جميعنا يعاني هذه الأيام من حالة غير مفهومة من الضغوط العصبية الزائدة، وأعراض الاكتئاب الطفيف، ولا نجد طريقة لمجابهة هذه المشاعر المضطربة والضغوط النفسية، لعدم قدرتنا على إيجاد أسبابها من الأساس، وإعمالاً للقول المأثور "إذا عُرف السبب بَطُلَ العجب" سنحاول هنا معرفة الأسباب الخفيّة للضغط النفسي، بمساعدة الأخصائية النفسية أفنان العتيبي.
عدم التنظيم
سواء كنتِ امرأة عاملة أو ربّة منزل، فالأثر هنا سواء، ومُضاعف في حالة الجمع بينهما، فمع ازدياد سرعة الحياة وزيادة متطلباتها، أصبحنا نركض دائمًا دون أن نشعر، مُخلّفين وراءنا فوضى سببها عدم تنظيم مهامنا أو واجباتنا، وهذا له أثر كبير على حالتك المزاجية والنفسية؛ لأنه يتسبب في ضيق الوقت والإحساس بعدم الإنجاز، مما يولِّد الشعور بالحنق والغضب، ولهذا يصبح التنظيم كلمة السرّ الأهم في حلقة الضغوطات النفسية مهما كانت الأعباء والأعمال المُلقاة على عاتقك، عليكِ إذن ترتيب الأولويات وتنظيمها، لتصبح الحياة أسهل وأوضح، مما يُريح أعصابك ويخفِّف عنك الضغط النفسي بشكل كبير.
نظام الحياة غير الصحي
قد لا تنتبهين إلى أن اتباعك نظامَ حياة غير صحي قد يؤثر على صحتك النفسية بالسلب، فعلى سبيل المثال وليس الحصر؛ فإن تناول المُنبهات بشكل مُكثّف، وما تسبِّبه من أرقٍ وأثرٍ سلبي على الجهاز العصبي، كحدّة المزاج وعدم القدرة على إنجاز العمل، والشعور بالإجهاد أغلب الوقت، يؤدِّي إلى ضررٍ وضغط بالغ على حالتك النفسية، بالإضافة لعدم الانتظام في الرياضة التي تُمثّل عاملاً كبيرًا في التنفيس عن الضيق والمشاعر السلبية في داخلك، ويُعتبر ذلك عاملاً مهمًّا من عوامل الضغط النفسي كذلك.
عدم تخصيص وقت للنَّفْسِ
يمكن ربط هذه النقطة بالنقطتين السابقتين؛ فأغلبنا بسبب عدم التنظيم ونظام الحياة، نهمل الاهتمام بأنفسنا وهواياتنا القديمة، وننسى أنفسنا من أجل القيام بأعباء الحياة الصعبة، ولا ننتبه للأثر الجمّ الناتج عن هذا الخطأ، كعدم الرضا عن النفس والشعور بالضيق غير المبرر والحزن الدائم، ولا ندرك أن إهمالنا لأنفسنا وحقّها علينا، قد يتسبب في ذلك في أحيان كثيرة.
الجهل بأهمية الصحة النفسية
للأسف، على الرغم من تقدُّم العالم العربي في الكثير من المجالات، فإن البعض منّا، إلى الآن، يُهمل الصحة النفسية، ويعتبرها نوعًا من أنواع الترف والرفاهية، ولا يفطن لحقيقة أن الصحة النفسية هي حجر أساس في حياة المرء، تؤثِّر على الصحة الجسدية، وكفاءة الشخص في جميع النواحي الحياتية؛ فإهمال المشاكل الصغيرة يفاجئنا بأنها قابعة أمامنا تُعيقنا عن ممارسة حياتنا بشكل طبيعي، لذلك -عزيزتي- وجب عليك أن تفهمي نفسك جيدًا، وتعامليها بما تستحق، فاقرئي جيدًا عن الصحة النفسية وأسباب الضغوط النفسية المختلفة، وحاولي تجنُّبها دائمًا، لتبقي –سيدتي- دائمًا مشرقة ومِعطاءة، حفظنا الله جميعًا من كل سوء.