رئيس هيئة علماء السودان، البروفيسور محمد عثمان صالح، كان قد وقف قبل فترة منادياً بزواج القاصرات؛ باعتباره يحقق منافع كثيرة، وأن الإسلام لا يمنع زواج الصغيرة، لصون الشاب من الانحراف وحفظاً للنسل، وأن الإسلام يعدّ الطفولة دون بلوغ الحلم، والمسؤولية تأتي ببلوغ سن الرجولة للصبيان والأنوثة للمرأة، ورغم أن زواج الصغيرة فيه كثير من المخاطر، ولكن فيه منافع أيضاً.
لم تمض ساعات على ذاك التأييد، إلا وتصدت له أصوات نسائية ورجالية وشبابية وأمهات وآباء وقاصرات كذلك.
مولانا عزيزة عصمت، المحامية قالت لسيدتي نت: هل يعقل أن أزف طفلتي لشيخ في السبعينيات؟ بل هل يعقل حتى لو تقدم لها شاب في العشرين، أن أزوجه ابنة قاصراً؟ هذا كلام خالٍ من المنطق والعقل.
خطر الموت
توحدت روى آمال فقير، صفية عوض، حنان الطاهر، فاطمة أمين، كلثوم بركات، نوال، آمال حيمور، سعاد سلمان وأخريات؛ ليؤكدن أن زواج القاصرات يقود إلى موت محقق، كما بينت إحصاءات الأمم المتحدة للسكان بأن العالم الثالث بأجمعه تتفوق عنده إحصاءات مؤكدة بأن موت الأم الصغيرة وختان الفتيات وسوء التغذية، هي العوامل الواقعية التي تسهم في ارتفاع نسبة وفيات النساء.
فكيف لهيئة علماء السودان أن تؤيد زواج الصغيرات، وهل هذا يعني مايطلق عليه زواج «دوام المتعة»، وهو الأمر الذي يبيح للرجل السبعيني الزواج من فتاة صغيرة.
هند بحيري «أم»، قالت: زيجات الصغيرات تشكل تهديداً للأسرة وموتاً مبكراً؛ لا نرتضيه، رجاؤنا إعادة النظر فيما أصدره المجلس من توصية هدامة.
من جانبها أوضحت شادية عوض موقفها قائلة: ليس من العقلانية أن يوافق أب على زواج طفلته لرجل يكبرها بأربعين عاماً.
أما صفوة أرباب: 14 عاماً فقد احتجت على التوصية بقولها: كنا في حصة التاريخ، وقرأت علينا أستاذة التاريخ الصحيفة فضحكنا، ولكن واحدة منا بكت ووقفت أمام المنصة وأعلنت باسمنا جميعاً، أن نكتب مذكرة لأولياء أمورنا؛ تعلن الرفض التام للموضوع.
قوانين وتشريعات
إبراهيم آدم وزير الدولة بالرعاية الاجتماعية: قال إن هناك قوانين وتشريعات خاصة بالطفولة وقانون 2010م؛ حدد سن الحلم من 14-16 والريف السوداني يمارس بعضه كثيراً من التجاوزات، وآخرون يعتبرون زواج الطفلة إحدى عاداتهم، خاصة والإسلام كرم واحترم المرأة؛ فلابد من توفير كافة حقوقها الطبيعية واحتياجاتها من تعليم وصحة، وهنا يجيء دور الإعلام والأسرة لمراجعة الأمر.
وكانت مسؤولة صندوق السكان العالمي قد وقفت عند تجربة عدد جنوب دول أسيا وأفريقيا وجنوب الصحراء، وقالت إن هناك 95% من حالات الحمل وسط المراهقات بين عمر 15-19 بعدد من الدول، وأن المخاطر وتعقيدات الحمل والولادة تقود للوفاة بين المراهقات؛ لذلك فإن وقف زواج الطفلات سيساعد على تقليل نسبة الوفيات والإصابة بمرض الناسور البولي، الذي تعاني منه قرابة 45 بالمائة من نساء الريف، بسبب زواجهن المبكر وختان الإناث.
ردود فعل رسمية
الدكتور يوسف الكودة، رئيس حزب الوسط الإسلامي، علق على الأمر بقوله: هناك أضرارا كثيرة تصيب الطفلة نتيجة لإرغامها على الزواج المبكر، والذي عادة ما يفرضه الأب على ابنته في ذاك العمر المبكر؛ فهي لا تقوى على تحمل المسؤولية، ولا الممارسة الجنسية، ولا الإنجاب.
وكان الأب أنطونيوس فاكيوس، ممثل مجلس الكنائس السوداني قد علق بأن: قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين يحدد سن الزواج بـ18 عاماً، شريطة أن يكون الرجل أكبر من المرأة بعامين؛ حتى تكتمل أهليته للزواج.
اليونسيف والسودان
حصلت سيدتي على بيان صحفي يقول إن نتائج مسح السودان الأسري لعام 2010 يقول:
إن النسبة المئوية لزواج الطفلات تراوح بين 5.1% في الولايات الشمالية، و19% في ولاية النيل الأزرق، وأن أكثر من ثلث الشابات يمثلن 31.6% تزوجن قبل أن يكملن العام 28.
الدكتورة عطيات مصطفى، مسؤولة حقوق الطفل والأحوال الشخصية:
بينت أن الزواج المبكر للطفلة؛ خلق نوعاً من الوضع الاجتماعي غير المقبول، وقاد لمشاكل وتشوهات خلقية، ونادت بتوسيع المشاركة والتحاور حول معنى البلوغ؛ لأن الدراسات الفقهية والتشريعية تحتاج لجهد؛ حتى نصل ونتفق؛ لأن الشريعة واضحة للغاية، والمفقود هو توعية المجتمعات لأن تؤمن بمرجعية الشريعة الإسلامية.
