يتنبهوا أنها سوف تسقط فوق رؤوسهم إن حصل ما يخشونه، ولا أدري حينها إن كانت لديهم أية خطة، ويؤكد أن الحديث عن هزة أخرى هو مجرد احتمال فالعلم عند الله وحده.
ولكن كريمة بلقاز "ربة منزل" ترى أن الخوف شعور طبيعي عند الانسان، ومعلومات الناس عن الهزات قليلة عموماً وهذا ما يجعلهم يتصرفون بطريقة عشوائية، وتقول: لا أعلم إن كان طريقة واضحة للتصرف عند حدوث الهزات الأرضية، فقد شعرت بالذعر واحتضنت أبنائي عند حدوث الهزة، وكل ما كنت أفكر به حينها أن أخرجهم من المنزل لأنجو بحياتهم، فلست أعلم إن كان هناك هزة أخرى ستتبع هذه الهزة، ولكني حاولت ان أحتفظ بهدوئي أمام أطفالي وذهبت لأغديهم في مطعم قريب من المنزل لديه جلسة خارجية حتى لا أعرضهم للخطر، وتؤكد أنها متخوفة من الحديث عن الهزة التالية بعد عدة أيام، فكل شيء جائز.
وقد توجهت "سيدتي نت" الى الخبير الاجتماعي، د. أحمد العموش "عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الشارقة" لمعرفة رأيه بردود فعل الناس فقال: الناس في العالم العربي ليس لديهم خلفية عن الهزات الأرضية والزلازل، كون البلاد العربية منطقة آمنة إلى حد ما جغرافياً، ولهذا تكونت الفوبيا من الزلازل لديهم لأنهم يربطونها بصور الخراب والدمار التي يرونها تحدث في البلدان الأخرى، ويقول: يجب أن تكون برامج توعية عن هذه الظاهرة الطبيعية على مستوى الإعلام وعلى مستوى التعليم بحيث يصبح الناس قادرين على التعامل مع الموضوع بصورة منطقية أكثر، لأن الذعر الذي يشعر به الناس عند حدوث هزة بسيطة قد يؤدي إلى الكثير من المشاكل والإصابات نتيجة التدافع وفقدان الوعي الجماعي الذي يصيب الناس في مثل هذه المواقف.
ماذا نفعل إذا حدث زلزال؟
لا تستخدموا المصاعد.
ابتعدوا عن النوافذ والمرايا والثريات والرفوف والخزن غير الثابتة.
وفر الحماية لنفسك بالبقاء تحت عتبة البيت، زاوية غرفة، تحت طاولة متينة أو سرير.
إذا كنت في الشارع اتجهوا لمكان مكشوف.
ابتعدوا عن أبراج وخطوط التوتر العالي وعن المنحدرات.
ابتعد عن المباني العالية والقديمة.
إذا كنتم في سيارة توقفوا فوراً وابقوا في السيارة بعيداً عن المباني والجدران والمنحدرات والجسور والأنفاق وخطوط التوتر العالي.
ابق في العربة ولا تغادرها حتى انتهاء الهزة.