التوحد مرض نفسي يعني في جميع لغات العالم التقوقع على الذات، لذلك يسمى بالعربية "التوحد" وبالإنكليزية /آوتيزم/ وفي البرتغالية / آوتيزمو/ وكلها تعني التمحور حول الذات. وهو ليس مرضاً ينتشر بالفيروسات أو الجراثيم، نشرة طبية حصلت عليها "سيدتي وطفلك" من وزارة الصحة البرازيلية أوضحت أن طفلاً من بين كل 42 طفل هناك مصاب بمرض التوحد على مستوى العالم، ولكن الرقم يمكن أن يرتفع قليلاً أو ينخفض طبقاً للدول والمجتمعات.
بعض أسباب المرض
1 - العامل الوراثي وحمل المرأة في سن متقدمة في العمر، أي الحمل بعد سن الثامنة والثلاثين، وبخاصة إذا كان الزوج أيضاً يتجاوز الخمسين من العمر. ولذلك يقولون إن السن المثالي للحمل بالنسبة للمرأة هو ما بين 18 و35 سنة.
2 - عدم وجود التناسق بين فصيلتي دم الزوج والزوجة.
3 - وجود نساء تنقصهن أنواع معينة من الفيتامينات، وبخاصة فيتامين دي وفيتامين إيه، وعليهن تناول هذه الفيتامينات لمدة ثلاثة أشهر على الأقل قبل الحمل.
تأثير هذا المرض على الأسرة
ورد في النشرة البرازيلية ثلاثة تأثيرات رئيسية للطفل المصاب بمرض التوحد على الأسرة، وهي تتفرع كما يلي:
أولاً- التأثير العاطفي:
_ شعور الأسرة بالمضايقة من تصرفات الطفل المصاب أمام الناس.
_ شعورها بالإحباط؛ لأنه مرض ليس له علاج.
_ شعورها بالذنب لاعتقاد الأبوين أنهما السبب.
_ الحزن اليأس الشديدين لرؤية الأبوين طفلهما بهذا الشكل.
_ شعور الأسرة بالغضب من الواقع ومن ثم الندم على هذا الغضب.
_ الشعور بأن وجود طفل مصاب بالتوحد في الأسرة يعني وجود تحدٍّ قاسٍ يجب أن يواجهه الأبوان مدى الحياة.
ثانيا- تأثيره على زواج الأبوين
قالت النشرة إن هناك آباء وأمهات لا يستطيعون التعامل مع الموقف، وهو الأمر الذي ربما يؤدي إلى الطلاق، من أجل تفادي خطر الطلاق ينبغي على الأبوين:
_ قبول الأمر الواقع للتعامل مع المصاب بالتوحد.
_ الابتعاد عن أسلوب تبادل إلقاء أحدهما اللوم على الآخر.
_ الاعتراف بالمرض يريح الطرفين.
ثالثاً، التأثير المادي:
أكدت النشرة أن الطفل المصاب بالتوحد بحاجة لعناية خاصة جداً من حيث التغذية؛ لأنه يبالغ في المطالب من حيث الطعام الذي يرغب في تناوله. والتأثير المادي هو على الشكل التالي:
_ مصاريف أخذه على العيادات المختصة، وتناوله لعدد ليس بالقليل من الأدوية.
_ نفقات الذهاب إلى مدارس خاصة للمصابين بالتوحد وهي مرتفعة الثمن.
عالم خاص
هناك نقطة هامة مشتركة بين الأسر التي لديها أطفال مصابون بالتوحد، وهي تتمثل في كيفية التعامل مع الناحية الجنسية. فالمصابون بالتوحد ينساقون بغرائزهم الذاتية ضمن عالمهم الخاص بهم، ولا يدركون كثيراً ما يجري من حولهم. وهناك عائلات تترك أطفالها المصابين بالتوحد من دون أدوية تزيل الرغبة الجنسية عندهم عندما يصلون سن البلوغ، ولكن هناك عائلات حاسمة في هذا الأمر؛ لكي تتجنب مشاكل بسبب الرغبة الجنسية لابنهم أو ابنتهم المصاب بالتوحد. فالمصاب بالتوحد كما ذكرنا لا يهتم بالعالم الذي حوله بقدر ما يتبع غريزته ضمن عالمه الخاص به.