أبناؤنا في مرحلة المراهقة.. طاقة وحيوية ونشاط تسير على الأرض، فبعد الجهد والتركيز والانتباه والمذاكرة وانضباط لساعات اليوم على مدى أكثر من 7 أشهر في الدراسة... يجدون أنفسهم بلا جدوى! في هذا الشأن، تعلمك الدكتورة فؤادة هدية، أستاذة علم نفس الطفل بمعهد الطفولة بعين شمس، تخبرنا عن كيفية التعامل مع المراهق ومعالجة مشاكله في عطلة الصيف؟
يسيرون بلا هدف
أن الإجازة الصيفية فرصة الأسرة للاستفادة والتطوير في شخصية الابن، بعيداً عن المشاكل والتزامات الدراسة، ويتم ذلك بعدة خطوات.
1- طاقة الأبناء وحيويتهم الزائدة تصبح جلية في الإجازة، ولهذا تحتاج إلى قنوات لتصريفها.. وهو دور الآباء.
2- أمام ساعات اليوم الطويلة تظهر اختيارات المراهق في كيفية قضاء وقته؛ ما بين محاولة استغلالها لصالحه وبما يفيده، أو الجلوس أمام الفضائيات في حالة التلقي والاستقبال دون تشغيل أو إعمال للفكر، أو النزول للشارع مع أصدقائه.
3- الفراغ ومرور الساعات بلا هدف محدد هو المحرك لكل النوازع المكبوتة والرغبات الشهوانية.
كيفية التعامل مع المراهق
1- يُنصح بالترفيه الممزوج بالمتعة والفائدة، وذلك يكون بالالتحاق بدورات تدريبية، اجتماعية، ثقافية، صحية، فنية، تبعاً لاختيار الابن، وميزانية الأسرة.
2- لا بد من إخبار الابن المراهق بأن أي نشاط جاد يقوم به يُعد إسهاماً فعالاً في تنمية مهاراته وإبداعاته، بعيداً عن التسمّر أمام النت.
3- ساعديه على التفكير العلمي المنظم، وسرعة الفطنة، والقدرة على الابتكار، وتركيز الانتباه، والاستنباط، والاستدلال؛ بإشراكه في النوادي العلمية..
4- يدعّم كل هذا الاهتمام بقراءة القصص والكتب العلمية، وتعلم فن الرسم وأبجديات الزخرفة، والالتحاق بناد؛ لممارسة رياضة محببة، وإن لم تكن بهدف إحراز نجاح أو بطولة.
تثقيف الذات خطوة مهمة في مرحلة المراهقة
في إشارة ثانية لكيفية تلافي مشاكل الصيف، والبعد عن شرور الفراغ، تضع الدكتورة هالة الشاروني، المحاضرة الجامعية في تربية الطفل، مجموعة من القواعد:
* ما المانع من الاشتراك في المعسكرات الصيفية، وممارسة السباحة، أو لعب الكرة بالنوادي، أو القيام برحلات سياحية تعليمية، وترفيهية مع الأصدقاء، أو بصحبة الأهل.
* شاشة النت سلاح ذو حدين؛ الأول يعنى الاستزادة من الخير والعلم والمعرفة، والثاني أشبه بسلاح في يد شيطان مهمته تدمير الشباب، فعليك تقديم البديل مثل عرض الالتحاق بمعاهد تعليم اللغة، التقديم في الدراسات الصيفية، القيام برحلات، دفعهم للقراءة، تقديم خدمات لمساعدة الأهل والأصدقاء وزيارتهم.
حلول لـ التعامل مع المراهق في مرحلة المراهقة
* بلمسة أزرار يأتي للمراهق كل أسرار العالم من حوله، فكوني على دراية بذلك.
فاعترفي بأن البناء التكنولوجي له تأثيره على فتح آفاق كبيرة أمامه
* تعرفي على طريقة تفكيره؛ أين يذهب؟ ومن يفضل؟ أحلامه.. طموحاته؛ حتى لا يُبنى خطأ على خطأ.
* لا بد من وضع خطة صيفية مسبقاً قبل الإجازة.
* هنئيه على ما أنجز بالعام الماضي؛ وشجعيه على الحوار فلا يميل إلى سماع النصيحة من الصديق.
* تقبلي علاماته؛ وحاجته للانفراد بالرأي، من دون وضع حواجز مصطنعة لا تفيد.
* احكي معهم بحكمة، وروية، ووعي، ونضوج، دون ضغط أو إهمال للأمر؛ أي احتفظي بعلاقة ضبط وربط بينك وبين أبنائك المراهقين، خاصة خلال الإجازة الصيفية.
* لا تلوحي لهم بأي نوع من العقاب البدني أو اللفظي، ولا تجعلي من أمومتك سلطتك الوحيدة.
* ربما كانت فرصتك كأم أو كابن لبناء مشروع عالم أو فنان أو أديب وروائي كبير.