احتفل مساء أمس أطفال المنطقة الشرقية بـ "القرقيعان"، وهي مناسبة شعبية، يترقبها الأطفال سنوياً، وإن كانت قد انتقلت في السنوات الأخيرة إلى الكبار، وأصبحت كثير من الأسر تتبناها من حيث الصرف والبذخ. والقرقيعان مناسبة يُسعد فيها الأطفال لحصولهم على عديد من الهدايا مثل أكياس المكسرات، والحلويات، والسكاكر التي يتم وضعها في سلة، وتوزيعها على الأطفال والنساء. وحول ذلك أشارت الحاجة أم محمد "63 عاماً" إلى أن القرقيعان مناسبة من المورث الاجتماعي المعروف في المنطقة الشرقية، وما يميزه عن غيره، أن الأطفال يشعرون فيه بالسعادة والبهجة أثناء سيرهم على شكل جماعة واحدة، حاملين معهم أكياس القرقيعان، التي تُملأ من قِبل الأهالي، مرددين أهازيج وأناشيده شعبية، يسمعها المارة.
وبيَّنت أم أحمد، أن القرقيعان تقليد سنوي متعارف عليه لدى أهالي المنطقة الشرقية، ويحتفلون به كلٌّ حسب عاداته وتقاليده، وأوضحت: "أهالي الدمام مثلاً يقيمون الولائم، ويوزعون الحلويات على الأولاد والبنات، أما أهالي الأحساء، والقطيف فيزينون مداخل بيوتهم بالأضواء، إضافة إلى استقبال المارة، الذين يستقلون السيارات، وتوزيع هدايا القرقيعان والمشروبات عليهم مع بعض الأناشيد الخاصة".
من جانبها، أشارت ليلى الخالدي إلى أن الاحتفال بالقرقيعان كان يقتصر على الأهالي الذين يعيشون في الأحياء القديمة، والمحافظات، أما اليوم فامتدت هذه العادة إلى المدن، حيث تُزيَّن شوارعها فرحاً بها، وقالت: "القرقيعان مناسبة متوارثة بين أبناء منطقة الخليج، وفي السابق كان أبناء الحي الواحد، يحتفلون به من خلال توزيع المأكولات والحلويات على الأطفال والمارة، إلا أن هذه العادة تخطت حدود الأحياء الشعبية لتصل إلى أكبر شوارع المنطقة الشرقية، وبعض مجمعاتها التجارية".
وبيَّنت الخالدي، أن الأهالي يسعون إلى المحافظة على هذه العادة، وترسيخ مفهومها لدى الأطفال من خلال ارتدائهم الأزياء الشعبية، وترديدهم بعض الأهازيج القديمة، إضافة إلى تناولهم الحلويات القديمة التي قد تكون غير مألوفة بالنسبة إليهم. ونوهت إلى أن المحافظة على هذه العادة، وتفاعل المجتمع معها دليل على أنها مناسبة ينتظرها الأهالي سنوياً.