هناك العديد من المناطق المتجمدة على كوكبنا والتي تعتبر فريدة من نوعها في تكوينها، فالثلج هناك يغطي معظم أركانها أو كلها تقريبًا، ولكن ذلك لا يعني أنها لا تُخبئ العديد من الاكتشافات والكنوز داخلها، ويومًا بعد آخر يكتشف العلماء العديد من الأشياء الرائعة في القطبين، بدءًا بالكوارث واكتشاف الحيوانات المنقرضة، إلى بعض الحضارات الخفيّة، وهنا نرصد العديد من تلك الاكتشافات:
الغابات الأحفورية الفريدة:
لم تكن القارة القطبية الجنوبية باردة دائمًا ولكنها كانت في أحد الأزمنة الماضية منذ ملايين السنين خضراء ورطبة، فقبل ملايين السنين اكتسح انقراض غامض 90 في المئة من جميع الأنواع على كوكب الأرض، وقد تم اكتشاف خمس غابات أحفورية جديدة في أنتاركتيكا، ولكنها لم تكن مشابهة لأي غابة أخرى عُثر عليها من قبل، حيث تكوينها ونباتها وحتى الحيوانات مختلفة تمامًا عن الغابات التي توجد لدينا اليوم، ومازال البحث والاكتشاف بها قائمين حتى اليوم.
طيور البطريق لم تعد نادرة:
اكتشف العلماء بطاريقَ من نوع آديلي في شرق شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، وذلك بعد أن أظهرت صور من أقمار صناعية عددًا كبيرًا من براز البطاريق، مما جذب العلماء للمنطقة، وقد وجد أكثر من 1,5 مليون طير بطريق آديلي معزولين على الجليد في أرخبيل واقع في المحيط المتجمد الجنوبي، وهم يحرصون الآن على ضمان سلامتها في محمية بحرية.
مكعبات السكر الجليدية:
في عام 1995 اكتشفت في القارة القطبية الجنوبية، تحديدًا فوق الساحل الإنجليزي، بقعة تبدو وكأنّها أرض من مكعبات الثلج العملاقة، كما أنها سميكة جدًا تنتشر أفقيًا جنبًا إلى جنب وتخلق أحواضًا عميقة على طول خطّ التدفق، ومن الواضح أنه مرت عليها الكثير من العواصف الثلجية وملأتها ومن المرجح أنها سوف تساعد على حلّ الكثير من الألغاز الموجودة في القطب الجنوبي، ولربما تساعد في التغلّب على ظاهرة التصحّر التي تضرب العالم.
بحيرة الجليد في جرينلاند:
في عام 2006، شهد العلماء مشهدًا مذهلاً، ففي غضون ساعتين بالكاد استُنزِفت بحيرة في الأرض، حيث شاهدوا أنهارًا من المياه الذائبة التي تملأ شقوقًا بحجم حافلة بالقرب من حافة الغطاء الجليدي في جرينلاند، في حين يُلقي كل من الغبار والطحالب بظلاله على الجليد المجاور.
رقعة أنتاركتيكا:
في منطقة ماري بيرد غرب أنتاركتيكا توجد رقعة تبدو أكثر دفئًا مما ينبغي أن تكون عليه، بعد الدراسات عليها تم اكتشاف أنها بدأت منذ 50-110 مليون سنة، وهذا يجعلها أقدم من الجنس البشري بل إنها أقدم أيضًا من ظهور الجليد ولكن الغريب هو أنها أكثر دفئًا من بقية المناطق في القارة القطبية الجنوبية.
طن من الزئبق:
تم الكشف عن الزئبق في عمق الجليد في القطب الشمالي، بكميات كبيرة قد تصل إلى طن، والزئبق معدن ثقيل سام، ولكن ما جعله مخيفًا جدًا هو أن ذوبان الجليد الدائم يمكن أن يُطلق السُّمَ حتمًا، وسوف يلوث السلسلة الغذائية.
ويتراكم الزئبق في الأسماك والحيوانات، وإذا استهلكه البشر يمكن أن تكون له آثار وخيمة عليهم.
جدير بالذكر أن العلماء غير متأكدين متى ستضرب هذه الكارثة أو كمية الزئبق التي يمكن أن تنسكب في الدورة الغذائية، ومع ذلك فإنهم يتفقون على أن الحدث ستكون له تداعيات عالمية للبشر.