تحتدم المشكلات الزوجية بين الزوجين بدعوى أن المشاكل هي ملح الزواج، ولكن في نهاية كل جدال أو خصام تقوم الزوجة، وهي الحلقة الأضعف، بجمع ثيابها وترك بيت الزوجية إلى بيت أهلها، وحتى تعود يتدخل ذوو الطرفين، وربما تتدخل أطراف أخرى. وبين هذا وذاك فإن هناك قصصاً وحكايات وطقوساً وأسراراً كشفت عنها «سيدتي نت».
في حقيبة واحدة
تقول سعاد عبدالحميد، وهي زوجة في الثلاثين من عمرها: «لا يمكن أن أنسى أول مشكلة حدثت بيني وبين زوجي، يومها قررت أن أذهب إلى بيت أهلي، كنت حديثة العهد بالزواج، وكنت أريد أن ألفت نظر زوجي أني أن لي أهلاً وظهراً، وقد كنت أجمع ثيابي بسرعة؛ وفي غمرة «استعجالي» ودموعي جمعت ثيابي في حقيبة كبيرة، ووضعت بها أيضاً طفلي الرضيع البكر، وهو لم يتجاوز الشهرين من عمره، وضعته وهو في «اللفة» داخل الحقيبة، ولم أشعر به إلا وأنا في سيارة الأجرة حين تناهى لسمعي صوت بكاء مكتوم، وحين تذكرت أن لدي طفلاً رضيعاً هذه كانت أول وآخر مرة أترك فيها البيت «حردانة».
ضربها ليلاً فضربوه فجراً
إحدى الزوجات في غزة، رفضت ذكر اسمها، تروي قصتها مع «الحرد» فتقول: ضربني زوجي بعد قصة حب رائعة وطويلة لسبب تافه، وطردني من البيت ليلاً، وهنا ثار إخوتي حين وصلت لبيتهم عن طريق الجيران، فجمعوا بعضهم مع أولاد عمي وذهبوا لزوجي وضربوه علقة ساخنة في الفجر، والغريب أنه بعد العلقة جاء لمصالحتي، وأعادني للبيت. ولكن بعد أن طلب من إخوتي تكاليف علاجه من أثار ضربهم.
طقوس وطرائف
مختار برير، وهو رجل سبعيني تخصص في الصلح بين الأزواج، فحين يفد لبيت الزوجة الغاضبة وفد من عائلة الزوج للصلح ويقدم أهلها القهوة، فهي لا تُشْرب بتاتاً إلا إذا اتفق الطرفان على الصلح، وقد تستفحل المشاكل بعد ذلك بسبب هذه الإهانة، وفي حال عدم موافقة الزوجة للعودة فهي تقدم القهوة في صينية ليس فيها أطباق صغيرة للفناجين؛ وهي رسالة منها لوالدها لرفضها العودة مع الوفد، والذي يسمى في فلسطين «الجاهة».
ومن طرائف غضب الزوجات ما روي عن امرأة طلب منها والدها أن تتعرى تماماً في حضور مجلس مكون من والدها وإخوتها وزوجها، فما كان منها إلا أن اختبأت خلف زوجها؛ لتستر نفسها بعباءته؛ وهذا دليل على أن المرأة ليس لها سوى زوجها وبيتها، ولا ينفعها لا أب ولا أخ.
وقد استطلعت «سيدتي» آراء زوجات «مخضرمات» عن المشاكل الزوجية وطقوس الحردانة في فلسطين، فقالت أم عبدالله: ترك البيت في فلسطين يعدّ سلاحاً في يد الزوج. وأذكر أن حدثت مشكلة بيني وبين زوجة شقيق زوجي، فما كان من زوجي وقبل أن يعرف من المخطئة فينا أن أرسل لي رسالة شفوية مع ابني؛ أن أترك البيت وهو لايزال في عمله، وقد حملت متاعي وعدت لأهلي.
حلف يمين
أم وسيم حمود تقول: طقوس الزوجة الغاضبة في غزة غريبة؛ لأن الرجل الجاهل يحلف يميناً، مثلاً، ألا تبقى زوجته في البيت الليلة؛ مثلاً بسبب مشادة أو نقاش بينه وبين جاره أو قريبه أو زميله، وبالفعل فالزوجة المسكينة تحمل متاعها وتعود لبيت أهلها.
ضحى عبدالكريم، خريجة جامعية تقول: المشاكل الزوجية الآن أصبحت على الملأ، وكأن الأزواج يتفننون في إظهار رجولتهم المزعومة والقضايا تصل بسرعة للمحاكم.
الرأي القانوني
المحامي والاستشاري القانوني كارم نشوان يقول: معظم القضايا التي تصل للمحاكم الشرعية سببها ضرب الزوجة وخروجها من البيت، وقد يتطاول الزوج على زوجته فيطردها في وقت متأخر من البيت وهي مكشوفة الرأس وغير مستورة، وهنا يجن جنون عائلتها ويصلون للمحاكم، ولا يكون هنا أي مجال للتفاهم، ويؤكد نشوان أن الزوجة الفلسطينية تعاني من أمر التعليق؛ لأن الزوج قد يترك زوجته لسنوات «حردانة» عند أهلها ولا يطلقها؛ وخاصة أن فلسطين لم يتم فيها تطبيق قانون الخلع، ولكن يوجد ما يعرف بالطلاق مقابل الإبراء العام.
أمثال
يا داخل بين البصلة وقشرتها ما ينوبك إلا ريحتها.
وين روحتي يا حردانة، روحت قملة ورجعت صيبانة.
اللي بيطلع من داره بيقل مقداره.
وين رايحة يا جديدة رايحة أعمل بخت للقديمة.
لا تاخد حمارة وأمها في الحارة.
لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وست أشهر.