تُعرف نورة المقيطيب، اليوم بأنها طباخة الملوك، وقد تمكَّنت من إيصال تراث وطنها عبر أشهى الأطباق السعودية التراثية، التي تعلمت طبخها من والدتها لتقدمها على مائدة القادة في القمة العربية الـ 29 في الظهران.
وكشفت المقيطيب لــ «سيدتي» عن كواليس إعدادها مائدة «قمة القدس»، قائلة: «تم ترشيحي من قِبل مسؤولي تنظيم القمة العربية، حيت اتصلوا بي في الشهر الماضي، وقالوا إنهم قادمون إلى المنطقة الشرقية مع سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز، واتفقوا معي مبدئياً على أن أطبخ للملك وضيوفه، ولم يحددوا هويتهم بالضبط».
* لم أصدق الأمر
وأضافت نورة «بصراحة، في البداية ظننت الأمر كذبة إبريل، ولم أتوقع أن يكون حقيقياً، لذا لم أصدق ما قالوه لي، وبعد مرور يومين، حضر هؤلاء المسؤولين عن القمة إلى المنطقة الشرقية، واتصلوا بي مجدداً، وأبلغوني بوصولهم ورغبتهم في لقائي في قصر الخليج، وبالفعل ذهبت إلى هناك، وتم التنسيق معهم على أن أجهز مائدة حفل استقبال الأهالي، ومائدة القمة العربية، وأكدوا لي أهمية أن يتم تقديم المائدة من قِبل فريق من الشابات السعوديات، لذا أحضرت معي أربع شابات لإعداد الطعام، وفي اليوم الأول أخذوني في جولة داخل مطبخ قصر الخليج».
* دعم عائلي
وعن موافقتها على العرض الكبير الذي قُدِّم لها، قالت نورة لـــ «سيدتي»: «في البداية كنت خائفة، وأقول لنفسي: هل من المعقول أن أكون المسؤولة عن مائدة الملك؟ لذا لم أستوعب الأمر، وعندما طرحت ذلك على أهلي قالوا: إنني قادرة على أداء المهمة، وأنهم متأكدون من نجاحي فيها. ودعموني بقوة وشجعوني على قبولها، وحقيقةً في داخلي شعرت بأنني سأقوم بمهمة وطنية، وأنها ليست بسيطة، أو سهلة، لذا عملت بجد وفريق عملي لتقديم أفضل ما لدينا».
* الملك سلمان يفضِّل طبخ بنات البلد
وعن اختيار الأطباق ذكرت الشيف نورة: «دارت مشاورات حول نوعية الأطباق التي سأقدمها، ورأى المسؤولون أن نقدم أطباقاً متنوعة، تشتهر بها كافة مناطق الرياض، ولأنني ابنة الشرقية، التي ستستضيف القمة رغبت في تقديم طعام من تراث المنطقة، خاصة أن المسؤولين كانوا يرغبون في أن يطَّلع الضيوف على التراث السعودي بما في ذلك الطعام الذي نعدُّه، وقد وصلتني معلومة أن سيدي الملك سلمان، يأكل في كل منطقة يذهب إليها من وطننا من طبخ بنات البلد، وهذه ثقة كبيرة من والدنا الملك سلمان، نعتز بها، وتؤكد دعمه الكبير لتمكين المرأة السعودية، ودائماً ما كنا نسمع بأن تلك المناسبات تجهزها فنادق عالمية، أما الآن فقد صار الاعتماد على أبناء وبنات الوطن، وهذا فخر كبير لنا».
* الطبق الذي أعجب الملك سلمان
وبسؤالها عن الطبق الذي فضَّله الملك سلمان، أجابت المقيطيب: «لم أتمكَّن من مقابلة سيدي الملك سلمان، لكن وصلتني تعليقات حول الطعام الذي أعددته، منها أن سيدي الملك أعجب كثيراً بطبق الجريش النجدي».
وأضافت «كان على رأس قائمة الوجبات، التي قدِّمت إلى ضيوف القمة الجريش النجدي، ومفلق الربيان، ومرق الفاصولياء واللحم، وقرصان اللحم، إضافة إلى كبسة اللحم، والمراصيع بالدبس».
* شكراً لوطننا على الدعم
واختتمت نورة حديثها قائلة: «من منبر سيدتي أقدم جزيل شكري إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده محمد بن سلمان على هذا الاختيار، الذي رفع من مكانة المرأة، ووضعها في أهم المحافل الدولية والمحلية وهذا يؤكد على كلمة سيدي في افتتاحية القمة العربية » أؤكد لكم أن أمتنا العربية ستظل بإذن الله، رغم أي ظروف عصية، برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها، واليوم أصبح يقال عني الآن طباخة الملوك، ولم أحلم يوماً أن أصل إلى ما وصلت إليه، وكل هذا بفضلٍ من الله أولاً، ثم باهتمام وطننا الغالي بأبنائه وبناته جميعاً، وتسليط الضوء على مواهبهم وقدراتهم، تماشياً مع رؤية 2030، خاصة في تمكين المرأة ودعمها».