البدانة والكسل تهمتان تلاحق الإماراتيين!

5 صور

قانون الموارد البشرية لا يوجد به أي نص يجعل البدانة، أو غيرها مما يتعلق بمظهر المواطن، شرطاً للتوظيف في الحكومة الاتحادية، هذا ما أكدته مديرة نظام تقييم الأداء والمتابعة في الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، ليلى السويدي فرغم شهادة عائشة الجامعية وحصولها على درجة الامتياز في تخصص إدارة الأعمال، فإنها لم تجد حتى الآن رواجاً لشهادتها في سوق العمل، فالكل يطلب «المظهر الحسن».

وقصتها ليست شخصية أو فردية، فالفتاة تنهي دراستها الجامعية لتقف في طابور البحث عن العمل الطويل، قابضة على أوراق ممهورة بأختام رسمية تحمل شهادات (ICDL)، (وتويفل)، وشهادات جامعية يفترض أن تطرق سوق العمل بالكفاءات المطلوبة.
فهل أصبح الجمال طريقاً للحصول على عمل؟ وما المشكلة التي يتسبب بها إن استمر استغلاله للحصول على ترقيات، لنرى أبواب العمل تُفتح أمام الجميلات، وتُغلق أمام من لم يحظين بقدر منه.

إحدى الإماراتيات كانت تعمل في أحد البنوك الوطنية، ثم حصلت على إجازة وضع وإجازة رضاعة، وخلال أشهر قليلة زاد وزنها وهو ما أدى إلى إنهاء خدماتها، قالت: «حاولت الالتحاق بأي وظيفة أخرى في القطاع الخاص أو الحكومي، لكن طلبي كان يُرفض بعد إجراء المقابلات الشخصية، والسبب اللياقة الصحية والمظهر المناسب».

يحقق الأرباح
أصحاب العمل مثل حميد الحتاوي، مالك مجموعة مزارع الحتاوي للتوريد، يرى أن بعض الوظائف تقتضي الاهتمام بالشكل الخارجي، خاصة تلك التي لها علاقة بالتعامل المباشر مع العملاء، ودافع عن وجهة نظر الرجال ممن يبحثون عن الوجه والقوام الحسن في بيئة العمل، سواء من الرجال أو النساء، وقال: «هذا هو ما يجلب المتعاملين ويحقق الأرباح، وعلينا أن نعترف أن الناس تحولوا للحكم بناء على المظهر والشكل، وليس الخبرة والقدرة في الأداء».
هذه القاعدة، اعتبرتها فاطمة مال الله، طالبة جامعية، كارثة على الفتيات الدميمات، ولا تعطيهن أي بارقة أمل في فرصة للمنافسة بصورة شريفة في سوق العمل.

حالة عالمية
أقرت إحصائية نشرتها الديلي غراف، أن النساء الجميلات يكسبن دخلاً أعلى من العاديات بنسبة 11%، ومن القبيحات بنسبة 23%!
فعندما توجهت لطيفة الكعبي، فتاة إماراتية، إلى إحدى المؤسسات لمقابلة شخصية، تصادف وجودها مع مجموعة من المتقدمات، بعضهن على قدر من الجمال، تتابع لطيفة: «شعرت أن هناك رغبة من الطرف الآخر بإنهاء المقابلة، وقال: سنتصل بك، ولليوم مازلت أنتظر الاتصال».
واقع أزعج جمال بوزنجال، رئيس قسم الاتصال المؤسسي بغرفة تجارة الشارقة، فهو يراه يحدث في أروقة عدد من المؤسسات والشركات، يستدرك: «لكنه يختلف من مؤسسة لأخرى، وهذه الوتيرة تخف في القطاعات الحكومية».

ربط معدة!
عندما انطلقت حملة «حارب البدانة» في دبي، استندت على أن الإمارات تحتل المرتبة الـعاشرة بنسبة البدانة عالمياً، ما يؤثر في حياة الفرد وعمله، حيث تضعف ثقته في نفسه، هنا كشفت مسؤولة موارد بشرية بشركة شبه حكومية متخصصة في تقديم خدمات الإطفاء، فضلت عدم ذكر اسمها، أن أكثر من ‬20٪ من المواطنين الذين يتقدمون لشغل الوظائف في الشركة يتم رفضهم؛ بسبب البدانة المفرطة، وتابعت: «التحق شاب مواطن نحيف بالعمل، وبعد فترة بسيطة أصيب بأعراض مرضية، وتبيّن بعد ذلك أنه أجرى عملية ربط معدة، فقدم استقالته».
هنا تحدثت فاطمة، التي لا تعاني من السمنة، بشيء من الألم، عندما رفض قبولها في وظيفة بشركة تأمين: «قيل لي إن شكلي أقرب إلى الذكر من الأنثى.. أحسست بالمرارة، ومازلت أجلس في المنزل، متخوفة من موقف مماثل». 

ثقافة
أشارت أحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة أن 44.6 % من النساء في الإمارات سيعانين من البدانة مع حلول عام 2015. هنا علّقت نانيس جمعة، مقدمة برنامج سينمائي في تلفزيون الشارقة، بأن هذه مصيبة، والجمال هو الطاغي؛ لأن المشاهد يريد أن يرى وجهاً مقبولاً يشعره بالراحة، وتابعت: «القنوات ضعيفة المحتوى هي التي تبحث عن المظهر الخارجي».
كل الذين التقيناهم من الرجال رفضوا التصوير، وأرجعوا سمنتهم إلى عوامل وراثية، أو مشكلة في الغدة الدرقية، حتى إن أحدهم أنهيت خدماته من 3 وظائف خلال فترة الاختبار، يتساءل: «ما ذنبي في زيادة وزني لأسباب مرضية؟».
هنا حمدت بدرية المطوع، تربوية، ربها؛ لأنها تعمل في قطاع بعيد عن هذه الصراعات، تعلّق: «قطاعنا يبحث عن الكفاءة ولا ينظر لهذه الشكليات والأمور السطحية، وما يهم هو الجودة والإخلاص في الأداء».

تجاوزوا الحدود
بعض أصحاب العمل قد تجاوزوا الحدود، برأي الدكتور سيف الإسلام مصطفى، اختصاصي نفسي، فقد يكون العمل الذي يريد من يشغله لا يستحق فتاة جميلة، ويتابع: «أصبحنا ضحية للمظاهر، وأصحاب العمل الذين يعتمدون على هذا العامل سيلاقون الكثير من المشاكل، وغالباً ما تكون أسرية؛ يراد منها إفراغ هذا النقص في العمل».