يتبارى العرسان في المغرب للفوز بأفضل حلة لليلة العمر وذلك من خلال اللجوء إلى متعهدي الأعراس النشيطين، الذين يبحثون دائماً عن الجديد وعن أفكار مبتكرة وعجيبة تضفي تميزاً على أجواء الزفاف.
وتعد سمراء وزوجها الحبيب السعدي من أهم المتعهدين في عاصمة المغرب الرباط، من حيث مواكبة العصر والسعي إلى تطوير الخدمات لإرضاء الزبائن بفضل دعامة شراكتهما المعنوية والمهنية، فسمراء حاصلة على دبلوم التسيير وإدارة اللأعمال، واعتمدت على خبرة زوجها في هذا التخصص والتي ورثها أبا عن جد، وأسسا هذه الشركة واقترح زوجها أن تحمل اسمها سمراء و قسما العمل بينهما، فهو يتكفل بجلب الطلبيات فيما هي تسهر على الجانب الفني والديكور وكل ما له علاقة بالجماليات.
عن جديد صيحاتها في تنظيم العرس المغربي كشفت لنا سمراء قائلة:
تختفي هذا العام مظاهر العصرنة في "العمارية" حيث سنترك جانباً كل ما هو براق كاستعمال الأحجار والاستراس، وسنعود بها إلى خصوصيتها التقليدية حيث ستركب العروس هذا العام عمارية خشبية منقوشة بالزخرفة الحرفية، وقد نزين حواشيها ببعض الأحجار من صلب صناعتنا المحلية، وهذا سيعطي لهذا الهودج الثابت رمزيته وثقله.
أعراس بثيمات
تشتغل سمراء على أعراس بموضوعات أو ثيمات مختلفة فهناك مثلاً:
عرس ألف ليلة وليلة بالأبيض والأسود، حيث يؤثت هذان اللونان كل أركان الفرح ابتداء من البرزة أي المكان الذي يجلس في العروس والعريس والعمارية، ومنصة الأوركسترا وأرضية حلبة الرقص التي تأخذ شكلاً جديداً هذا العام حيث سيتم توظيف بلاستيك خاص، أو ما يسمى ببليكسي كلاس أو ألتو كلاس، الذي يبلغ سمكه 20 سنتميتراً، وأيضا الأطباق التي تحمل فيها هدايا العروس أو ما يسمى في المغرب بالدفوع وحتى الطاولات والورود والشراشف وكل تفاصيل العرس، فهي تحمل بدورها هذين اللونين، وحتى المصور يرتدي زياً بالأبيض والأسود والشيء نفسه بثيمات أخرى.
فهناك عرس الحب، والذي تضيف إليه سمراء اللون الأحمر، إلى جانب الأبيض والأسود، وهناك عرس الزهري والذي يحمل اللونين الفوشيا والرمادي، وهناك العرس الفضي والعرس الذهبي، وكلها ألوان تحرص على أن تخصص لها كل إكسسورات الزفاف مهما كانت صغيرة، حتى تحقق تلك النزهة البصرية التامة.
لباس العروس
حسب سمراء فإن هذا العام تم تخفيض عدد الأزياء التي تلبسها العروس، حيث حذف حتى الزي الهندي وتم الاقتصار على أربع قفاطين مغربية، إلى جانب زي العروس الذي غالباً ما يكون على الطراز الأوروبي.
فهناك لبسة العمارية، التي لم تعد موضة أن تكون ذات لون أبيض، بل كل عروس تختار اللون الذي يعجبها، هناك زي للعشاء أي تلبسه لتتناول العشاء مع عريسها وعائلتها وأهله على طاولة مميزة بتزيين خاص جداً بما يليق بسيدة العرس، بعدها ترتدي زياً آخر للسهر مع المدعوين وذلك أثناء تناول المشروبات، وتغير بعدها لتلبس اللبسة الفاسية أثناء صعودها فوق الطيفور، وهي تشبع العمارية لكن من دون سقف لتنهي مراسم الزفاف بزي العروس الأبيض وبعدها تغادر إلى الفندق.
وتميزت قفاطين هذه السنة بالتزيين بأحجار غير لامعة.
مراسم مغايرة
حرصت سمراء هذا العام على تطوير بعد المراسيم وضخ إضافات تريح المدعوين وتدخل السرور إلى نفوس العروس وشريك حياتها وأسرتيهما، و لذلك توضح سمراء بأن عوض أن نقدم للمدعوين الحليب والتمر وضعنا بوفيه فيه الشوكولاتة والحلويات، كما اننا هذا العام سنقدم إلى جانب الشاي المغربي نكهات مختلفة من الفانيلا الكراميل، وغيرها تشرب مع المملحات، كما سنضع في ركن من القاعة ثلاث آلات واحدة للقهوة، وأخرى للقهوة بالشعير، وثالثة شراب أو محلول عشبة الجينسنج.
فيما ستكون الأطباق خلافاً لمائدة العرس التقليدية، التي كانت تحتوي على دجاج محمر أو البسطيلة، ستقدم سلطات ومقبلات وأطباق السمك محضرة بأشكال متنوعة.
أما على مستوى الحلويات، فسيكون الجديد هذا العام الستايل الأمريكي في الحلوى العصرية، فتورتة العروس ستكون على شكل أمريكي، وستقدم وسط لهب يرتفع إلى 8 أمتار، كما أدخلنا شكلين جديدين من الحلوى بوب كيك، وكاب كيك فيما الحلويات المغربية سنحتفظ بها كما هي على أصالتها.
و بالنسبة للصور، فتؤكد سمراء بأنها استجلبت من خارج المغرب آلة تجعل مثلاً صور العرسان في الحلويات والشارات، وأي شيء يرغبون أن توضع عليه صورتهما بألوان مختلفة وبمحاليل صحية وصالحة للتغذية.
صندوق للذكرى
لتأريخ هذا الحدث المهم في حياة كل العرسان، جهزت سمراء قاعة الفرح بكل الآليات اللوجستيية من إضاءة وعدسات التصوير حيث سيتم اعتماد نوعين من الكاميرات، واحدة تتثبت من أعلى القاعات وتلتقط مشاهد مختلفة، وأخرى تشبه التي تعتمد في تصوير الأفلام، أي الكاميرا المتحركة على سكة حديدية، كما سيهدى للعروسين بعدها صندوق تقليدي يدوي يحمل ألبوماً بقياس 4، وقرص مدمج وقرص صلب، وشريط الفيديو الأصلي لصور الزفاف.