التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فإن لم يحسن أطفالك استخدامها تحت رقابتك ومتابعتك، قد تصل أضرارها إلى أبعد من توقعاتك. وبالفعل هذا ما حدث مع ضحايا إحدى اللألعاب الإلكترونية، يطلق عليها «الحوت الأزرق»، والتي وصلت إلى مصر مؤخرًا، وكانت نهاية الضحية الموت انتحارًا؛ تنفيذًا للأوامر التي يطلقها هذا التطبيق تحت اسم «التحدي» إذا كان سيستطيع اللاعب تنفيذ كل المهام المطلوبة منه تدريجيًا، وتوثيق كل مرحلة بصورة، ثم الانتقال إلى المرحلة التالية، حتى الوصول إلى مستوى الوَحش وهو «الانتحار».
ونظرًا لخطورة مثل هذه الألعاب الإلكترونية، التي يطلق عليها ألعاب الموت، تقدم لكِ د. إيمان صلاح، الاستشارية التربوية، بعض النصائح، انطلاقًا من «الوقاية خير من العلاج»؛ لحماية طفلك من هذه النوعية من التطبيقات الإلكترونية.
1- احتياجاته النفسية: تعاملي مع طفلك منذ صغره بأسلوب سليم نفسيًا وتربويًا، واسعي إلى إشباع احتياجاته وعدم تجاهلها.
2- التوعية: أشبعي لدى طفلك تساؤلاته الوجودية حول الهدف من الحياة، واختيار الأصدقاء، وأهميتهم وخطورتهم، واهتمي بالتوعية الدينية منذ الصغر. أما فيما يخص عالم الإنترنت في ظل تعامل الطفل المبكر مع التكنولوجيا، فيجب عليكِ توعيته عن مخاطر الإنترنت، وكيفية التصرف في حال التعرض لأي انتهاك أو تنمّر إلكتروني.
3- المتابعة النفسية والسلوكية: يتعرض الأطفال، وخاصة المراهقين، إلى تغييرات مزاجية وهذا أمر عادي. ولكن إذا شعرتِ بإصابة ابنك بحالة اكتئاب أو انعزال مبالغ فيه، أو عدم استقرار نومه بشكل ملحوظ، يجب عليكِ استشارة طبيب نفسي؛ لأن الاكتئاب من خصائص مراحل المراهقة الخطيرة التي لا يمكن تجاهلها؛ لأن وصولها إلى مستويات متطورة قد يؤدي إلى الانتحار.
4- المراقبة: لا مانع من أن تراقبي طفلك، ولكن بشكل وقائي فقط، لا يصل إلى التتبع الذي لن يقبله ابنك، ويراه تدخلاً في خصوصياته إذا كان مراهقًا. وهذه مجرد خطوة شكلية لتشعري بالاطمئنان؛ لأنكِ إذا استطعتِ تنفيذ الخطوات السابقة وتوفير البيئة المناسبة السوية لابنك، ستكونين نجحت بالفعل في وقايته من مخاطر هذه الألعاب الإلكترونية.