يبدو بأن الثورة التكنولوجية الحديثة، والتي نتج عنها العملات إلكترونية الافتراضية، والتي وصلت قيمة الواحدة منها إلى آلاف الدولارات، قد تدفع الأشخاص الذين يتعاملون فيها، إلى التخلي عن البنوك التي نعرفها، لإيجاد طرق تعتبر أكثر أمناً لهم للحفاظ على هذه الأموال الإفتراضية، التي قد تتحول إلى ثروة مفاجئة، وما فعله الشاب الهولندي "مارتين ويسمايجر"، قد يكون الأمر الأكثر مفاجئة وصدمة في هذا المجال.
وبحسب تقرير نشره موقع "سي إن بي سي CNBC" الأميركي، فإن هذا الشاب المهووس بالعملات الرقمية الـ" بتكوين"، حول جسده إلى "محفظة" لتخزين ما لديه من هذه العملة، وذلك خوفاً من أن يتم قرصنتها إلكترونياً وسرقتها، خاصة أنه تعرض لذلك وخسر الكثير منها سابقاً، وذلك عبر تخزينها برقاقة تحت جلده، وذلك بهدف الحفاظ عليها في مكان آمن على مدار الساعة.
ويقوم "ويسمايجر" الذي يعمل مديراً للتسويق في شركة "جنرال بايتس"، بإجراء عمليات البيع والشراء الإلكترونية من خلال تحريك يديه فقط، حيث أنه قام بتخزين كلمة المرور الخاصة به على الرقاقات نفسها التي قام بزرعها تحت جلده، بدلاً من كتابتها على الورق، أو بأي مكان قد يصل بشكل أو بآخر إلى الشخص الخطأ، حيث يشير "ويسمايجر" أنه من الصعب للغاية اختراق هذه الرقائق، ويؤكد أيضاً أن تلك الرقائق تمثل طريقة خالية من المتاعب لاستخدام الـ"بيتكوين"، باعتبارها جهاز تخزين أكثر أمناً من المحفظة الرقمية المتعارف عليها.
وبحسب التقرير الذي نشره الموقع الأمريكي، أن الشاب الهولندي بيّن بأنه كان يرغب في زرع هذه الرقاقة منذ أن بدأ في شراء عملات الـ "بتكوين" خلال العام 2010، حيث صرح للموقع: "أستطيع أن أخبركم بكل ثقة أن أكثر عملات بيتكوين التي امتلكتها قد فقدتها بسبب الاختراق والسرقات والمبادلات الخاطئة وبعض المشكلات الأخرى، ولو تحصَّلت على هذه الرقاقة سنة 2010، لربما أصبحت رجلاً غنياً الآن".
وعن كيفية قيامه بزرع هذه الرقاقات في يديه، أوضح "ويسمايجر" أنه دفع لأحد فناني ثقب الجسم والذين يرسمون "الوشوم"، نحو 75 دولاراً لحقن هذه الرقاقات الإلكترونية في كلتا يديه، وتحديداً في الجزء الذي يكون تحت جلده بين الإبهام والسبابة، وذلك لأنه مليئ باللحم ولا يشكل خطراً صحياً عليه، مؤكداً بأن عملية الحقن استغرقت بضع ثوان فقط، حيث قام بثقبه وأنشأ مكاناً خالياً بمساحة 10 مليمترات مربعة تقريباً وحقن الرقاقة فيه.
ومن الجدير بالذكر أن عملة الـ "بتكوين"، كانت قد سجَّلت ارتفاعات مفاجئة وكبيرة خلال الأيام الماضية الأخيرة، حتى أن هذه الإرتفاعات تعدت الثمانية آلاف دولار أمريكي، وتسجل بذلك أعلى مستوى لها منذ أسابيع، فيما ارتفعت بعض العملات الرقمية الأخرى، بنسب وصلت إلى 25% و30% خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي العادة، يعاني حاملو العملات الرقمية من قلق حقيقي، منذ أن ارتفعت أسعارها وسجَّلت مستويات قياسية، حيث لا تزال تواجه نوعين من الخطر، الأول عمليات القرصنة، وبالتالي السرقة من قبل آخرين، والثاني الضياع بسبب كونها مجرد رقم سري على الكمبيوتر، وضياعه أو نسيان مكانه يعني في النهاية فقدانه بشكل كامل.