فدوى الستوتي ( 22 سنة) إن أكثر ما يميز الحجاب التركي هو طريقة ربط منديل الرأس، التي تعدها منفردة لا تشبه باقي الأشكال، كما أن الألوان المستعملة في اللباس تتبع آخر صيحات الموضة، ما ليس متوفراً في باقي الأنواع.
وتشاطرها الرأي إيمان السلاوي (22 سنة)، وتقول إن الحجاب التركي جاء بما هو جديد في الشكل عامة، إذ نجد ستايلاً مغايراً لما اعتدناه سواء في العالم العربي أو في باقي الدول، إضافة إلى اتباعه للموضة في الألوان والقصات والأقمشة، ما كان غائباً عن لباس المحجبات من قبل.
رونق الإطلالة
وفاء الرهوني (24 سنة) تقول: إن ما يميز الحجاب التركي رونق الإطلالة التي يمكن لأي سيدة أن تكتسبها، بغض النظر عن شكلها وذوقها، أو حتى الماركات التي تختارها.
أما وئام متالي (21 سنة) فتقول: إنها باتت مغرمة بالحجاب التركي؛ «لأنه يعطي وهجاً خاصاً للمرأة المحجبة خاصة من حيث التصاميم وترتيب الألوان، والفضل راجع بالأساس لاهتمام دور الأزياء التركية بالمحجبات، عكس نظيرتها في بعض الدول العربية التي لم تراع الأمر في السابق.
وتصف زينب شاطر (20 سنة) الحجاب التركي بـ«المتنفس»، الذي يتيح اختيارات عدة للمحجبة سواء في اللباس، الألوان، أو في القصات. وتضيف لم أتخيل يوماً أنني سأغرم به لهذه الدرجة، إذ اعتبرته في البداية شكلاً مغايراً فقط يمكن أن أغير الروتين عن طريقه، إلا أنني لا ألبس غيره اليوم ومنذ مدة طويلة.
وتؤكد مريم المعطاوي (19 سنة) أنها مصابة بهوس الحجاب التركي، فما إن يظهر مستجد في الأزياء حتى تجدني أسارع الزمن لانتقاء الأفضل من المحلات الشهيرة ببيع ألبسة الحجاب التركي، وتضيف ما يميزه أنه يناسب جميع الأعمار والأحجام، كما يتماشى مع مختلف أنواع البشرة.
الماركات التركية
التقت «سيدتي» ليلى، مسؤولة التسويق في مركز تجاري معروف مختص في الألبسة التركية للمحجبات، عن الإقبال الكبير للمغربيات على الحجاب التركي قالت:
مع دخول ماركات الحجاب التركي الشهيرة إلى المغرب زاد الإقبال عليها من طرف المحجبات المغربيات، وذلك لما يمتاز به الحجاب التركي عن غيره من أنواع الحجاب، إذ لا يكتفي بطريقة خاصة في ربط «الطرحة» أو «الشال» كما يسميه المغربيات، بل بات يرسم خطاً خاصاً به يتبع آخر صيحات الموضة، وفي نفس الوقت يتيح إمكانية للمحجبة بأن تبدو أنيقة في مظهرها وتساير العصر.
وعن الأسعار وعلاقتها بالإقبال تجيب ليلى «الأسعار مناسبة في الغالب، باعتبار جودة الملابس المعروضة والتي تختص بالحجاب فقط لا غير، ما يعتبر نادراً أو غير متوفر دائماً، فلطالما اشتكت المحجبات من صعوبة العثور على ما يناسبهن في الشكل، وما يحفظ أناقتهن في الآن ذاته، كما أن هوس المغربيات اليوم بالحجاب التركي يلهيهن عن الجانب المتعلق بالأثمان، إضافة إلى توفر شروط الجودة والأناقة».
تطور الحجاب
عن تطور الحجاب في تاريخ المجتمعات يحدثنا محمد الطويل أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب في الرباط قائلاً:
«لعل السبب راجع إلى الغواية التي تفرضها الفلسفة الاستهلاكية التي لا تسعى إلا إلى تحقيق الربح، بكل الطرق والوسائل وباستغلال كل ما يمكن استغلاله بما في ذلك الأمور المتعلقة بالممارسة الدينية والأخلاقية والاجتماعية. وهذا ما يفرض ضرورة العمل على تعميق الوعي بفلسفة الزي الإسلامي ومنطقه المفارق للفلسفة الاستهلاكية، التي تتوخى صناعة مجتمع يستهلك فقط لكي ينتج، وينتج فقط لكي يستهلك».
رأي الدين
برأي الدكتور محمد عزالدين توفيق أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بنمسيك في الدار البيضاء بما أن الحجاب جاء بهدف درء الفتنة وستر جسم المرأة، فمن المستحب للمحجبة تفادي كل ما من شأنه أن يذكي هذا الجانب، من قبيل الألوان المثيرة والبراقة، والقصات الضيقة التي تبرز الجسم بشكل «فاضح»، وكل ما يمكن أن يخلق «الإثارة» في الآن نفسه، ولا مانع من أن تحافظ المرأة المحجبة على أناقتها في حدود اللياقة.