نذهب إلى المتاحف عادةً لمشاهدةِ الأشياء التي لها أهمية تاريخية وثقافية وعلمية بالنسبة لنا، أو الأشياء التي تُحَفِّز فضولنا وتمدّنا بمعلومات عن التاريخ والفن والثقافة، ولكن هل تخيَّلت يومًا أن تذهب إلى المتحف لرؤية بعض الأجزاء المحفوظة من جثث بشرية؟
هناك بالفعل متاحف تعرض أجزاء من الجسم البشري، وكثيرٌ من تلك الأجزاء ينتمي للمشاهير، وبعضها يُخفي وراءه قصة مُشوِّقة، ومن تلك القصص نستعرض ما يلي:
عقل أينشتاين:
هناك جزء من دماغ ألبرت أينشتاين يوجد في متحف موتر في فيلادلفيا، والحقيقة أن أينشتاين لم تكن لديه أي رغبة في الاحتفاظ بدماغه في المتحف، فقد طلب أن يتمَّ حرقها بعد وفاته؛ لمنع أي شخص من استغلالها لأغراض لها علاقة بتقديسها أو عبادتها بأي شكل من الأشكال. ومع ذلك، فبعد وفاة أينشتاين في 18 إبريل 1955، أزال عالم الأمراض توماس هارفي دماغَ أينشتاين، بعد أن سمحت عائلة أينشتاين لهارفي بالاحتفاظ بالدماغ بشرط ألا تُستخدم في غير الأغراض العلمية.
وقد قام هارفي بقصّ دماغ أينشتاين إلى 1000 شريحة، ووضعها على شرائح زجاجية، وأرسلها إلى العديد من علماء الأمراض، وقد حصل الدكتور "ويليام إيريش" من مستشفى فيلادلفيا العام على 46 شريحة من هذه الشرائح.
رأس جيرمي بنثام:
هو عالم قانون وفيلسوف إنجليزي، ومُصلح قانوني واجتماعي، وقد طالب بإلغاء الرِّقِّ وعقوبة الإعدام، والعقوبات البدنية كذلك، بما في ذلك للأطفال، طلب بنثام الاحتفاظَ بجسده بعد وفاته حتى يتمكن من حضور حفلات أصدقائه، وتمَّ الحفاظ على جثته بعد وفاته، وبقيت معروضة في متحف في جامعة لندن، طلب بنثام أن يتم تحنيط رأسه بالطريقة نفسها التي استخدمها شعب الماوري في نيوزيلندا.
إصبع جاليليو جاليلي:
توفِّي عالم الفلك الشهير جاليليو جاليلي في عام 1642، وفي عام 1737 تم نقلُ جثته إلى مقبرة جديدة، ولكن سُرِق ثلاثة من أصابعه، وسِنّ من أسنانه، وانتهى أحد الأصابع في متحف تاريخ العلوم في فلورنسا بإيطاليا، واختفت الأجزاء التي احتفظت بها العائلة في القرن العشرين، ولكن ظهرت مرة أخرى في عام 2009، ولم تكن هناك رغبة في فقدان أجزاء جاليليو مرة أخرى، فاستحوذ متحف التاريخ على الأصابع والسِنّ، وأصبح يعرضها الآن إلى جانب الإصبع الثالث.
دماغ تشارلز باباج:
هو عالم رياضيات إنجليزي، ومخترع ومهندس ميكانيكي ومُطوّر مفهوم برمجة الكمبيوتر، وعلى يديه ظهر علم الحساب الحالي، ويقع نصف مخِّه في متحف العلوم في لندن، بينما يقع النصف الآخر في متحف هنتيريان داخل الكلية الملكية للجراحين في لندن، وقبل وفاته في عام 1871 أوضح تشارلز أنه ليس لديه أي مخاوف بشأن إزالة دماغه والاحتفاظ به بعد وفاته، شريطة استخدامه لتعزيز قضية العلم.
هناك العديد من الزوار الذين ينجذبون إلى رؤية أجزاء من أجساد تلك الشخصيات الشهيرة، التي طالما أحبوها ونهلوا من علمها، فيرون في ذلك تجسيدًا لهم، وكأنهم موجودون بجانبهم.